"موقع مقتل البغدادي".. ماذا تعرف عن قرية بريشا السورية؟
شهدت قرية باريشا في ريف إدلب السورية، عملية عسكرية أمريكية قالت وسائل إعلام إنّها أسفرت عن مقتل زعيم تنظيم داعش، أبو بكر البغدادي، بواسطة 8 مروحيات أمريكية استهدفته في الساعات الأولى من اليوم الأحد، حسبما كشفت مصادر أمريكية وأخرى محلية في سوريا والعراق.
وقد أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، في وقت لاحق بأن مروحيات أمريكية أنزلت مقاتلين على الأرض بعد منتصف ليل السبت-الأحد في إطار عملية استهدفت قيادات في تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" على الأرجح. وذكر المرصد أن العملية التي تمت في قرية باريشا في إدلب، شمال غربي سوريا، على الحدود مع تركيا تخللها "إنزال مروحيات أمريكية لمقاتلين على الأرض اشتبكوا مع جهاديين".
وكشف مسؤول تركي كبير أن البغدادي وصل إلى مكان في سوريا قبل حوالي 48 ساعة من العملية، فيما نقلت رويترز عن قيادي بجماعة متشددة في شمال سوريا، بأنه تم العثور على جثث 3 رجال و3 نساء مع جثة البغدادي. كما أوضح المتحدث أن القوات الأمريكية انتشلت جثة يعتقد أنها للبغدادي من موقع الهجوم مع جثة أخرى يعتقد أنها لنائبه. كما بث التلفزيون الرسمي العراقي اليوم الأحد لقطات مصورة لما قال إنها غارة أمريكية نُفذت في سوريا وقيل إن البغدادي قُتل فيها. فيما ذكر أن عمليات التحقق من جثة البغدادي ما تزال متواصلة.
موقعها الجغرافي
وتقع قرية بريشا في منطقة حارم في محافظة إدلب في سورية، إحدى المحافظات التي تقع شمال القطر العربي السوري، حيث تقع على البوابة الشمالية لسوريا التي تطل منها على تركيا وأوروبا، وتعتبر من المحافظات الحديثة المحدثة في أيام الجمهورية العربية المتحدة.، وتتوضع على مساحة قدرها 6100 كم2، يحدها من الشمال لواء اسكندرون وتركيا بطول 129 كم، ومن الشرق محافظة حلب بطول 159 كم، ومحافظة حماة من الجنوب بطول 158 كم، وغرباً محافظة اللاذقية بطول 29 كم.
وهي بذلك تحتل المرتبة الثامنة على مستوى سورية من حيث المساحة، وكذلك تحتل المرتبة الخامسة من حيث عدد السكان البالغ عددهم حوالي 1,500,000 وفقاً لإحصائيات الأحوال المدنية. وتحتل موقعا متميزاً وهاماً على طريق الحرير قديماً وتعد معبراً للجيوش الغازية وطريقاً مهماً للقوافل التجارية القادمة من الأناضول وأوروبا إلى الشرق أو بالعكس عبر معبر باب الهوى الحدودي ومع ذلك تعتبر محافظة إدلب من أغنى محافظات القطر العربي السوري وتعتبر صلة الوصل ما بين المنطقتين الساحلية والوسطى والمنطقتين الشمالية والشرقية حيث تكون جسراً بين مناطق الإنتاج الزراعي في الجزيرة السورية والمناطق الشرقية ومناطق التصدير في ميناء اللاذقية.
عدد سكانها
يبلغ عدد سكان قرية بريشا، التي أطلق عليها عاصمة التجارة والهندسة والعلوم، في أعلى قمة جبل باريشا التي تبعد عن مدينة حارم 17 كيلومتر غرباً وعن حلب 60 كيلو متر، أكثر من 1,143 . كما تعد منطقة حارم، أكبر تجمع للمدن المنسية في سوريا. فهي مجموعة مدن أثرية قديمة أطلق عليها علماء الآثار اسم المدن المهجورة أو القرى المنسية أو العتيقة، ففي جبل باريشا في منطقة حارم هناك قلب لوزة وكرك بيزة والكفير، وفي الجبل الأعلى أيضا في منطقة حارم، يوجد باقرحا ودارقيتا وخربة الخطيب.
من المدن المنسية في سوريا
وكان قد قدر عالم الآثار جورج تشالنكو أعداد هذه المدن والقرى بـ 778 موقعاً، منها 135 تقوم على خرائب مسكونة، و322 موقعاً قامت على أنقاضها تجمعات سكنية حديثة، و321 موقعاً محفوظاً بشكل مناسب، غير أن تغييرات كبيرة حدثت في تلك المنطقة نتيجة التوسع السكاني والسكن فيها واستخدام حجارتها للبناء وأبنيتها كحظائر للمواشي وأراضيها للزراعة، ولم يعد عدد هذه القرى والمدن يتجاوز60 موقعاً.