إعلانات ترامب الأسبانية تتجنب الهجرة وتحذر من الاشتراكية

شغّلت حملة إعادة انتخاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أكثر من 3000 إعلان على الفيسبوك باللغة الإنجليزية تطلب الدعم لكبح الهجرة غير الشرعية في الأشهر الستة الماضية، وغالبًا ما تطلب من الناس التوقيع على عرائض عبر الإنترنت "لترحيل المهاجرين غير الشرعيين".

ولكن الإعلان عن أكثر من 1،200 إعلان جمهوري خاص بترامب على الفيسبوك باللغة الإسبانية خلال الفترة نفسها بالكاد يذكر وعده بحملته المميزة للتشدد في الهجرة.

وبدلًا من ذلك، حذروا من أن الديمقراطيين يريدون الاشتراكية على غرار فنزويلا، وفقا لمراجعة رويترز لأكثر من 69000 من إعلانات ترامب الفيسبوك على مايو منذ مايو.

تعتبر فنزويلا غارقة في أزمة اقتصادية وتستخدم إدارة ترامب العقوبات لمحاولة إجبار الرئيس الاشتراكي نيكولا مادورو على السلطة.

"هل تؤيد الاشتراكية؟ نعم أم لا؟ "يقرأ النص باللغة الإسبانية للعديد من الإعلانات، بينما يروج آخرون لاقتصاد الولايات المتحدة القوي أو يهاجمون الممثلين الديمقراطيين اليساريين البارزين الإسكندرية أوكاسيو كورتيز وإلهان عمر.

كما يشير التباين إلى وجود توازن كبير في تحقيق التوازن بين ترامب قبيل انتخابات نوفمبر 2020 في الوقت الذي يحاول فيه إطلاق قاعدته الجمهوريّة البيضاء، التي تشيد بموقفه المتشدد من الهجرة، بينما يغازل أيضًا الناخبين اللاتينيين، الذين قد يكونون أكبر كتلة تصويت للأقليات العام القادم.

و لقد فاز ترامب، على الرغم من خطابه المثير للانقسام الذي يسمي المكسيكيين بـ "القتلة" و"المغتصبين"، بما يقرب من ثلث أصوات اللاتينيين في انتخابات عام 2016.

قد وافق 29٪ من اللاتينيين على أداء ترامب في منصبه، وفقًا لاستطلاع أجرته وكالة رويترز إيبسوس في الفترة ما بين يوليو وسبتمبر، على الرغم من أن نسبة الموافقة كانت أقل من 39٪ بين جميع الأميركيين.

وبناء على هذا الدعم سيكون مفتاح الفوز في ولايات متنوعة بشكل متزايد، بما في ذلك أريزونا وفلوريدا.

ولكن من غير المرجح أن يدعم البيض من غير اللاتينيين سياسات هجرة ترامب، مثل ممارسته المهجورة الآن في فصل العائلات المحتجزين على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك.

ومن بين اللاتينيين الذين يعتبرون الهجرة القضية السياسية الأكثر إلحاحًا - فوق الرعاية الصحية والاقتصاد - يدعم حوالي 4 من كل 10 سياسات محافظة مثل تشديد الأمن على الحدود، مقارنة بثمانية من كل عشرة بين البيض غير اللاتينيين.

وقال مايك مدريد، وهو استراتيجي سياسي جمهوري في ساكرامنتو، كاليفورنيا، أنه بالنظر إلى الطبيعة المنقسمة لهذه القضية، فإن ترك الهجرة خارج الإعلانات باللغة الإسبانية قد يكون من الحكمة بالنسبة لترامب.

ولكن بالنسبة إلى جيريمايا إسبينوزا، عاملة تقنية المعلومات البالغة من العمر 28 عامًا في هيوستن، الذي يكره موقف ترامب من الهجرة، فإن الإعلانات - سواء باللغة الإنجليزية أو الإسبانية - سامة على أي حال.

كما منعت إسبينوزا إعلانًا بعنوان "اللاتينيون من أجل ترامب" باللغة الإنجليزية عندما ظهر على موقعه على الفيسبوك بعد أيام قليلة من قيام مسلح بقتل 22 شخصًا، معظمهم من أصل إسباني، في إل باسو، تكساس في أغسطس.

وقال إسبينوزا عن سياسة ترامب المتعلقة بالهجرة، خاصة العائلات التي تفرق بينها: "أعتقد أنها قاسية بشكل عام".

كما يتحدث الإسبانية على نطاق واسع بين حوالي 60 مليون أمريكي من أصل لاتيني، يشكل الناطقون باللغة الإسبانية حوالي 10٪ من الناخبين الأمريكيين، مع وجود أعداد كبيرة في ولايات ساحة المعركة مثل أريزونا وفلوريدا.

و وفقًا لتحليل رويترز لبيانات إعلانات فيسبوك، التي جمعها علماء الكمبيوتر في مدرسة تاندون الهندسة في جامعة نيويورك قام ترامب، الذي يشغل بالفعل أكبر عملية إعلانية رقمية في حملة عام 2020، بعرض إعلانات باللغة الإسبانية أكثر من جميع المنافسين الديمقراطيين للرئاسة البالغ عددهم 18.

كما يعرض الديمقراطيون، بقيادة السيناتور الأمريكي إليزابيث وارين، إعلانات باللغة الإسبانية. ولكن على عكس ترامب، فإن رسائلهم تعكس الإعلانات باللغة الإنجليزية، وغالبًا ما تشيد بمساهمات المهاجرين وتصف سياسات هجرة ترامب بأنها مثيرة للانقسام أو عنصرية.