شاهد إزالة علم ميدان التحرير والاستعداد لوضع مسلة الملك رمسيس مكانه
كشف مصدر بوزارة الآثار، أن ميدان التحرير بدأ يستعد لاستقبال مسلة الملك رمسيس الثاني ورصدت الفجر أعمال التطوير التي انطلقت بالميدان التحرير، حيث من المقرر وضع المسلة في منتصفه ضمن أعمال تطويره، وقد تم إزالة صاري العلم الضخم الذي كان موجودًا في قلب الميدان حيث من المقرر وضع المسلة مكانه.
وكشف المصدر أيضًا، أن المسلة يجري ترميمها حالياً في الأرض المجاورة للمتحف المصري بالتحرير والتي كانت مقر الحزب الوطني السابق، وتقع بجوار ميدان عبد المنعم رياض وذلك بعد نقلها في وقت سابق من الشرقية وتحديدًا من منطقة تانيس "صان الحجر" إلى القاهرة.
ورصدت كاميرا الفجر، وجود ونش ضخم المخصص لنقل الأحجار الثقيلة في ميدان التحرير فوزن 90 طنًا وسيستخدم الونش لحملها حيث إنها عدة أجزاء.
وقالت مصادر بالآثار، إنه نظرًا لضخامة حجم المسلة سيتم ترميمها وتجميعها علي جزئين ونقلها إلى الميدان، ويتم الترميم النهائي في مكانها بالميدان، ثم يتم وضعها في منتصفه المكان السابق العلم.
كيف بدأت الفكرة
وبدأت فكرة "مسلة في ميدان التحرير" من خلال مشروع طموح للدولة المصرية لتطوير ميدان التحرير وتحويله إلى مزار سياحي عالمي.
وكلف الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء، بالبدء في تطوير الميدان ضمن جهود تطوير القاهرة التاريخية، التي تقوم بها الحكومة حاليًا وشمل المخطط العام للميدان وضع مسلة من المسلات المصرية القديمة، طولها 19 مترًا، وقد وجه السيد رئيس الوزراء بضرورة الاهتمام بأعمال الرصف، والإنارة، وتنسيق الموقع العام بالميدان، وأضاف أن هناك تكليف من الرئيس السيسي بتطوير القاهرة التاريخية، مع إخلاء المحافظة من الوزارات والمقار الإدارية الحكومية في العام المقبل، وهو ما يسمح بعودة القاهرة لدورها التاريخي والثقافي والسياحي والأثري.
متى وصلت المسلة للقاهرة؟
وأجزاء مسلة الملك رمسيس الثاني وصلت للقاهرة بعد نقلها من منطقة صان الحجر الأثرية بمحافظة الشرقية في 30 لترميمها وتجميعها تمهيدًا لإقامتها في ميدان التحرير، ويأتي ذلك في إطار خطة الدولة لإبراز حضارة مصر الفريدة للعالم.
مكان المسلة الأصلي
والمسلة قادمة من منطقة صان الحجر الأثرية، بمحافظة الشرقية، إلى القاهرة وذلك للبدء في أعمال ترميمها وتجمعيها تمهيدًا لإقامتها وعرضها بميدان التحرير، أحد أشهر الميادين في مصر والعالم، وسط سيناريو عرض وتصميمات جديدة لتجميل الميدان.
تانيس عاصمة مصر
وصان الحجر إحدى مدن محافظة الشرقية في جمهورية مصر العربية، قديمًا كانت تسمى تانيس تأسست في أواخر عهد الأسرة العشرين، وأصبحت عاصمة شمال مصر خلال عهد الأسرة الحادية والعشرين. كانت المدينة مسقط رأس سمندس مؤسس الأسرة الحادية والعشرين.
وخلال عهد الأسرة الثانية والعشرون ظلت تانيس عاصمة مصر السياسية، وكانت المدينة ذات أهمية تجارية واستراتيجية، إلا أنها هُجرت في القرن السادس الميلادي، بعدما كانت مهددة بأن تغمرها بحيرة المنزلة.
يرجع تاريخ تانيس إلى الدولة الحديثة، وليس لها ذكر قبل ذلك، بعكس مدينة صان الحجر على الذراع الغربي من نهر النيل في الدلتا والتي كانت تسمى لدى الفراعنة "صاو " وسماها الإغريق "سايس". يعود تاريخ صاو (صا الحجر) إلى 4000 سنة قبل الميلاد.
مشروع تطوير صان الحجر
وكانت وزارة الآثار بالتنسيق مع فرنسا قد أطلقت مشروع رفع كفاءة لمنطقة صان الحجر الأثرية في محافظة الشرقية، ويتضمن المشروع تهيئة مركز للترجمة الفورية وتقديم الإرشادات والتسهيلات للزائرين، وترميم الباب الأثري لشيشنق الثالث وترميم الأثار الموجودة بالموقع وحماية المقابر الملكية ضد ماء الأمطار وحفظ وترميم المقابر الملكية، وكذلك تهيئة المقابر الملكية لاستقبال الزائرين ووضع لوحات إرشادية بالموقع بالإضافة إلى إنشاء صفحات إلكترونية تتيح المزيد من المعلومات وكذلك الصور الأرشيفية لتاريخ الاكتشاف وعرض القطع والآثار المكتشفة في المقابر الملكية المتاحة بفضل أكواد QR الموضوعة على اللوحات الإرشادية وتدريبات للتوعية بالتراث في مدارس صان الحجر.
صان الحجر هي طيبة الشمال
والمنطقة الأثرية في صان الحجر تعتبر طيبة الشمال، فإن كانت الأقصر تشتهر بمعابد الكرنك فإن صان الحجر تشتهر بمعبد آمون ومقابرها المتميزة، ووزارة بدأت بتطوير منطقة صان الحجر منذ عام ٢٠١٧م، وأسفر المشروع عن ترميم وإقامة مسلتين وعمودين وتمثالين ضخمين للملك رمسيس الثاني، بالإضافة إلى عمل مصاطب لرفع باقي البلوكات الحجرية الأثرية عليها لحمايتها وإظهارها بصورة أفضل للزائرين، حيث تم رفع مسلتين البيلون الأول لمعبد آمون، بالإضافة الي عمل ستة قواعد بصالة الأعمدة لرفع المسلات عليها، لأول مرة منذ سقوطها خلال القرن الأول الميلادي.
توقيف مسلتين في صان الحجر
ومن بين القطع التي تم ترميمها وإعادة تجميعها وتركيبها بالموقع مسلتين كبيرتين وعامودين وتمثالين للملك رمسيس الثاني، حيث تمثل صان الحجر أهمية بالغة في التاريخ المصري القديم كونها عاصمة مصر القديمة في عصر الأسرتين 21 و23، ومقر دفن ملوك الأسرتين 21 و22.