استقال من منصبه ودعم انتفاضة لبنان.. من هو سعد الحريري؟ (فيديو)
أعلن رئيس الوزراء اللبناني "سعد الحريري" وضع استقالة حكومته تحت تصرف الرئيس ميشال عون؛ استجابة لمطالب المتظاهرين الذين خرجوا في انتفاضة شعبية احتجاجًا على الفساد المستشري في البلاد وتردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية منذ قرابة أسبوعين.
فيما صرّحت رئاسة الجمهورية اللبنانية أنها ستعلن موقفها غدًا الأربعاء، وفي حال قبول الاستقالة ستضظر الحكومة تيسير الأعمال لحين تشكيل حكومة جديدة بموجب الدستور المعمول به في البلاد، وسط تخوف سياسيين لبنانيين من حدوث فراغ سياسي إثر هذه الخطوة.
نشأته
وُلد رجل الأعمال والسياسي البارز سعد الدين الحريري في 18 أبريل عام 1970 بمدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية، وهو ابن رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري الذي اُغتيل عام 2005 في العاصمة بيروت، وحصلت عائلته على الجنسية السعودية عام 1978 إلى جانب الجنسية الأم.
صنفته مجلة فوربس ضمن قائمة أغنى أغنياء العالم بثروة تقدر ب2.3 مليار دولار في عام 2007، وشغل الحريري عدة مناصب بعد حصوله على شهادة في إدارة الأعمال من جامعة جورج تاون بواشنطن، منها المدير التنفيذي لشركة "سعودي أوجيه" المملوكة لعائلته والملك عبد العزيز بن فهد آل سعود، التي بدأت في مجال المقاولات قبل أن تتوسع في أنشطتها لتضم الاتصالات والطباعة وخدمات الكمبيوتر، ويتولى حاليًا المدير العام فيها.
اغتيال والده
حملت حادثة اغتيال الزعيم اللبناني ورئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري عام 2005 أثناء مرور موكبه أمام فندق سانت جورج بالعاصمة بيروت، ابنه سعد الحريري إلى رأس السلطة في البلاد، وكان الوريث الشرعي لوالده سياسيًا وتزّعم تيار المستقبل، فقد استطاع تشكيل تحالف 14 آذار بالتعاون مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي "وليد جنبلاط" و"سمير جعجع" الرئيس التنفيذي للقوات اللبنانية.
تحالف 14 آذار
قاد تحالف الحريري ما يعرف بثورة الأَرز بعد اغتيال والده، وهي عبارة عن مجموعة تظاهرات شعبية ومدنية كان الهدف منها إنهاء الوجود العسكري السوري على الأراضي اللبنانية، وتوحيد اللبنانيين في نضالهم من أجل الاستقلال، أعقب ذلك انتخابات برلمانية من العام نفسه، وتمكن الحريري من الحصول على مقعد السُنة خلفًا لوالده الزعيم.
رئاسته الأولى للحكومة
وفي عام 2009 أُعيد انتخاب الحريري لدورة برلمانية أخرى واكتسح تكتله الأكثرية البرلمانية بأصل 35 مقعدًا، وفي يونيو من العام ذاته كلفه الرئيس ميشال سليمان بشكيل الحكومة التي تلت الانتخابات، بعد تزكية 86 نائبًا هم من نواب تحالف 14 آذار وحركة أمل إضافة إلى حزب الطاشناق الأرمني.
رفضت المعارضة التصور الذي قدمه الحريري عن الحكومة الجديدة، وأعلن اعتذاره عن تشكيل بعد لقائه بسليمان، إلا أن الرئيس اللبناني أبى أن يكوّن شخصًا غير سعد الحريري الحكومة، فأعاد تكليفه بنفس المهمة في 16 سبتمبر، وأعلن في 9 نوفمبر من ذات العام الحكومة الجديدة.
لم تستمر حكومة سعد الحريري طويلًا حيث واجهت صعوبات عديدة لا سيما بعد اقتراب صدور القرار بجريمة اغتيال رفيق الحريري ومن معه، ومناورات بين كتل البرلمان وإصرار وزراء حزب الله على طرح موضوع شهود الزور، وإعلان تكتل الإصلاح والتغيير وحزب الله وحركة أمل استقالتهم من الحكومة يناير 2011، وتبعهم أحد عشر وزيرًا آخرين مما فقد الحكومة نصابها القانوني واعتبارها مستقيلة.
حكومته الثانية
بعد فوز ميشال عون مرشح تحالف "8 آذار" في الانتخابات الرئاسية، وتوليه منصب رئيس جمهورية لبنان رسميًا عام 2016 كلف الأول سعد الحريري رئيس الوزراء في 11 نوفمبر بتشكيل الحكومة في ولايته الثانية، بعدما حصل على 110 صوتًا من نواب البرلمان.
أزمة نوفمبر 2017
جرت الأمور طبيعية إلى حد كبير إلى أن خرج الحريري في زيارة إلى السعودية بتاريخ 3 نوفمبر، وفي اليوم التالي أعلن الحريري في كلمة متلفزة أُذيعت على قناة العربية استقالة الحكومة من منصبها، ما سبّب صدمةً كبيرة بين اللبنانيين، خاصة بعد مزاعم بخطف الحريري وممارسة الضغط عليه، لا سيما أنه مكث في الرياض أكثر من أسبوعين، ثم سافر في 18 نوفمبر إلى فرنسا بعد دعوة رسمية من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وكان الرئيس ميشال عون قد رفض استقالة الحريري وبرر رفضه بأنه لا يوجد شيء يبرر عدم رجوع الحريري إلى لبنان إلا إذا كان موقوفًا أو محتجزًا خارج البلاد، واعتبر عون أن ما حدث بمثابة تعدٍ على سيادة لبنان واستقراره وكرامته، وفي 22 نوفمبر عاد سعد الحريري إلى موطنه للاحتفال بعيد الاستقلال، وبعد مقابلة مع الرئيس عون أعلن أنه سيتريث في قرار استقالته.