"منع العنف".. حملة "جنة" لبناء طفل سليم
تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر، الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، أطلق المركز الإعلامى للأزهر، حملة بعنوان "جنة"، لمناهضة العنف ضد الأطفال، والتوعية والتذكير بحقوق الطفل على والديه ومجتمعه، وتوضيح الأسس السليمة لبناء طفل سليم.
الحملة تسلط الضوء على أهم أسباب العنف ضد الأطفال وطرق علاجها، بهدف تعزيز القيم الدينية والمجتمعية المكتسبة في مجال حقوق الطفل، وذلك فى إطار الدور الدعوي والتوعوي الذي يضطلع به الأزهر الشريف، ويتضافر مع دوره التعليمي والديني، وتتضمن الحملة مجموعة من الفيديوهات القصيرة، التي تتناول أسباب العنف ضد الأطفال، مع توعية الآباء والقائمين على التربية بكيفية التعامل الأمثل وتوفير البيئة الصحية والنفسية السليمة للأطفال، فيما يتم نشر تلك الفيديوهات عبر صفحات الأزهر الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي.
كما تعتمد الحملة بجانب فيديوهاتها القصيرة على عقد ندوات توعوية للتعريف بحقوق الطفل، تحت عنوان "حقوق الطفل في الإسلام"، كما تم التوجيه بأن تكون خطبة الجمعة القادمة بالجامع الأزهر عن مناهضة العنف ضد الأطفال.
احتياج للتعاطف
يؤمن القائمون على المبادرة، بأهمية الاحتياج النفسي الذ يحتاجه الأطفال، فتناولت الرسالة الخامسة واحدًا من أهم الاحتياجات النفسية الأساسية للأطفال، وهو الاحتياج للتعاطف والمواساة، وذلك بتوجيه من فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، ويُبيِّن الدكتور محمد المهدي، أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر، وعضو حملة "جنة" خلال الفيديو، كيفية التقاط المشاعر السلبية لدى الأطفال والتعرف عليها، من خلال كلمات الطفل أو لغة الجسد التي تظهر عليهم، كما يحذر الدكتور المهدي من خطورة تجاهل هذه المشاعر وتراكمها عند الأطفال.
وفي هذا الجانب طرح الدكتور محمود الهواري، الباحث الشرعي بالأزهر الشريف وعضو حملة "جنة"، خلال الفيديو، موقف النبي صلى الله عليه وسلم من "أبي عمير" الطفل الصغير الذي مات عصفوره، وكيف اهتم النبي صلى الله عليه وسلم بحزن هذا الطفل على وفاة طائره الصغير ومواساته، مما يؤكد أهمية الاعتناء بمشاعر الأطفال في الإسلام.
وتعتبر الحملة التي أطلقها الأزهر الشريف، خطوة مهمة في السعي نحو التوعية بالقيم والأخلاق التي أصبحت غائبة في المجتمع باعتباره مؤسسة تمثل قيمة دينية وسطية مهمة تؤثر على الأفراد بشكل كبير، كما أن الدين له تأثير كبير على تفكير ومعتقدات المجتمع المصري، وتدخل الأزهر الشريف وعلماؤه في هذا الشأن يلعب دورًا مهمًا في توعية المجتمع، وهذه المسؤولية لا تقع على الأزهر فقط بل على المؤسسات التعليمية والثقافية ومؤسسات الأسرة بما يساعد في تعديل السلوكيات والأخلاقيات.
تعديل مسار السلوك
كما يوضح الدكتور محمد المهدي، أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر، وعضو حملة "جنة"، أن تلبية احتياج الأطفال للتهذيب، والذي يقصد به تعديل مسار سلوك الأطفال إلى الاتجاه الصحيح، وإعداده إعدادا جيدا، خاصة أن فترة طفولة الإنسان هي الأطول بين فترة طفولة الكائنات الحية، لذا يجب الاهتمام بها لبناء إنسان لديه القدرة على التصرف بشكل مناسب تجاه المواقف التي يتعرض لها.
وحول ماهية هذا التهذيب، يقول المهدي إن التهذيب ليس مجرد تعليمات من الأب أو الأم يتلقاها الطفل، وإنما هي عبارة عن تفاعلات بين الكبار والصغار، والتي يتشكل من خلالها البرنامج النفسي لدى الأبناء، والذي يحدد له ما يجب فعله وما لايجب.
حب الغير مشروط
تقدم إحدى رسال الحملة، توضيحًا لمعنى القبول غير المشروط، وفي هذا الصدد يقول الدكتور محمد المهدي، أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر، إن القبول غير المشروط معناه أن يشعر الطفل بأنه محبوب لذاته، وليس محبوبًا بسبب فعل معين مطلوب منه أو يقوم به، كما بيَّن أن الحب غير المشروط أساسي لإشعار الطفل بالأمان، كما أن نقص تلبية هذا الاحتياج قد يكون سببا في ضعف ارتباط الطفل وانتمائه لأسرته، كما توضح الرسالة كيفية تقديم القبول غير المشروط للأطفال.