الكنيسة تحيي رحيل الأنبا مينا مطران جرجا
احتفلت الكنيسة القبطية الارثوذكسية، بتذكار نياحة (رحيل)، الانبا مينا، مطران جرجا الراحل، حيث قام نيافة الأنبا مرقوريوس، مساء اليوم الاربعاء، بطيب جسد الانبا مينا، عقب صلاة عشية تذكار عيد نياحته الـ ١٦.
ولد الانبا مينا مطران جرجا الراحل فى قرية الرحمانية قبلى مركز نجع حمادى محافظة قنا في 9/5/ 1919م بميلاد قزمان إسحق صرابامون، من أبوين مسيحيين.
والده إسحق صرابامون كان يعمل بالزراعة، وأمه ملوك وقد ربياه على حياة القداسة والبر ومحبة الرب، فنمى قزمان فى ظل هذه الأسره التقية فى جو عائلى مقدس مملوء بالمحبة والصلاة والمواظبة على الصلاه وحضور قداسات الكنيسة التى احبها إذ كان يركب دابته من قرية الرحمانية إلى دير الأنبا بلامون السائح بالقصر ليصلى فى الكنيسة، فحفظ ألحان الكنيسة ومرداتها فى سن صغيرة جدًا.
التحق بالمدرسة وحصل على الشهادة الابتدائية، وكان يعمل مع والده في مهنة الزراعة، وكذلك عمل ترزيًا، وكان الطفل يذهب بصفة مستمرة لدير الأنبا بلامون السائح بالأقصر.
التحق بالدير بعد معارضة من الأهل لصعوبة وقسوة الحياة بداخل الأديرة في ذلك الوقت، فذهب للرهبنة في دير الأنبا انطونيوس، فرفض الآباء رهبنته لِصِغَر سنه وبعد فترة ذهب إلى دير القديس أنبا مقار (القديس مكاريوس الكبير)، وهناك تمت رهبنته في 3041939 م.
وتتلمذ في الدير على يد القديس القس عبد المسيح المقاري والأب الراهب فيلمون المقاري وكان مُكَلَّف بِعَمَل القربان.
رُسِمَ قسًا في صباح يوم 18 نوفمبر 1939، ثم رقى لدرجة القمصية في عام 1943، وقد كان أمينًا للدير.
في 1 يونيو 1950 بدأ الخدمة في العالم، ثم أخذه مثلث الرحمات نيافة الأنبا إبرام مطران كرسي الأقصر واسنا وأسوان في ذلك الوقت لتعمير دير القديس العظيم الأنبا متاؤس الفاخوري، فخدم الدير والقُرَى المحيطة له بالافتقاد.. وقد رسم بيده صورة للقديس متاؤس الفاخوري مازالت موجودة بالدير.
تَعَرَّف على نيافة الحبر الجليل الأنبا متاؤس رئيس دير السريان العامر حينما كان فتىً صغيرًا، عندما قام بالمبيت في منزله أثناء افتقاده بعض البيوت.. كما أوضحنا هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في صفحة الأنبا متاؤس.
خدم مع قداسة البابا كيرلس السادس حسب طلب أبونا عبد المسيح المقاري، وبعدها أمره قداسة البابا بالذهاب إلى كنيسة مارجرجس بالدقي للخدمة فيها بعد الاستئذان من مطرانها.
وبعد ذلك علم البابا أن شعب جرجا اجتمع لرسامة مطران لهم، وأن اسم القمص لوقا المقاري من الأسماء التي لاقّت الترحيب والارتياح لرسامته مطران.
وبعد ضغط كبير من الأب عبد المسيح والبابا كيرلس السادس تمت رسامته مطرانًا لا أسقفًا (41 عامًا).
وكانت عِظاته قوية في أسلوب بسيط ومُعَبِّر، وكان يجيد اللغة العربية إجادة تامة.
واستطاع الأنبا مينا إنشاء ما يقرب من 15 كنيسة جديدة وترميم وتجديد جميع كنائس الإيبارشية. كما قام بشراء المطرانية الجديدة الحالية، وانشأ العديد من بيوت المغتربات وقاعات للعزاء ومشغل لتعليم الفتيات الخياطة والاهتمام بخدمة أخوة الرب والكفل بكل الاحتياجات من زواج وسداد مديونات وإجراء عمليات جراحية وغيرها.. إلخ.
وتَوَحَّد في قرية المناهرة من 1976 حتى 6 يناير 1981، وقام الأنبا مينا بإعادة جسد القديس عبد المسيح المقارى المناهرى، من مدافن دير العذراء في جبل الطير إلى كنيسته الحالية.
واختتم نيافة الأنبا مينا حياته في دير رئيس الملائكة ميخائيل بجرجا فعمر هذا الدير وله بعض الكتب، وكُتِبَ أيضًا بعد نياحته كتب عن نيافته، منها كتب معجزات.