ترامب: لا يمكن لبريطانيا عقد اتفاق تجاري معنا بسبب "بريكست"
قال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إنه لا يمكن لبريطانيا عقد اتفاقيات تجارية مع الولايات المتحدة الأمريكية بسبب اتفاق "بريكست".
وأضاف ترامب، خلال اتصال مع نايجل فاراج، وهو رئيس حزب "الاستقلال" البريطاني، عبر إذاعة "إل بي سي" البريطانية: "لأكون صريحا معك، مع هذا الاتفاق لا يمكن إقامة علاقات تجارية، لا يمكننا إبرام اتفاق تجاري مع بريطانيا"، مع العلم بأن الرئيس الأمريكي وعد في وقت سابق بالتوصل مع المملكة المتحدة إلى "اتفاق رائع".
وأضاف: "أعلم أن بوريس جونسون يريد
أن يعير ذلك اهتماما خاصا.. لأنه تم بطريقة ما استبعادنا وسيكون ذلك سخيفا".
وفي المقابلة نفسها التي تمت عبر الهاتف،
دعا ترامب، جونسون إلى التحالف في الانتخابات التشريعية مع "صديقه"، نايجل
فاراج، الذي يرى أن الاتفاق الذي تم التفاوض بشأنه منتصف أكتوبر في بروكسل يبقي بريطانيا
قريبة جدا من الاتحاد الأوروبي.
وصرح مخاطبا نايجل: "أود أن أراك مع
جونسون لأنكما معا ستحققان نتائج جيدة، ولأنكما حققتما نتائج جيدة في الانتخابات الأخيرة،
وهو يكن لك احتراما كبيرا"، علما أن حزب فاراج حل في الطليعة مع 31.6% من الأصوات
خلال الانتخابات الأوروبية نهاية مايو.
وتابع ترامب قائلا: "أقول لك إنه يحترمك
كثيرا.. لا أعرف ما إذا كنت تعلم ذلك"، وأوضح: "أرغب في أن أراكما معا..
سيكون الأمر ممتازا".
ويتوقع أن يزور ترامب لندن قبل أسبوع من
الاقتراع، لحضور اجتماع لحلف شمال الأطلسي.
وشنّ الرئيس الأميركي كذلك هجومًا لاذعًا
على زعيم حزب العمال المعارض الرئيسي في البلاد جيريمي كوربن وحض جونسون على التوحّد
مع نايجل فاراج المناهض بشدّة للاتحاد الأوروبي، الذي كان شخصية أساسية في استفتاء
2016 على عضوية الاتحاد الأوروبي.
وقال الرئيس الأميركي لفاراج خلال اتصال
هاتفي تم بثه على برنامجه عبر إذاعة "إل بي سي" البريطانية إن "كوربن
سيكون سيئًا للغاية بالنسبة لبلدك".
وأضاف "سيقودكم بطريقة سيئة للغاية
وباتجاه سيء للغاية".
وأوضح "أود بأن أراك وبوريس تتعاونان
أعتقد أن ذلك سيكون أمراً عظيمًا".
وسبق أن حض فاراج، الذي يدعو حزبه
"حزب بريكست" لانسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بدون اتفاق، جونسون على
تشكيل تحالف انتخابي لكن دون جدوى.
ومن المتوقع أن يطلق حملة حزبه الانتخابية
الجمعة.
وفي غضون عدة دقائق من إذاعة المقابلة، ردّ كوربن عبر تويتر بالقول إن "ترامب يحاول التدخل في الانتخابات البريطانية ليساعد صديقه بوريس جونسون على الفوز".
واتّفق جونسون على شروط جديدة لانسحاب بريطانيا
من الاتحاد الأوروبي مع قادة التكتل الشهر الماضي، قبيل المهلة التي كانت محددة لتنفيذ
بريكست الخميس.
لكنه لم يتمكن من تمرير الخطة في البرلمان
فاختار بدلاً من ذلك إجراء انتخابات مبكرة تسبق عيد الميلاد، متهمًا خصومه في حزب العمال
بالتسبب بتأجيل بريكست مجدداً ومتعهداً بإخراج لندن من التكتل بحلول المهلة الجديدة
في 31 يناير.
وقال جونسون خلال تجمع انتخابي الخميس
"إذا صوتّم لنا وتمكّنا من تمرير برنامجنا، وهو أمر سنقوم به (...) فسنخرج (من
الاتحاد الأوروبي) في مهلة أقصاها كانون الثاني/يناير العام المقبل".
ويتصدّر زعيم الحزب المحافظ نتائج استطلاعات
الرأي قبيل انتخابات 12 ديسمبر التي ستكون الثالثة التي تجري في بريطانيا في غضون أربع
سنوات.
لكنه يواجه خطر التعرّض لانتقادات على خلفية
تعهّده القاطع الذي لم يُنفّذ بإنجاز بريكست بحلول 31 أكتوبر. ويبدو أنه خاطر مجدداً عبر التعهّد بإخراج
بريطانيا من التكتل بحلول المهلة القادمة.
وشعر المدافعون عن الاتحاد الأوروبي وقادة
عالم المال والأعمال بالارتياح جراء تجنّب بريطانيا الخروج المفاجئ بدون اتفاق من الاتحاد
الأوروبي بعد عضوية استمرت 46 عامًا.