الجيش السوري يدخل بلدة بـ"رأس العين" تزامناً مع محاولات اقتحام الجيش التركي لها
وصلت وحدة من الجيش العربي السوري، مساء اليوم السبت، إلى الأطراف الجنوبي لبلدة أبو راسين (30 كم) جنوب شرق رأس العين، و(13 كم) جنوب الحدود السورية التركية شمالي الحسكة، وتدخل إلى مطاحن السفراني في مدخل البلدة الجنوبي الواقعة تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية.
بينما تشهد بلدة أبو راسين، في هذه الأثناء، قصفا عنيفا بنيران الجيش التركي وميلشيات المعارضة السورية "التركمانية" التابعة له من جهة القرى الغربية للبلدة تمهيدا لاقتحامها.
هذا وتتابع وحدات الجيش السوري تقدمها في المنطقة باتجاه الحدود "السورية-التركية" الأمر، الذي دفع بالسكان الهاربين أمام تقدم الجيش التركي والميلشيات التابعة له للعودة إلى قراهم وبلداتهم برفقة وحدات الجيش.
وتحاول ميلشيات الأسايش الذراع الأمنية لتنظيم "قسد" الموالي للجيش الأمريكي منع الجيش السوري من الدخول إلى البلدة.
ومع وصول الجيش السوري إلى مشارف بلدة أبو رأسين، عادت أكثر من ١٥ عائلة الي منازلها بمشارف البلدة بعد بقائهم في الأراضي الزراعية منذ صباح اليوم جراء القصف التركي.
إنسحاب القوات الأمريكية من سوريا
قررت الولايات المتحدة الأمريكية، سحب قواتها من سوريا، على الرغم من اعتبار الأكراد السوريين أحد الحلفاء الرئيسيين بالمنطقة في الحرب ضد تنظيم "داعش" الإرهابي.
وبدأت الولايات المتحدة، في وقت سابق، سحب قواتها من منطقة شمال شرق سوريا قرب الحدود مع تركيا، قبيل شن تركيا عملية عسكرية لتطهير هذه الأراضي من "وحدات حماية الشعب" الكردية، التي تنشط ضمن تحالف "قوات سوريا الديمقراطية" المدعوم أمريكيا في الحرب على "داعش"، وتعتبرها أنقرة تنظيما إرهابيا وذراعا لـ "حزب العمال الكردستاني".
الهجوم التركي على سوريا
وأطلق الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في يوم 9 أكتوبر الجاري، عملية عسكرية تحت أسم "نبع السلام" شمال شرقي سوريا "لتطهير هذه الأراضي من الإرهابيين"، في إشارة إلى "وحدات حماية الشعب" الكردية، التي تعتبرها أنقرة ذراعا لـ "حزب العمال الكردستاني" وتنشط ضمن "قوات سوريا الديمقراطية"، التي دعمتها الولايات المتحدة في إطار حملة محاربة تنظيم "داعش" الإرهابي (المحظور في روسيا ودول أخرى)، وتأمين عودة اللاجئين السوريين، الذين تستضيفهم تركيا إلى بلادهم.
الاتفاق الأمريكي التركي
وتوصلت الولايات المتحدة الأمريكية، يوم الخميس الموافق 17 أكتوبر، لاتفاق مع تركيا على وقف عملية "نبع السلام" مقابل انسحاب وحدات حماية الشعب الكردية خلال 120 ساعة إلى خارج حدود المنطقة الآمنة.
وأوضحت واشنطن، على لسان نائب الرئيس مايك بنس، أن الاتفاق يعني انسحاب القوات الكردية من المنطقة الآمنة التي يبلغ عمقها 32 كيلومترا على طول الحدود التركية السورية، وأكد على أن واشنطن ستسهل هذه العملية، وأن القوات الأمريكية لن تعود إلى هذه المنطقة.
وتتهم قوات سوريا الديمقراطية الجيش التركي والمليشيات المتحالفة معه بخرق اتفاق وقف إطلاق النار، وطالبت واشنطن والأمم المتحدة وجامعة الدول العربية بإرسال مراقبين دوليين للإشراف على تنفيذ الاتفاق على الشريط الحدودي.