تفاصيل خطاب البابا فرنسيس إلى المشاركين بمؤتمر الاتحاد الدولي للجامعات الكاثوليكية

أقباط وكنائس

بوابة الفجر


استقبل البابا فرنسيس صباح اليوم الاثنين في القصر الرسولي بالفاتيكان المشاركين في مؤتمر الاتحاد الدولي للجامعات الكاثوليكية.

ووجّه البابا لضيوفه خطابًا استهله مرحبا بهم ومعربًا عن سروره للقائهم خاصا بالذكر رئيسة الاتحاد البروفيسورة Isabel Capeloa Gil ثم أشار إلى أن الجامعات تجد نفسها اليوم أمام تحديات لم يسبق لها مثيل وهي نتيجة تطور العلوم والتكنولوجيات الحديثة فضلا عن متطلبات المجتمع الذي يطالب العالم الأكاديمي بتقديم أجوبة محدّثة.

واعتبر فرنسيس أن الأوضاع التي نعيشها اليوم على الأصعدة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية تحاكي دعوة الجامعات، وبنوع خاص واجب الأساتذة في التعليم، وإعداد الأجيال الناشئة لأن يكونوا روادًا للخير العام وقادة مبدعين ومسؤولين في الحياة الاجتماعية والمدنية تحركهم نظرة سليمة للإنسان والعالم. وشجّع البابا الجامعات على النظر في الإسهام الذي تقدمه لصالح صحة الإنسان المتكاملة ومن أجل تعزيز إيكولوجيا ترتكز إلى التضامن.

بعدها أشار فرنسيس إلى أن هذه التحديات تعني الجامعات بصورة عامة، لافتا إلى أن الجامعات الكاثوليكية مدعوة إلى الشعور بأهمية هذه المتطلبات أكثر من سواها. وقال إنه لا بد أن تكون الجامعات الكاثوليكية اليوم فسحةً يتم البحث فيها عن حلول ناجعة للتقدم المدني والثقافي للإنسان وللبشرية عمومًا، تقدّم يطبعه التعاضد. ورأى البابا أنه من الأهمية بمكان أن تُدرس المشاكل القديمة والحديثة في إطار خصوصياتها وآنيتها، ومن منظار شخصي وعالمي، مشددا في هذا السياق على أهمية التبادل بين الاختصاصات والتعاون الدولي ومقاسمة الموارد، كي يُترجم العمل إلى مشاريع تضامنية ومثمرة لصالح الإنسان، وجميع الأشخاص ضمن البيئات التي يعيشون وينمون فيها.

وبعد أن تحدث البابا عن تقدم العلوم التقنية وتأثيرها على الصحة الجسدية والنفسية للإنسان لفت إلى أن التربية التي تقتصر على الناحية التقنية وحسب تبتعد عن مفهوم التربية. لذا من الأهمية بمكان – مضى فرنسيس إلى القول – الانطلاق من فكرة أن التربية هي عبارة عن عملية لاهوتية، موجّهة نحو غاية، ونحو نظرة محددة للإنسان. كما أن هذه النظرة ينبغي ألا تقتصر على المواد الإنسانية، بل يجب أن تشمل باقي الأبعاد: الطبيعية، العلمية والتكنولوجية.

هذا ثم ذكّر البابا ضيوفه بأن للجامعات ضميرًا وقوة فكرية وخلقية تتخطى مسؤوليتُها الشخص الواجب تربيته لأنها تتعامل مع احتياجات البشرية برمتها. ومن هذا المنطلق لا بد أن يسعى الاتحاد الدولي للجامعات الكاثوليكية إلى تعزيز الوحدة داخل البيئة الأكاديمية على الصعيد العالمي وهذا الأمر يساهم في نمو روح جامعي يهدف إلى تحسين نوعية الحياة الثقافية للأشخاص والشعوب.

في ختام كلمته إلى المشاركين في مؤتمر الاتحاد الدولي للجامعات الكاثوليكية ذكّر البابا بأن صناعة قادة الغد تبلغ هدفها عندما يُستثمر الوقت في تطوير الفكر والقلب والضمير على حد سواء. وذكّر بكلمات شفيع الاتحاد الكاردينال نيومن الذي كان يقول إن الكنيسة لا تخاف من المعارف، بل إنها تطهّر كل شيء، ولا تقمع أي عنصر من الطبيعة البشرية بل تعتني به وتنمّيه.