شيرين غالب أول "نقيبة" أطباء فى تاريخ مصر: لا نستطيع زيادة رواتب الأطباء والبديل نوفر خدمات لهم
وصفت بالمنافسة بـ"غير الشريفة" وتنتهك الأعراف النقابية
المنافسون روجوا وجود أجندة سياسية لـ"تيار الاستقلال" واستخدموا فتاوي تسىء للمرأة ضدى
لأول مرة فى تاريخ نقابة الأطباء والنقابات الفرعية تفوز سيدة بمقعد النقيب، حيث تولت الدكتورة شيرين غالب، منصب نقيب أطباء القاهرة، بعد منافسة شرسة شهدت انتهاكاً للقيم المهنية إذ شكك بعض المنافسين فى شخصها وقائمة «تيار الاستقلال» التى ترشحت ضمنها بترويج شائعات لاأساس لها من الصحة، لكنها استطاعت فى النهاية حصد أصوات أكبر عدد من الأطباء الذين وضعوا ثقتهم فى برنامجها الانتخابى.
ونظراً لكونها السيدة الأولى والوحيدة التى وصلت لهذا المنصب، أجرت «الفجر» حوارا معها للتعرف على كيفية فوزها فى المعركة الانتخابية وملامح خطتها المستقبلية لنقابة أطباء القاهرة.
■ ما تفاصيل المنافسة التى كنت طرفاً فيها بانتخابات التجديد النصفى للنقابة؟
- المنافسة كانت شرسة وغير شريفة، إذ روج بعض المنافسين شائعات تمس شخصى وقائمة تيار الاستقلال التى أنتمى إليها، إذ ربطوا بين الآراء السياسية لبعض أعضاء القائمة وموقف النقابة، وأشاعوا أننى أنتمى لأحزاب وقوى سياسية، لترويج أن لدينا أجندة سياسية وليست نقابية وهذا أمر غير صحيح، كما أنهم حاولوا استخدام الدين لإبعادى عن المنافسة بقولهم إنه لا يحق لسيدة أن تتولى منصباً وتترأس رجالاً فكانوا يقولون نصًا: «كيف لامرأة قيادة رجال» ولكن لم تفلح شائعاتهم، لأن الفتاوى الغريبة التى كانوا ينشرونها كانت آخر سلاح لديهم بعدما فشلت كل الطرق.
■ بعد حصولك على منصب النقيب لنقابة فرعية لأول مرة فى تاريخ النقابات.. هل ستكون للطبيبات امتيازات خاصة؟
- لا.. لأنى وجودى هدفه خدمة جميع أعضاء النقابة كما أننى لن أقوم بأى تمييز لزملائى على أساس من منهم سيدة من رجل ولكن هناك خدمات ترفيهية سأعمل على تفعيلها مثل المصايف ما يمكن اعتباره تدليلاً للسيدات حتى لو كن زوجات لأطباء لأن السيدات أكثر اهتماماً بالمصيف من الرجال.
■ ما خطتك بعد تولى منصب النقيب؟
- لا أسعى لزيادة رواتب الأطباء لأنها ليست من سلطتى ولكن سأعمل جاهدة على توفير خدمات لهم تقلل من مصروفاتهم فيزيد المرتب بشكل غير مباشر، مثل وجود مكتب خدمات حكومى فى النقابة لإنجاز كافة الأوراق الحكومية داخل المقر، وتوفير رحلات عمرة ومصايف، وتوقيع بروتوكولات مع شركات الأجهزة الكهربائية والطبية والبنوك لتقديم تسهيلات للأطباء، كما سأقوم بإنشاء دار لكبار السن من الأطباء لتكريمهم ورعايتهم فى نهاية عمرهم.
ومن أهم الملفات التى سأهتم بها ملف المسئولية الطبية، لمنع التعامل مع الطبيب تحت طائلة قانون العقوبات، وفى هذا الملف سأعقد بروتوكولات تعاون مع عدد من الأطباء الكبار بالدولة كى أحقق تلك الغاية وأنقذ الزملاء الأبرياء من السجن، والملف الثانى هو التعليم والتدريب والتطوير المهنى للأطباء، وسأسعى للتعاون مع النقابات والجامعات الأجنبية والمصرية لتدريب الطبيب بتكلفة رمزية، مع العلم أن هذا الأمر لا يفيد الطبيب فقط برفع كفاءته ولكنه سيؤدى لزيادة كفاءة قطاع الصحة فى مصر، والملف الثالث خاص بتفعيل لجنة دائمة لزيارة المستشفيات للوقوف على المشكلات التى يعانى منها الأطباء فى المستشفيات بهدف التعاون مع وزارة الصحة وحلها.
وسأسعى لإصدار مجلة تثقيفية لإزالة سوء الفهم بين الطبيب والمواطن، من خلال التعرف على حياة الطبيب بشكل أكبر من خلال الأخبار والتقارير التى ستنشرها للتعرف على كم المشكلات التى يتعرض لها الأطباء، كما ستعمل المجلة على زيادة موارد النقابة من خلال الإعلانات المنشورة بالمجلة، كما سأعمل على زيادة الموارد من خلال تفعيل لجنة للإعلام للتواصل مع نقابات الأطباء بالدول العربية والأجنبية بهدف متابعة أعضاء النقابة للمؤتمرات والدورات التعليمية التى ستقوم بزيادة موارد النقابة أيضاً.
■ بعد فوز قائمة الاستقلال للمرة الثانية على التوالى بمجلس النقابة ما تقييمك لأداء التيار بالدورة السابقة.. وما التغييرات التى ترغبين فى تفعيلها؟
- المجلس القديم كان يعمل لخدمة الأطباء، ولكن كان يحتاج لبعض التحسينات مثل زيادة المعاش، وتوفير خدمات مثل «مكتب حكومى داخل النقابة، توفير فرص للدراسة والدورات التعليمية بأقل الأسعار، وتوفير خدمات ترفيهية كدعم المصايف، رفع نسبة مساهمة الدولة فى علاج الأطباء.
■ بيع الأدوية فى العيادات واحدة من المشكلات التى يتورط فيها كثير من الأطباء.. هل تؤيدين هذا التصرف أم لا؟
- أنا أرفض هذا الأسلوب، ويجب على كل مواطن يكتشف أن الطبيب يبيع أدوية فى عيادته تقديم شكوى للنقابة، والتى بدورها ستقوم بالتحقيق مع الطبيب، وتبلغ إدارة العلاج الحر التابعة لوزارة الصحة لإغلاق هذه العيادة، لمخالفة صاحبها لآداب المهنة.
■ هل يوجد تعاون بين وزارة الصحة ونقابة الأطباء؟
- إلى حد ما هناك تعاون بين الوزارة والنقابة فى حدود الإمكانيات المتاحة للوزارة، مع العلم أن السبب فى ذلك التقصير هو ضعف ميزانية الوزارة ولذلك فإن التعاون محدود.
■ من وجهه نظرك ما الفرق بين خريجى كليات الطب الحكومية، والكليات الخاصة؟
- طلاب الكليات الحكومية أفضل لتوافر الأطباء الكبار والاستشاريين بالكليات الحكومية، والذين يمدون الطلاب بخبرات كبيرة تنتج طبيبًا كفئًا، والجامعات الخاصة حتى الآن ينقصها وجود هؤلاء وبعض هذه الكليات تقوم بتعويض النقص من خلال تدريب طلابها فى مستشفيات حكومى جامعى، مع العلم أن المجلس الحالى لن يسمح بترخيص أى كلية طب إلا إذا كانت تمتلك مستشفى وأطباء ذى خبرة كبيرة لتدريب الطلبة.
■ بين كل فترة وأخرى يتردد أن هناك أعدادًا من الأطباء أكبر من حاجة البلاد والعكس فما الحقيقة؟
- نحن نعانى من نقص حاد فى الأطباء خصوصاً فى تخصصى الرعاية والطوارئ، لأن هؤلاء الأطباء يفضلون الهجرة للدول العربية للبحث عن مصدر دخل أكبر بسبب ضعف الرواتب فى مصر وبعضهم يتجه يسافر لدول غربية للدراسة وتلقى دورات تعليمية أكثر، والمجلس القادم سيضع فى أولوياته زيادة موارد النقابة حتى تستوعب الأطباء داخل مصر، وسيسعى لتوفير فرص تعاون مع نقابات أطباء فى الخارج لتبادل الخبرات وتلقى دورات تعليمية، وسيسعى أيضاً لتوفير خدمات حكومية كثيرة توفر فى ميزانية مصروفات الطبيب حتى يمكن حل الأزمة المالية التى يعانى منها شباب الأطباء جزئياً.
■ ما سبب انعدام الثقة بين المواطنين والأطباء؟
- الإعلام هو سبب انعدام الثقة بيننا، وهناك بعض النماذج الإعلامية التى تتحدث من دون وعى طبى، وتقوم بتحميل الطبيب مسئولية أى خطأ ينهى حياة المريض ومن وجهة نظرى يوجد حملات منظمة وممنهجة لتشويه صورة الأطباء.
■ ما دور النقابة فى ردع الأطباء المشطوبين من النقابة والذين لايزالون يمارسون المهنة؟
- النقابة ليس لها دور فى ذلك حيث إن الإجراء الأخير لها هو القيام بالتحقيق الإدارى مع الطبيب الذى يتم تقديم شكوى بشأنه من أى طرف وإذا ثبت أنه المخطئ تقوم النقابة بشطبه، ثم تتواصل مع إدارة العلاج الحر بوزارة الصحة المسئولة عن غلق العيادة وعدم السماح لهذا الطبيب بالاستمرار فى العمل، والنقابة دورها إدارى فقط.