انتهاك جديد للاتفاق النووي.. والعالم ينتفض ضد طهران (تقرير)

عربي ودولي

صورة إرشيفية
صورة إرشيفية


على الرغم من التحذيرات الدولية، والتنديدات الضخمة، تستمر إيران في انتهاج سياسة الضغط، واتخاذ خطوات تلو الأخرى في انتهاك الاتفاق النووي مع القوى الدولية، دون الولايات المتحدة التي أعلنت الخروج منه، في محاولة لإعادة الاتفاق من جديد، وهو ما ترفضه إيران إلى الآن.

خطوة رابعة

وأعلنت إيران اليوم اتخاذ خطوة رابعة في طريق انتهاك الاتفاق، حيث أفاد التلفزيون الحكومي الإيراني، اليوم الأربعاء، إن إيران بدأت في ضخ غاز اليورانيوم في أجهزة الطرد المركزي في منشأة فوردو النووية تحت الأرض.

موقع نووي

وبهذا القرار سينتقل المرفق من الحالة المسموح بها لمصنع الأبحاث ليصبح موقعًا نوويًا نشطًا، على الرغم من الاتفاق كان يحظر ضخ المواد النووية بمنشأة فوردو، التي أصبح وضعها الآن مختلفاً.

رد فعل

وفسّر التلفزيون الحكومي الإيراني، اتخاذ هذه الخطوة، كرد فعل على الضغط الأمريكي المتزايد وعدم نشاط الأطراف الأوروبية في الصفقة لإنقاذها،

تعقيد فرص إنقاذ الاتفاق

وفي تصريحات سابقة، أوضحت إيران أنها ستخصب اليورانيوم إلى 5٪ في فوردو، الأمر الذي سيزيد من تعقيد فرص إنقاذ الاتفاق، فيما حددت الاتفاقية مستوى النقاء الذي تستطيع إيران من خلالها تخصيب اليورانيوم بنسبة 3.67 % وهي مناسبة لتوليد الطاقة المدنية وأقل بكثير من عتبة 90 % من درجة الأسلحة النووية.

مضاعفة أجهزة الطرد المركزي

كما أوضحت أنها تسارعت في تخصيب اليورانيوم من خلال مضاعفة عدد أجهزة الطرد المركزي المتقدمة IR-6 العاملة، مضيفة أنها تعمل على "نموذج أولي يسمى IR-9، ويعمل 50 مرة أسرع من أجهزة الطرد المركزي IR-1".

ألمانيا تطالب بالتراجع

وعلى الفور من إعلان إيران عن تلك الخطوة، دعت ألمانيا، طهران إلى التراجع عن قرارها، ووصفته بـ "غير المسؤول" بشأن الاتفاق النووي.

كما أعلن وزير الخارجية الألماني هايكو ماس أن تشغيل إيران لأجهزة الطرد المركزي في مفاعل "فوردو" النووي غير مقبول، وطالب طهران بالعودة إلى التزاماتها بموجب الاتفاق النووي.

وأكد الوزير الألماني، أن هذه الخطوة الإيرانية تتناقض مع التزاماتها، كما تعرض تنفيذ الاتفاق حول برنامج طهران النووي للخطر، مطالباً إيران بالعودة مرة أخرى.

قلق دولي

وفي ذات السياق، أعرب الاتحاد الأوروبي، عن قلقه من القرارات الإيرانية بشأن استئناف تخصيب اليورانيوم، فيما أوضحت المتحدثة الرسمية للشؤون الخارجية للاتحاد، مايا كوتشيانتيتس، أنهم قلقون من إعلان الرئيس الإيراني، روحاني خفض التزاماتهم بالاتفاق النووي.

وقالت: "نشجع إيران على عكس جميع قراراتها، والالتزام بالاتفاق النووي وخطة العمل الشاملة المشتركة، وعدم اتخاذ المزيد من الخطوات المماثلة".

قرارات منتظرة

وأعلنت "كوتشيانتيتس"، دعمها للوكالة الدولية للطاقة الذرية، موضحة أنها التي تقرر رسميا التزام إيران بالاتفاق من عدمه، ونحن سنصيغ قرارنا على حسب تقاريرهم، بحسب تعبيرها.

ولفتت إلى أن الاتفاق النووي هو مفتاح أساسي لأمن دولنا وللمنطقة، قائلة: "ونحن كاتحاد نبقى ملتزمين بخطة العمل المشتركة والشاملة حتى بعد انسحاب واشنطن"، مؤكدة أن التزامهم يعتمد كليا على التزام إيران ببنود الاتفاق.

مخالفات جسيمة

من جانبها اعتبرت الخارجية الفرنسية إعلان طهران مخالفاً للاتفاق النووي، ودعت إلى التراجع، فيما أشارت المتحدثة باسم الخارجية، أغنيس فون دير، أنّ إعلان إيران زيادة قدرتها على التخصيب يتعارض مع اتفاق فيينا، الذي يقيد بشدة الأنشطة في هذا المجال.

وقالت: "ننتظر مع شركائنا تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول التصريحات الإيرانية"، مؤكدة على التزام فرنسا بالاتفاق، مطالبة إيران التطبيق الكامل لالتزاماتها الخاصة بالاتفاق، والتعاون الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

الحفاظ على الاتفاق

كما أعربت روسيا، عن قلقها من نوايا إيران تقليص التزاماتها بموجب الاتفاق النووي، فيما أوضح ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتن، أنهم يراقبون بقلق تطور الوضع، قائلا "نحن نؤيد الحفاظ على هذا الاتفاق".

طرد مفتشة بالوكالة الذرية

وبالتزامن مع اتخاذ تلك الخطوات، أعلنت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، عن طرد مفتشة بالوكالة الدولية للطاقة الذرية بعد اعتقالها ومصادرة وثائق سفرها.

وذكرت الوكالة أن أجهزة التفتيش أظهرت علامات إنذار لدى دخول المفتشة لموقع "نطنز" ولذلك تم منع دخولها إلى الموقع، فيما أعلنت إيران للوكالة الدولية أن تصريح المفتشة قد أصبح لاغياً.

وجاء في بيان منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، أن المفتشة لم تواصل مهامها في إيران، وغادرت الأراضي الإيرانية عائدة إلى فيينا.

خطأ كبير

من جانبها أكدت الخارجية الأميركية أن تمادي إيران في أنشطة تخصيب اليورانيوم، هو خطوة كبيرة في الاتجاه الخطأ، وأنه سيؤدي فقط إلى زيادة عزلتها السياسية والاقتصادية.

واعتبرت أن الإجراءات الأخيرة التي نفذتها إيران يمكن في نهاية المطاف أن تساعدها على امتلاك سلاح نووي في حال قررت ذلك.

التفكيك الكامل للاتفاق

وفي ذات السياق، أعلنت ليز تشيني، رئيسة المؤتمر الجمهوري لمجلس النواب الأمريكي، أنها ستقدم تشريعًا ينص على التفكيك الكامل للاتفاق النووي الإيراني.

مد أي إعفاءات "نووية"

وفي حال إقراره، سيمنع القانون البيت الأبيض من مد أي إعفاءات "نووية" إلى روسيا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا والصين.

وصرحت تشيني أن الإعفاءات ساعدت إيران على إضفاء الشرعية على البنية التحتية النووية، ومهدت الطريق أمام طهران لمواصلة العمل بشأن الأنشطة النووية الحساسة بمساعدة الصين وروسيا.

دعم الخروج من الصفقة

وذكرت "تشيني" أنّ هذه التنازلات النووية المدنية تضفي الشرعية على البنية التحتية النووية غير المشروعة لإيران، وتساعد في الحفاظ على صفقة الرئيس أوباما النووية الكارثية".

وأضافت أن الكونجرس عازم على دعم خروج الرئيس دونالد ترامب الشرعي من تلك الصفقة، وحملته الناجحة للضغط الأقصى ضد طهران، وانسحبت ترامب من الصفقة في عام 2018.

لن نسمح لطهران

كما علّق رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته بنيامين نتانياهو، على قرار إيران، مؤكداً أنّ إسرائيل لن تسمح لإيران أبدًا بتطوير أسلحتها النووية.

وأوضح نتنياهو، أنّ الموقف المتخذ ليس لضمان أمننا ومستقبلنا فحسب، ولكن أيضاً لضمان مستقبل الشرق الأوسط والعالم كله".