ومن الحب ما قتل.. حكاية ذبح "سحر" وشقيقها بأيدي طليقها: "حول فرح ابنه لجنازة"
"تحول الفرح مأتم"..مشاهد قاسية..دموع على فراقهما، كان الحزن يملأ الوجوه، هذا الحال عند دخولك لشارع كفر الشرفاء بالمرج، يوم عصيب مر على الأهالي من صغارها لكبارها، كانت "سحر" و"صلاح"، اتفقا على الانفصال، ولكن ومن الحب ما قتل، حاول بشتى الطرق أن يعود الاثنان لحياتهما الأسرية لينتظرا سويًا فرح نجلهما الكبير بعد 20 يوما، ولكن لعب القدر لعبته وفي اللحظات الأخيرة، انتهت الحياة الأسرية بسبب الغيرة عندما علم الطليق أن طليقته لن تعود له مرة أخرى وتزوجت من آخر.
"الغيرة القاتلة"
بدأ "صلاح" يخطط لإسدال الستار على أسرته، وتوغل الشيطان قلبه لينتقم، وكان المصير الأسود في انتظار نجلهما العريس وشقيقاته، بدلا أن يذهبوا والديه معه للفرحة، ذهب هو لوداعهم.
أقاويل كثيرة..وشكوك وأسئلة أكثر، ملأت أذهان الأهالي ما بين لماذا الرجل تخلص من طليقته وشقيقها، وما بين ماذا فعلوا به ليجعلوه مجرمًا.. انتقلت "الفجر"، لكشف الستار عما تحمله الجريمة من ألغاز.
"سحر" كانت طيبة السمعة
الحزن بدا على ملامحها، ونبرات صوتها المبحوح ودموعها الحزينة على جارتها الطيبة السمعة التي عاشرتها هي وأولادها أكثر من 15 عامًا، "ربنا يرحمها مكنش في زيها في طيبتها وحسن أخلاقها".. بتلك الكلمات بدأت "س.خ" حديثها، قائلة: في البداية كانت سحر وجوزها يقطنان في ذات المنزل الذي أسكن فيه، ومع مرور الأوقات تقربنا من بعضنا لبعض وبالتالي أولادنا أصبحوا أصدقاء، وكان الود والمحبة تملأ البيت، كان "صلاح" يحب "سحر" جدًا ويحب أولاده "شادي ومنار وسارة"، ولكن لم يبقى الحال كما هو عليه كمثل أي أسرة مصرية بداخلها خلافات.
تنهمر الدموع من عينيها ولا تستطيع إيقافها، وتعود مرة أخرى لحديثها لـ"الفجر": بدأت المشاكل تزداد بينهما، وللعشرة الطيبة التي تجمعنا بدأت تتساقط الآلام من قلب "سحر"، لتحاول الوصول لحل مشاكلها، ولكن كان الزوج شديد القسوة عليها وعلى أبنائها، وبدأ الزوج يخرج عن سيطرته ولا ينظر لنفسية أبنائه، عندما يقوم بضربها أمامهم، لم يتوقف عن ذلك بل كان يضرب أبنائه، حاولت مرة تلو الأخرى أن تستكمل "سحر" حياتها الأسرية في حب وسعادة خاصة مع حلول الفرح داخل منزلهم لكنها شلت.
كان بيضربها كتير وبيهينها فطلبت الطلاق
"السعادة تحولت لجحيم".. وتستكمل جارتها الحديث بقلب ممتلء بالحزن: كان نجلهما الكبير "شادي" يستعد للزواج، فاشترت والدته شقة بذات العقار في الدور السادس ليقطن معهم، ولكن مع تزامن الأفراح لينسيا الهموم والمتاعب الأسرية، لم يتوقف زوجها عن الإهانة والضرب وافتعال المشاكل، قررت "سحر" لتوقف تلك الآلام لأنها لا تستطيع التحمل أكثر من ذلك، فطلبت الطلاق في هدوء وسلام، ولكن لم يستجب الزوج لطلباتها وبدأت تزداد أكثر وأكثر المشاكل والضرب والإهانة، فتدخل أهل "سحر" لإنقاذ نجلتهم، وبالفعل تم الطلاق.
"لم يتركها في حالها"، تتوقف الجارة عن الكلام، لتأخذ نفس عميق وتستعيد ذكريات جارتها الأليمة، قائلة "ربنا يسامحه مسبهاش في حالها": قررت "سحر" بعد طلاقها أن تترك المنزل هي وبناتها ونجلها الكبير، ولكن رفض الزوج أن تأخذ أولاده منه، فكان القدر يرتب حياتها، وقررت أن تظل في شقة نجلها فترة إلى أن يأتي ميعاد الزواج وتكون تدبرت حالها هي وبناتها.
بعد الطلاق اتهجم عليها
قلبه قاسي لا يعرف الرحمة.. لم يتركها ولكن ذات يوم تهجم عليها في الشقة التي قررت أن تبقي فيها إلى أن تدبر حالها، لضربها وإهانتها وهي مسكينة لا تفتعل المشاكل": وكانت كلماتها "مسيره يهدى ويتقي ربنا"، في هذه اللحظة قررت أن ترجع "سحر" لأهلها الذين يقطنون بالإسكندرية، وقلبها يعتصر ألمًا على فراقها لأبنائها، ولكن لن تجد حلولًا أخرى.
تركت ولادها معندهاش مصدر رزق تصرف منه
بعد 9 شهور قررت أن تتزوج.. وتستكمل ومازلت الدموع في عينيها: لم تجد هي المأوي والعيش الكريم، ليكون القدر واقفًا بينها وبين السعادة، كان والديهما كبار السن وأشقائها كل أحد له أسرته، لم ترجع للحياة الأليمة وقررت أن تتدبر حياتها، بعد 9 أشهر من طلاقها يفتح لها باب الحياة الكريمة وقلبها مطمئن على أبنائها، وافقت على العريس المقدم إليها حتى ينفق عليها، وتحيا الحياة من جديد في سلم كما رسمت لها.
كان بيعاملهم وحش.. وبيقول إن هما اللي كانوا وحشين معاه
تطبطب الجارة على ظهر ابنتها وتحتضنها، وشاركت "الابنة" مع "الفجر"، ذكريات وأيام صعبة عاشتها نجلا المجني عليها "منار وسارة"، قائلة: "كان بيعاملهم وحش، مكنش بيجبلهم أكل ولا بيهتم بيهم"، ذات يوم كنت في منزلهما ولكن شاهدت بعيني وكان قلبي دائمًا يصدق ما يقولانه: "إحنا دايمًا بنجيب أكل وبندبر شئون المنزل عشان نعمل لبابا الأكل ونهتم بيه"، وهذا عكس ما كان يردده الأب لوالدي لكونه صاحبًا له قائلًا: "مابيعملوش أكل ولا بيهتموا بالمنزل"، مضيفة أن عندما رأيت بعيني ما تفعله الابنتان كذبت والدهما، لتنسحب من الحديث في حالة انهيار قائلة: "ربنا يسامحه حرمهم من مامتهم وهما صغيرين".
قبل الواقعة بـ3 أيام
القلوب يغمرها الفرح.. تجهيزات لاستقبال يوم سعيد في أسرتهم، بدأت تلك المشاهد تخطر ببال الجارة وكأنها تحدث، مستكملة حديثها "ملحقتش تفرح بابنها"، جاءت "سحر" لتستأجر لها شقة بالدور الرابع في ذات العقار دون أن يعلم طليقها، ولكن الأم جاءت لتشاهد اللمسات الأخيرة قبل الفرح في خفاء، وكان شقيقها "حسام" بجانب ابنها لكونه خاله ويصغره بسنوات ويعتبره صديقه.
بدأوا يجهزوا لفرح ابنهم وافتكرنا المشاكل خلصت
"كنا نعتقد أن المشاكل انتهت"، بتلك الكلمات تابعت الجارة حديثها لـ" الفجر"، قبل الفرح بدأ يعلم "صلاح" بزواج طليقته، ومع قدوم شقيقها "حسام"، لتجهيزات الفرح بدأ سؤاله عن طليقته يتردد كثيرًا قائلًا، "مراتي فين؟"، ولكن تابعوا التجهيزات حتى لا ترجع الخلافات من جديد، مع وجود "سحر" في شقة في ذات العقار لتشاهد اللحظات الأخيرة.
الساعة 9 ودماؤه تتساقط في البلكونة
"الدماء تتساقط من جسده..يستنجد بالأهالي"..في صباح يوم الخميس الماضي، ومع دقات الساعة التاسعة صباحا لتكتب نهاية "سحر" وحسام"، بنبرة حزينة وصوت مبحوح متابعة الجارة أحداث الواقعة، قائلة: "صحينا على صوت استنجاد وصراخ، الحقوني الحقوني بيموتني"، في الأول افتكرنا حرامي ولم نكن نعلم ما يخبئ لنا هذا اليوم اللعين، لتسترجع ليلة الواقعة، كان الزوج "صلاح" ونجله "شادي" وخاله "حسام" يقطنون في شقة العريس للتجهيزات ومع كثرة التعب ناموا جميعهم، ومع الصباح الباكر ذهب "شادي" لمشوار، ليترك والده وخاله نائمين، ولم يعلم أنه يتركهم للأبد.
استيقظت الابنة "منار" من شقتهم في الدور الثالث، لتصعد لوالدها وخالها بشقة أخيها العريس، لتلبي احتياجاته حتى يذهب والدها للعمل، ولكن كانت أولى كلماته: "أنا تعبان النهاردة مش رايح الشغل"، واستكملت الجارة عما ورد لها من يوم الواقعة من الأبناء: فذهبت "منار" لدراستها حتى تترك والدها وخالها في الشقة.
فين مراتي؟.. ثأر بايت
"كان يخطط للانتقام من عائلة الأم".. كانت "سحر" وزواجها العائق الوحيد في حياة "صلاح"، حتى توغل الكره لعائلتها، وينتهز أقرب فرصة للانتقام، وجاءت الفرصة حين تركت الابنة كل من الدها وخالها في الشقة وذهبت.
أول ما دخلت طعنها
كانت ترتجف من صعوبة الموقف عندما تذكرته، لتأخذ الجارة نفسا وتعود للحديث: عندما سمعنا صوت الصراخ والاستنجاد، بدأ زوجي يتحرك فورًا لإنقاذ الموقف، وكان الصوت يصدر من الدور السادس، صعد سريعًا اعتقادًا أنه شجار ليس أكثر، ولكن كان الباب مغلقًا والجيران بدأت "الحقوا حسام غرقان في دمه في البالكونة"، من شدة الصوت "سحر" استيقظت وصعدت سريعًا لتخرج من الشقة التي تختبئ به من طليقها، وتصعد سريعًا من الدور الرابع لـ السادس، في محاولة الجيران وزوجي لكسر الباب، وبفتح الباب "سحر" دخلت سريعًا لإنقاذ شقيقها وكانت لها نصيب حتى تذبح بطعنات زوجها.
قطع شراينه وهرب
"كان المنظر صعب".. مش عارفين ننام لغاية دلوقتي، بتلك الكلمات تابعت حديثها لـ"الفجر"، قائلة: "أول مادخلنا لقينا "حسام" غرقان في دمه لغاية البلكونة، كان بيحاول يستنجد بالأهالي عندما طعنه الزوج، عندما رأى زوجي سقوط "سحر" أيضًا على الأرض، حاول أخذ السكين منه، ولكن قطع شرايينه وجرى على الفور نحو الشارع، حتى يدعى أننا ضربناه، وتغيب الحقيقة.
وعلى الفور حاول أهالي المنطقة ملاحقته لإامساك به، ولكنه فر هاربًا، وقمنا على الفور بإبلاغ المستشفى لانقاذهم، ولكن كتبت لهم النهاية.
تحريات المباحث: مسكوه عند أخوه في مدية نصر
وورد لقسم شرطة المرج إشارة من مستشفى ( السلام، اليوم الواحد ) تفيد استقبالها كلً من "سحر.أ.م"، 48 سنة، ربة منزل ومقيمة الحمام بمرسى مطروح، متوفية أثر إصابتها بعدد 11 طعنة متفرقة بالجسم، وتم نقلها إلى مستشفى السلام، و"حسام.أ.م" 25 سنة، عاطل، ومقيم بذات العنوان، توفى إثر إصابته بعدد 25 طعنة متفرقة بالجسم وجرح قطعي بالرقبة، تم نقله لمستشفى اليوم الواحد "شقيق الأولى".
وبالانتقال والفحص تبين أنه حال زيارة المجني عليهما لنجل الأولى المدعو "شادي.ص.ح" والمقيم طرف والده وطليق المجني عليها ويدعى "ص.ح.ح"، 53 سنة، موظف بشركة وادي النيل للمقاولات، ومقيم بكفر الشرفاء دائرة القسم، حدثت بينهما وبين الأخير مشادة كلامية بسبب علمه بزواج المجني عليها بشخص آخر تطورت إلى مشاجرة قام على إثرها المتهم بالتعدي عليهما بالضرب باستخدام سلاح أبيض "سكين" محدثًا إصابتهما المشار إليها والتي أودت بحياتهما، ولاذ بالفرار.
وعقب تقنين الإجراءات وبإعداد الأكمنة اللازمة بأماكن تردد المتهم تمكن ضباط وحدة مباحث القسم وبصحبتهم القوة المرافقة من ضبطه حال تواجده طرف أحد أقاربه بمنطقة عزبة الهجانة دائرة قسم شرطة مدينة نصر أول، وبمواجهته اعترف بارتكاب الواقعة على النحو المشار إليه.
وتم بإرشاده ضبط السلاح الأبيض المستخدم في ارتكاب الواقعة بمكان إخفائه.