الحريري: أتقدم باستقالتي استجابة للشارع اللبناني
أعلن رئيس الحكومة اللبنانية مساء الثلاثاء
في كلمة من مقر إقامته وسط بيروت، أن "الشعب اللبناني كان ينتظر منذ 13 يوماً
قراراً سياسياً يوقف التدهور القائم"، قائلاً:" لقد حاولت الوصول إلى مخرج،
إلا أنني وصلت إلى طريق مسدود، وسأتوجه إلى القصر الرئاسي في بعبدا لتقديم استقالتي.
وأضاف: "سوف أضع استقالتي بعهدة الرئيس ميشال عون واللبنانيين، فلا أحد أكبر من
بلده، وأدعو الله أن يحمي لبنان".
كما قال في كلمة مختصرة جداً: "مسؤوليتنا
حماية لبنان ومنع وصول الحريق إليه والنهوض بالاقتصاد".
وفور إعلان استقالته، تعالت صيحات المتظاهرين
الذين تجمعوا في وسط بيروت، مطالبين باستقالة رئيس الجمهورية أيضاً.
يذكر أنه من الناحية الدستورية والقانونية
لا يعتبر الحريري مستقيلاً، إذ قال في كلمته إنه يضع استقالته بتصرف رئيس الجمهورية،
ما قد يفسح المجال لعون بعدم قبولها.
وبعد انتهاء كلمته، توجه الحريري إلى القصر
الرئاسي، حيث قدم استقالته، وخرج بعد فترة وجيزة دون الإدلاء بأي تصريح، بحسب ما أكدت
موفدة العربية.
فشل الوساطة
يذكر أنه في وقت سابق، أن مساعي الوساطة
فشلت وأن الحريري يتجه للاستقالة. وأضاف أن محاولات الحل وصلت إلى طريق مسدود، بعد
أن تمسك فريق رئاسة الجمهورية بعدم إخراج وزير الخارجية جبران باسيل من أي تشكيلة حكومية
جديدة، ما لم تخرج أسماء أخرى محسوبة على أطراف سياسية وحزبية.
كما قال مصدر رسمي كبير من خارج معسكر الحريري،
في وقت سابق لرويترز إن الأخير سيعلن عن استقالة الحكومة، في حين استمرار الاحتجاجات
بالبلاد للأسبوع الثاني.
وتأتي تلك التطورات على وقع التظاهرات التي
دخلت يومها الـ 13، الثلاثاء، وفي ظل تمسك المحتجين الذي عمدوا إلى قطع عدة طرقات باستقالة
الحكومة.
كما أعلن اليوم الثلاثاء، عدد من المتظاهرين
أنهم سيتوجهون إلى منازل الوزراء والسياسيين بغية تصعيد الضغط.
في حين ذكر، أن قوة كبيرة من الجيش توجهت
إلى محيط "بيت الوسط"، مقر إقامة رئيس مجلس الوزراء، رفيق الحريري، فيما
عمد الحرس الحكومي إلى إغلاق الطرق المؤدية إليه من كل الجهات، بعد توجه اقتراب المتظاهرين
في بيروت منه.
في حين، ذكرت وسائل إعلام أن قوات الأمن
اللبنانية تدخلت للفصل بين متظاهرين ومناصرين لحزب الله وحركة "أمل" على
جسر الرينغ في بيروت والقريب من "بيت الوسط".