في يومهم العالمي.. ما هي التغذية الصحيحة لـ"النباتيين"؟
أصبح نظام الطعام النباتي، يتردد كثيرًا في هذه الآونة، بل اتبعه العديد من أصحاب الوزن الزائد، كنوع حمية صحيًا، وآخرون مما يفضلون أكل النباتات، إلا أن الجمعية النباتية في أمريكا الشمالية عام 1977م، حاولت تسليط الضوء على ولفت الانتباه صوب البيئة، والتوعية الأخلاقية والصحية، وأطلقت اليوم العالمي للنباتيين"، في مطلع نوفمبر.
وبدأ الاحتفال بهذا اليوم لأول مرة عام 1994 من قبل المغنية والناشطة في مجال حقوق الحيوان في المملكة البريطانية واليس لويز التي أصبحت فيما بعد رئيس جمعية النباتيية، وذلك بعد مرور 50 عامًا على بدء استخدام مصطلح "خضرية".
نسبة النباتيون
وتبلغ نسبة النباتيين في العالم الغربي ما بين 1.5% إلى 2.5% بينما تبلغ النسبة في الهند ما يقارب 40%. غالبا ما تكون أسباب النباتيين أخلاقية في أصلها وإن كانت توجد نسبة منهم أيضا تفعل ذلك لأسباب صحية. من المشوق الذكر هنا أن سلوك استهلاك الطعام النباتي يقلل من الآثار السلبية على البيئة لأن عدم تربية الحيوانات يساهم إلى حد كبير في الحد من التأثيرات الضارة على البيئة. أما في ما يخص الصحة العامة فتوجد دراسات متباينة قسم منها يشير إلى أن النباتيين يتمتعون بصحة أفضل من آكلي اللحوم وقسم آخر يشير لعكس ذلك، ولكن النباتيين يختلفون في تصنيفاتهم الفرعية أيضا فمنهم من لا يرفض تناول البيض أو منتجات الحليب أو العسل ومنهم من يرفض ذلك، ويوجد قسم من النباتيين يسمى (Vegan) الذي سكه البريطاني دونالد واتسون أو ما يمكن ترجمته للعربية بالنباتية الصرفة لا يرفض فقط تناول منتجات الحيوانات في التغذية بل يرفضها في كل الأغراض الحياتية الأخرى مثل الأغطية أو الألبسة إلخ.
خيارات للأطعمة النباتية
اشتهر الغذاء النباتي بخصائصه المفيدة للصحة، لاسيما بكمية الألياف الصحية والفيتامينات والمعادن العالية الجودة التي نجدها في مجموعته من الخضار والحبوب والفواكه، بالإضافة إلى قليل الكولسترول والدهون المشبعة غير الصحية، وتتضمن الأطعمة النباتية الحبوب الكاملة، البقوليات، الخضار، الفاكهة، المكسرات، الزيوت النباتية، البهارات والأعشاب. بعض النباتيين يتناولون الحليب ومشتقاته والبعض الآخر يأكلون البيض بالإضافة الى الحليب .
يتوفر البروتين ذات الجودة العالية في اللحوم والمنتجات الحيوانية (الحليب ومشتقاته والبيض)، ويؤمن كل الأحماض الأمينية التي يحتاج إليها الجسم للنمو وتجديد الخلايا، أما البروتين النباتي، فتفتقر بعض مصادره إلى نوع أو آخر من الأحماض الأمينية، بهدف الحصول على كامل البروتين من مصدر نباتي، ويجب مزج البقوليات والحبوب سوية في الوجبة نفسها، على سبيل المثال، العدس والأرز، والفول المدمّس مع الخبز، والفاصوليا البيضاء مع الأرز.
للوقاية من نقص المعادن
كما شدد بعض المختصين، في حرص النباتيون على تناول العناصر الغذائية "المحتمل نقصها في الغذاء النباتي"، حيث يعاني بعض النباتيين من معدلات منخفضة من بعض العناصر الغذائية، لذا يجب الانتباه إلى إحتواء النظام الغذائي على بعض المصادرها الغذائية مثل: الفيتامين B12: متوفر فقط في المنتجات الحيوانية، لذا يجب على النباتيين أن يتناولوا حبوب الفطور المعززة به، الحليب ومشتقاته والبيض.
والحديد، لابد من تناول الخضار المورّقة مثل السبانخ والهندبة والبقدونس بالإضافة إلى البقوليات (العدس، الفاصوليا). لتعزيز امتصاص الحديد من مصادر الطعام هذه، تناولي مصدراً غنياً بالفيتامين C مع الوجبة مثل عصير البرتقال، الفلفل الأخضر، الفراولة، المانجو.
ولابد من زيادة من تناول مصادر الزنك من خلال البقوليات، الفاصوليا، المكسرات ورقائق الفطور، أما الكالسيوم، يتوفر في الحليب ومشتقاته، أو حليب الصويا المعزز بالكالسيوم، والتشديد على أهمية شرب السوائل والماء بوفرة، فبعض النباتيين يشربون بين لترين إلى ثلاثة في اليوم بما فيهم الماء، عصائر الفواكه والخضار، المشروبات الساخنة والشوربات، فشرب الماء بكثرة مهم جداً لجسم صحي.
دراسة: أقل سعادة وثقة بالنفس
وفي الوقت الذي تشير العديد من الدراسات إلى أن الأطعمة ذات المصدر النباتي أفضل من النواحي الصحية بالمقارنة مع اللحوم، إلا أن دراسة حديثة أظهرت أن النباتيين أقل شعوراً بالسعادة والثقة بالنفس. وكشفت الدراسة التي أجراها باحثون في بولندا، أن الأشخاص الذين يزيلون اللحوم من نظامهم الغذائي، تسيطر عليهم المزيد من المشاعر السلبية، وهم أقل تقديراً للنفس، وينظرون إلى الحياة نظرة أقل تفاؤلاً من نظرائهم الذين يداومون على أكل اللحوم.
وطلب الباحثون من 400 شخص من النباتيين وآكلي اللحوم ونصف النباتيين تسجيل مشاعرهم على مدى أسبوعين، وأظهرت النتائج أن الأشخاص الذين لا يتناولون اللحوم على الإطلاق عاشوا مشاعر سلبية بشكل أكبر، وتمتعوا بالحفلات والمناسبات الاجتماعية بشكل أقل، بحسب صحيفة ديلي ميل البريطانية. وقال المؤلف الرئيسي للدراسة الدكتور جون نيزليك، من جامعة العلوم الاجتماعية والعلوم الإنسانية في بوزنان، بولندا: "في بعض الأحيان عن غير قصد، وأحيانا عن قصد ، يمكن استبعاد النباتيين من الأحداث الاجتماعية.