صراع بين الجمعيات و3 وزارات حول التشريعات المنظمة لـ 15 مليون كلب ضال
كشف تقرير لجنة الإدارة المحلية بمجلس النواب عن ملف أزمة الكلاب الضالة، والذى سيناقشه البرلمان خلال إحدى جلساته العامة، عن وجود صراع حاد بين جمعيات الرفق بالحيوان والحكومة، حيث شكك ممثلو هذه المنظمات فى الإحصائيات التى أعلنتها وزارات الصحة والزراعة والبيئة حول أعداد الكلاب الضالة.
طبقا للتقرير، يبلغ إجمالى عدد الكلاب الضالة فى مصر نحو 15 مليونا، وهو الرقم الذى ذكره أيضاً الدكتور عز الدين أبوستيت، وزير الزراعة خلال جلسات اللجنة، والتى أكد فيها استعداد الوزارة للتعاون والتنسيق التام مع كافة الجهات لوضع منظومة متكاملة وشاملة لمواجهة الأزمة، ولحين إعداد هذا المشروع فإن الوزارة تعمل وفق الإمكانيات المتاحة لحماية المواطنين من هذا الخطر وسط إنجاز مهام أخرى مثل المحافظة على الثروة الحيوانية.
وزارة الصحة من جهتها أكدت– طبقاً للتقرير- أن الدولة لا تدخر جهداً فى مكافحة الأمراض المعدية وغير المعدية، وتعمل على دعم الجهات المعنية بحل أزمة الكلاب الضالة، مشيرة إلى أنه خلال الفترة من يناير حتى ديسمبر 2018 تم التسجيل والتعامل مع 48740 حالة عقر من بينها 32330 حالة ناتجة عن عقر من الكلاب.
وتمثلت رؤية وزارة البيئة حول الأزمة، فى استعراض تجربة الدول الأوروبية فى مواجهتها بضوابط حاسمة نجحت فى تحقيق أهدافها، وكشفت الوزيرة ياسمين فؤاد، عن أن مواجهة الأزمة فى هذه الدولة جاء من خلال 3 محاور رئيسية هى: تعديل تشريعى، وتوفير الإمكانيات المادية، والتنسيق بين الدور الحكومى والمجتمعى للجمعيات المهتمة بحقوق الحيوان. وأكدت الوزيرة أن الرؤية المصرية يجب أن تكون فى هذا الإطار بمكوناته الثلاثة مع ضرورة الاضطلاع على تجارب الخارج والاستفادة منها بإيجابية، موضحة أن هذه الإشكالية لها علاقة مباشرة بالتوازن البيئى على سبيل المثال، كما حدث فى محافظة جنوب سيناء، حيث تعرضت لخلل فى التوازن البيئى بسبب هجوم الكلاب على بعض الكائنات الأخرى، بالإضافة لانتقال الأمراض منها إلى أنواع أخرى من الحيوانات.
فى المقابل قال ممثلو جمعيات الرفق بالحيوان إن بيانات الحكومة حول أعداد الكلاب الضالة فى مصر غير صحيحة، والدليل أن عدد الكلاب الأجنبية الموجودة فى محال الزينة والمزارع وفوق أسطح المنازل وبير سلم كل عمارة فى مصر حوالى 6 ملايين كلب أجنبى، خارج رقابة الهيئة العامة للخدمات البيطرية.
ونبه ممثلو الجمعيات إلى أن ما يحدث حالياً هو إبادة الكلاب المصرية الأصل، وترك السلالات الأجنبية دون أى رقابة ما يشجع استيراد هذه الأنواع، معتبرين أن الحكومة تبيد الكلاب الضالة، وسط صدور بيانات غير صحيحة عن الهيئة العامة للخدمات البيطرية ومنها بيان العام الماضى عن ظهور مرض السعار فى مصر وثبت خطأ البيان إذ إن هذا المرض أصاب 4 بقرات مستوردة فى محافظة الوادى الجديد، إذ إن هذا المرض لم يظهر فى السلالات المصرية، كما أنه لم يصب به كلب واحد وقتئذ.