النيابة في "ولاية سيناء" للمتهمين: هل قتل النفس التي حرم الله جهاد؟
واصلت النيابة العامة، في جلسة اليوم من محاكمة المتهمين في القضية المعروفة إعلاميًا بـ"ولاية سيناء"، المرافعة لاستعراض وقائع القضية، وذكرت بأن سمات الواقع تتلخص في غلو وتطرف وتكفير واستباحة دماء، بدعوى كاذبة بعدم تطبيق شريعة الإسلام.
وأشارت النيابة إلى تكون وقائع الدعوى من مشاهدة عدة دائمًا ما كان بينها قاسم بها، وذكرت بأن المتهمين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعًا، وذكرت النيابة أن المتهم حام بهوت أول من ضل منهم، وذلك بعد أن خالط اعضاء من تنظيم داعش سيناء، أثناء إقامته بالإسماعيلية، وأشارت إلى أنه ضل سعيه، وتدارس أفكارهم بمطبوعات ورقية، واعتنق أفكارهم فصار يتفوه قتلا وقتالًا، وأشارت النيابة لأفكار المتهمين الضالة باستباحة دماء المسيحيين بدعوى الجهل والزور والبهتان.
وذكرت النيابة بأن المتهم أبى أن تتوقع أفكاره عند هذا الحد، فأصبح ينشر فكره بين جموع المسلمين، بدعوى أن شريعة الإسلام غير مطبقة، وليس لنا سوى قتالهم وقتلهم، واختار مسقط رأسه بكفر الشيخ لنشر فكره بين من يعرفونه، ومنية سمنود لغزارة الوافدين إليها من طلبة العلم، ولفت إلى أن تلك البقعتان كانت مسرح جريمته لنشر التكفير.
ولفتت المرافعة لتكوين خلية قوامها مجموعة من الأشخاص على ذات الأفكار والاعتقاد، وأسس خلية ضم منها عدد من المتهمين من الثاني حتى الخامس ومن السابع حتى الرابع عشر، لم يدخر جهدًا لنقل شرور أفكاره لهم، أولى خلايا التي تكونت كانت الخلية الرئيسة انبثق عنها ست خلايا أخرى.
وأشارت المرافعة لتكليف المتهمين الستة لتأسيس كل منهم خلية، فأصبح المجموع خلية رئيسية وست فرعية، وأوضحت بأن معتقداتهم دموية، وامتد الأمر لنشر الأفكار داخل السجون أثناء حبس المتهمين عليوة منجي ومحمود موسى.
ولفتت النيابة لإصدارات الجماعات التكفيرية من مواد فيلمية، والتي جرى عرضها خلال استعراض الأحراز أثناء المحاكمة، لتشير لمشاهد القتل والعنف والإرهاب والدم والتعذيب ومشاهد الصراخ والعويل والقتل والتفجير، ولفتت لمشهد الطفلة التي تذبح آخر بسكين حتى فصلت رأسه عن جسده والدماء حولها تسيل، وأشار ممثل النيابة إلى أنه رأى في عينها الصغيرة فرحة انتصار لم تفهم والبالغون حولها بها فخورين، لتتسائل النيابة مستنكرة: "ما هو باعث الفخر بمثل هذا الفعل"،:"لم أفهم السبب الحقيقي للشعور بالفرحة والانتصار".
وخاطبت النيابة المتهمين: "أهذا ما ترضوه لأبنائكم؟..لماذا ترضوه لغيركم"، وقالت النيابة: "نحمد الله أن مخططهم لم يقع وكان في طور الإعداد"، وأضافت بالقول بلادنا بإذن الله محفوظة وفي رباط ليوم الدين، وأشارت النيابة لأمر المتهم خاتم لباقي الأفراد برصد المنشأت الحيوية والأكمنة الشريطة استعدادا لاستهدافها.
وذكرت بأن الخلية الثانية ومؤسسها سعوا لاستهداف بعض أفراد الشرطة الذين تشرفوا بوصف المصطفى "خير أجناد الأرض"، في شبرا الخيمة بالقليوبية، لتعاود النيابة التساؤل الاستنكاري:"عن أي جهاد تتحدثون"، هل قتل النفس التي حرم الله..جهاد؟، هل إسقاط الدولة المصرية.. جهاد؟، وشددت النيابة: "نحمد الله أن المتهمين ضبطوا"، ولفتت إلى أن المتهمين ظلوا يبحثوت عن فريسة ويعدون لها المخططات وأشارت للسعي لأمين شرطة خططوا لقتله لأنه يباشر عمله بمطاردة المجرمين.
واختتمت النيابة مرافعتها بالقول: "للحساب رب في السماء ومن بعده قضاة في الأرض، نحن أمام قضية أمة وشعب، مطالبة بالقصاص باسم الشعب، قائلة: "شعب وأمة حملونا أمانة، محلمين برسالة شعب، يستغيث بعدلكم، وطن أرادوا به السوء".
وشددت المرافعة مؤكدة على أن الجماعة نهشت في مصر، وأنها لم تكن الجماعة الأولى ولن تكون الأخيرة، خلت قلوبهم من حب مصر، وخلت أجسادهم من أي قلب، فخططوا للقتل.
وطلبت النيابة أن تنزل المحكمة حكمها العادل على المتهمين، ويا قضاء مصر اقتصوا من المتهمين، وتابعت: "اقتصوا لمصر كلها، من سموم وقلوب فسدت، وممن رأوا دماء شهداء الوطن انتصارا لهم، من أرادوا إسقاط بلادنا، اقتصوا من جماعة إرهابية، ارتكبوا جرائمهم تحت ستار الدين، وأي دين ؟..دين الرحمة الإسلام، ليس من الدين ولكنه خروج عن الدين، فأفعالهم خروج عن كل الأديان، وتابعت:"أفعال خربة وشائنة، زين لهم الشيطان سوء عملهم، فعاثوا فسادًا بأرض مصر، مطالبة بحكم يكون سيفًا بتارًا للتطرف والإرهاب، واختتمت النيابة مرافعتها بالقول: "وطننا سيظل آمنًا، وفقككم الله لما هو فيه الخير والعدل وحفظ الله مصرنا الحبيبة.
تعقد الجلسة برئاسة المستشار برئاسة المستشار محمد سعيد الشربيني وعضوية المستشارين وجدي عبد المنعم والدكتور علي عمارة بسكرتارية أحمد مصطفى ووليد رشاد ومحمد الجمل.
وكانت النيابة قد أحالت المتهمين للمحاكمة الجنائية لأنهم في غضون الفترة من 2015 وحتى 9 فبراير 2018 بمحافظة القاهرة والجيزة والدقهلية والقليوبية وكفر الشيخ والفيوم وشمال سيناء وفي خارج مصر تولى المتهمون من الأول حتى السابع، قيادة فى جماة إرهابية داخل البلاد بان أسسوا 7 خلايا عنقودية، تولوا قيادتها بالجماعة المسماة " ولاية سيناء" التي تهدف إلى ارتكاب جرائم الإرهاب وتدعو لتكفير الحاكم ووجوب الخروج عليه، وتغيير نظام الحكم بالقوة وتعطيل الدستور والقوانين، ولالاعتداء على أفراد القوات المسلحة والشرطة ومنشأتها، واستباحة دماء المسحيين ودور عبادتهم، واستحلال أموالهم وممتلكاتهم، واستهداف المنشآت العامة والهامة بهدف الإخلال بالنظام العام، وتعريض سلامة المجتمع وأمنه للخطر، وكان الإرهاب من الوسائل التى تستخدم في تحقيق الأغراض التي تدعو إليها.