أربعة نواب عراقيين يقدمون استقالتهم إلى البرلمان.. تضامناً مع المظاهرات

عربي ودولي

بوابة الفجر



قدم أربعة نواب عراقيين، مساء اليوم الأحد، استقالتهم إلى البرلمان، وذلك رفضاً لأداء الطبقة السياسية، التي يتهمونها بـ"الفشل" بشأن الاستجابة لمطالب الحركة الاحتجاجية غير المسبوقة، التي تشهدها العراق منذ مطلع شهر أكتوبر الجاري، التي أدت إلى وجود أكثر من 200 قتيل.

وقدم النائبان الشيوعيان الوحيدان اللذان حصلا على مقعديهما ضمن ائتلاف "سائرون"، الذي يتزعمه الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، استقالتهم، "بسبب التظاهرات وأساليب قمعها"، بحسب ما قال أحدهما، وهو رائد فهمي، كما أعلنت زميلته هيفاء الأمين أيضاً استقالتها.

وأوضح فهمي أنه "خلال 27 يوماً، لم يقدم البرلمان شيئاً، لم يستطع طلب رئيس الحكومة أو وزير الداخلية للمساءلة"، بعد دخول البلاد منذ الأول من أكتوبر في دوامة أزمة اجتماعية وسياسية دامية.

وأعلن نائبان آخران، وهما طه الدفاعي ومزاحم التميمي، من قائمة "النصر"، التي يتزعمها رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي المعارض حالياً، الاستقالة أيضا الأحد.

وقال الأول في بيان استقالته، إن "الأحزاب، التي حكمت البلاد منذ العام 2003 فشلت فشلاً ذريعاً"، في بلد يحتل المرتبة 12 في لائحة البلدان الأكثر فساداً في العالم، وخسر بسبب الفساد أكثر من 450 مليار دولار من الأموال العامة.

وبدأ نواب الصدر، الذين يشكلون كتلة "سائرون" الأكبر في مجلس النواب العراقي، اعتصاماً مفتوحاً مساء أمس السبت داخل مجلس النواب "إلى حين إقرار جميع الإصلاحات، التي يطالب بها الشعب العراقي".

وفاز تحالف "سائرون" بالانتخابات التشريعية، التي جرت في مايو 2018، بنيله 54 مقعداً في البرلمان، مما جعل الصدر في موقع مؤثر في الائتلاف الحكومي، الذي يطالب الشارع بإسقاطه اليوم.

احتجاجات العراق
هي احتجاجات اندلعت في 1 أكتوبر 2019، في بغداد وبقية محافظات جنوب العراق احتجاجاً على تردّي الأوضاع الاقتصادية للبلد، وانتشار الفساد الإداري والبطالة، ووصلت مطالب المتظاهرين إلى استقالة حكومة عادل عبد المهدي، وتشكيل حكومة مؤقتة وإجراء انتخابات مبكرة، وندّد المتظاهرين أيضاً بالتدخل الإيراني في العراق وحرق العديد منهم العلم الإيراني، وواجهت القوات الأمنية هذه المظاهرات بعنف شديد واستعملت قوات الأمن صنف القناصة واستهدف المتظاهرين بالرصاص الحي، ووصل عدد القتلى إلى حوالي 200 شخصا بضمنهم أفراد من قوات الشرطة منذ بدء المظاهرات، وأصيب حوالي ستة آلاف شخص بجروح خلال المظاهرات، فضلاً على اعتقال العديد من المحتجين وأيضاً قطع شبكة الانترنت.

وتعتبر هذهِ الاضطرابات الأكثر فتكا في العراق منذ انتهاء الحرب الأهلية ضد تنظيم الدولة الإسلامية في ديسمبر 2017، وتم تأجيل التظاهرات لفترة لأجل مراسيم الزيارة الأربعينية للامام الحسين، ثم تجددت في يوم الجمعة 25 أكتوبر، وأعلنت مفوضية حقوق الإنسان في العراق مساء السبت 26 أكتوبر، عن مقتل 63 شخصاً وإصابة 2592 بجروح في تظاهرات اليومين الماضيين.