شاهد.. تواصل العمل ليلا بمنطقة سور مجرى العيون الأثرية

أخبار مصر

بوابة الفجر


قال أحمد السيد مدير عام سور مجرى العيون إن أعمال رفع المخلفات من منطقة السور مستمرة حيث تواصل الدولة مجهوداتها ليلًا ونهارًا لإتمام أعمال رفع المخلفات من امام السور وعلى طول امتداده.

ومن ناحيته قال الدكتور جمال مصطفى رئيس قطاع الأثار الإسلامية والقبطية، إن عمليات رفع المخلفات تتم وبالتنسيق الكامل بين مناطق أثار مصر القديمة والفسطاط ومحافظه القاهرة ومتابعة ميدانية من منطقة سور مجرى العيون حيث تتم الأعمال على قدم وساق لإعاده السور إلى رونقه وجلاله.

وسور مجرى العيون يقع في منطقة مصر القديمة، ويعرف باسم قناطر المياه، جددها السلطان الناصر محمد بن قلاوون تجديدًا كاملًا سنة 712 هـ - 1312 م، وصاحب الفكرة والإنشاء السلطان صلاح الدين الأيوبي ثم أقام لها السلطان الغوري خلال حكمة مأخذا للمياه به ست سواق بالقرب من مسجد السيدة عائشة.

وتتكون عمارة هذه القناطر من سور ضخم يمتد من فم الخليج حتى ميدان السيدة عائشة بعدما كان قديمًا حتى القلعة ومادة البناء من الحجر النحيت وتجرى عليه فوق مجموعة ضخمة من القناطر "العقود المدببة" كانت تنتهي بصب مياهها في مجموعة من الآبار الضخمة داخل القلعة. 

قام السلطان الغوري بعمل مأخذ مياه آخر لهذه القناطر به ست سواق بالقرب من السيدة نفسية لتقوية تيار المياه الواصلة منها إلى آبار القلعة، ولم يبق من القناطر القديمة التي أنشأها صلاح الدين سوى جزء في بداية المجرى من ناحية القلعة مواجه لمسجد السيدة عائشة، والقناطر الحالية أعاد السلطان الناصر محمد بن قلاوون بناءها كاملة على مرحلتين، وقد أنشأ خلالهما أربع سواق على النيل بفم الخليج لرفع الماء من خليج صغير عند حائط الرصد الذي يعرف اليوم باسم اسطبل عنتر تجاه مسجد أثر النبي، وهو المبنى الذي حوله محمد علي باشا أثناء حكمة إلى جبخانه للسلاح.

والسور يعمل بآلية تضمن أمرين الأول هو إيصال المياه بسهولة وسرعة للقلعة، والثاني هو حماية المياه من اعتداء أي جيش يهاجم القلعة، ومن ناحية إيصال المياه بسهولة فالسور يبدأ من عند النيل بمأخذ مرتفع للغاية، وبه سواق ترفع مياه النيل لأعلى المأخذ حيث تصب في حوض يسمى حوض الترصيد، والذي تتم عليه عمليات معالجة وتنقية.

والحوض كان مكسيًا بالفخار، وعندما تزداد المياه في حوض الترصيد تجري في المجراه المخصصة لها فوق السور، وكانت أيضًا مكسية بالفخار الذي يساهم في التنقية وسرعة الجريان، وتتحرك المياه فوق السور دون آلات دفع والسر يكمن في هندسة البناء، حيث أن السور به انحناءات وانكسارات متتالية مع انخفاضه التدريجي تجعل المياه تندفع تلقائيًا في المجراه الملساء حتى تصب في أحواض خاصة داخل القلعة.

وكان الغرض الثاني للسور هو حماية المياه من أن يستولي عليها الجيش المحاصر للقلعة مثلًا، يتوفر أيضًا بسهولة لأن السور مرتفع للغاية، والمأخذ محمي بالجنود.