قصة البطريرك الذي حاكمه مجمع كنيسة انطاكية
تحتفل الكنيسة القبطية الارثوذكسية، برئاسة البابا تواضروس الثاني، بابا الاسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، اليوم الأربعاء، بتذكار انعقاد مجمع كنائس انطاكية لمحاكمة البطريرك بولس الساموساطي، وبحسب كتاب التاريخ الكنسي "السنكسار"، تُعيد الكنيسة بتذكار محاكمته في التاسع عشر من شهر بابه في كل عام قبطي.
وقال القس امونيوس وديع، راعي كنيسة الشهيد ما رجرجس بقرية الدهسة التابعة لإيبارشية نجع حمادي للاقباط الأرثوذكس، إن البطريرك بولس الساموساطي المنتمي إلى أهل ساموساط، كان بطريركًا علي الكنيسة الأرثوذكسية في انطاكية، وبعد تنصيبه بطريركًا ليس بقليل غرس الشيطان في قلبه بأن يعلم تعاليم هرطوقية للشعب.
وأوضح امونيوس لـ "الفجر"، أنه بسبب تعليم بولس الساموساطي الفاسد، قام مجمع كنائس انطاكية بعقد إجتماع طارئ في عام 280م حيث تم انعقاد المجمع قبل مجمع نيقية بخمس وأربعين سنة، وذلك لمحاكمه عاجلة له، بسبب تعليمه بأن بأن السيد المسيح إنسان عادى بسيط، خلقه الله واصطفاه ليخلص به البشر، وأن مبتدأ المسيح بكليته من مريم، وأن اللاهوت لم يتحد به، بل صحبه بالمشيئة وأن الله إقنوم واحد، ولم يكن يؤمن بالابن ولا بالروح القدس.
وأضاف "وديع"، أن المجمع الذي عقد برئاسة بابا الاسكندرية الأب ديوناسيوس الرابع عشر، حيث لم يتمكن من الحضور لكبر سنه، فكتب رسالة ضمنها الاعتقاد بأن السيد المسيح كلمة الله وابنه، وأنه مساو له في الجوهر وفى الألوهية والأزلية وأن الثالوث الأقدس ثلاثة أقانيم في خواصها لاهوت واحد، وأن أحد الثالوث الذي هو الابن تجسد وصار أنسانا كاملا متحدا اتحادا طبيعيا، واستشهد على ذلك بشهادات كثيرة من الكتب العتيقة والحديثة وأرسل الرسالة مع قسيسين من علماء الكنيسة.
وأكمل: المجمع المقدس المكون من الثلاثة عشر أسقفا والقسيسان قد اخذ برسالة برئاسة بابا الاسكندرية الأب ديوناسيوس الرابع عشر، حيث حضر بولس المذكور، وسألوه عن بدعته التي ينادى بها فأقر ولم ينكرها، فدحض الآباء مزاعمه، وقرءوا عليه رسالة الأب ديوناسيوس، وأسمعوه قول الرسول عن السيد المسيح كلمة الله، وأنه " بهاء مجده ورسم جوهره" (عب 1: 3) فلم يقبل قولهم، ولم يرجع عن عقيدته الفاسدة، فقطعوه وحرموه هو وكل من يقول بقوله، ونفوه عن كرسيه، ووضع الآباء قوانين هي إلى اليوم بيد المؤمنين يتبعونها، ويشترعون بفرائضها.