أبطال الفن.. والحرب
العدد الورقي - ماجد صفوت - عثمان جمال الدين - رحاب جمعة - أسماء حلمى
%74 يفضلون رأفت الهجان
%87 "الممر" و"الطريق إلى إيلات" الأفضل
%91 يطالبون بأعمال وطنية جديدة
الفن يحفظ تراث المجتمعات، والسينما والدراما أحد أهم فروعه المعنية بذلك، ولا يخفى على أحد الدور الذى لعبه الفنانون والمثقفون فى شحذ الروح المعنوية للشعب المصرى فى أوقات الحروب، خاصة فى الفترة التى أعقبت نكسة يونيو وحتى تحقق نصر أكتوبر المجيد.
ولمعرفة رأى المصريين فى الأعمال السينمائية الوطنية أجرت «الفجر» استطلاعا مجتمعيا على عينة عشوائية، قوامها 1100 فرد، من كافة محافظات الجمهورية، واشتملت مختلف المؤهلات التعليمية، وشكلت نسبة الذكور 51.2% بواقع 564 ذكرا، ونسبة الإناث 48.7% بواقع 536 أنثى.
وراعينا تنوع الفئات العمرية المشاركة بالاستطلاع، وكانت نسب تواجدها كالتالى: من 18 إلى 30 سنة «624» فردا بنسبة 56.7%، ومن 30 إلى 40 سنة «312» فردا بنسبة 28.3%، ومن 40 إلى 50 سنة «96» فردا بنسبة 8.7%، ومن 50 سنة إلى 60 سنة «51» فردا بنسبة 4.6%، ومن 60 فيما فوق «17» فردا بنسبة 1.5%.
وهدف الاستطلاع هو الإجابة عن 6 أسئلة، هى: ما أفضل فيلم وطنى؟، أفضل مسلسل وطنى؟، وهل تتمنى إنتاج أعمال وطنية جديدة ماذا تفضل منها؟، هل تساهم هذه الأعمال فى زيادة معلوماتك عن الحرب؟، من يتولى إنتاج الأعمال الوطنية القادمة؟، هل تعرف قصة بطل حقيقى يمكن أن ينتج له عمل درامى؟
وانقسمت العينة بين فيلمى الممر والطريق إلى إيلات، كأفضل الأفلام الوطنية فى تاريخ السينما المصرية، مؤكدين أن أفضل نقاط القوة فى «الممر» تجسيده للحالة المصرية بصفة عامة، مجتمعيا وعسكريا، عقب نكسة يونيو 67، علاوة على أن الفيلم يجمع بين الكوميديا والأكشن، لذا حاز على إعجاب الجمهور.
فيما رأى النصف الآخر من العينة أن «الطريق إلى إيلات» يستحق الإشادة، معتبرين إياه أحد أعظم الأفلام المصرية الوطنية على الإطلاق، حيث اعتمد على تجسيد قصة حقيقية لأبطال حقيقيين، واختار المخرج ممثلين عظماء، لذا، فإنه فيلم لا يمكن أن يتكرر فى تاريخ السينما المصرية، ويعد «أيقونة» الوطنية. وفيما يتعلق بالمسلسلات، اختار 815 فردا، من إجمالى العينة، بنسبة 74.1%، منقسمين إلى 456 ذكرا، بنسبة 41.4%، و359 أنثى، بنسبة 32.6%، «رأفت الهجان» المسلسل الوطنى المفضل لهم، بداعى أنه أحد أهم مسلسلات الجاسوسية التى حققت نجاحاً كبيراً جداً حال عرضها، علاوة على اعتماده على قصة «محبوكة»، كما أن المخرج اختار كل ممثل بعناية فائقة.
وتابعوا: هو أروع مسلسل على الإطلاق لـ«الساحر» محمود عبدالعزيز، لكن بالإضافة إلى ذلك، كل ممثل كان على قدر المسئولية وأخلص لدوره، خاصة يوسف شعبان ومحمد وفيق، كانا جادين وعباقرة فى الأداء، باختصار العمل كله كان خلطة ناجحة ونتمنى تكرارها.
وفيما يتعلق بالإجابة عن السؤال الثالث، هل تتمنى إنتاج أعمال وطنية جديدة؟، أجاب 1001 من إجمالى عينة الاستطلاع بنعم، بنسبة 91%، مفضلين أن يكون إنتاج الأعمال الوطنية الجديدة عن العمليات الحربية التى قام بها الجيش. لأن تلك العمليات غالبا ما تكون عوامل جذب لمشاهدة العمل الدرامى، فى ظل انتشار الأفلام الأجنبية وانجذاب الشباب للأكشن، لذا يفضل أن يكون العمل الدرامى مواكبا للعصر ويحمل مشاهد قتالية تحقق نسب مشاهدة عالية، لتحقيق الهدف المرجو منه، على غرار فيلم الممر.
فيما اختار 99 فردا، بنسبة 9%، أن تكون تلك الأعمال لصالح القصص الإنسانية الخاصة بالأبطال، وانقسمت تلك النسبة لـ21 ذكرا، بنسبة 1.9%، و78 أنثى بنسبة 7.1%، بداعى أننا نفتقر لأفلام القصة الإنسانية العميقة، ونحتاج فى تلك الفترة الحساسة إلى قصص أبطال ضحوا بحياتهم من أجل الوطن.
وإجابة على السؤال الرابع، أقر عدد 956 فردا، بنسبة 86.9%، منقسمين إلى 515 ذكرا، بنسبة 46.8%، و441 أنثى، بنسبة 40.1%، أن معلوماتهم عن الحرب وبطولات قواتنا المسلحة تزيد حال مشاهدتهم للأعمال الوطنية.
وقالوا: لولا أفلام حرب أكتوبر والاستنزاف ما كنا علمنا أى تفاصيل عنها، لأننا غير مهتمين بقراءة التاريخ، ومن الصعب أن نشرح لأبنائنا طبيعة حرب قاسية بمعلومات صعبة وغير متوفرة لدى الجميع، لذا فإن الأفلام التى تجسد الحرب وتتحدث عنها كانت بمثابة المنقذ لتبسيط المعلومات لنا ومساعدتنا فى معرفة تاريخ وطننا الغالى والاعتزاز به، وبالطبع استفدنا كثيرا من الأعمال المرتبطة بالوطن، فلولاها ما كنا سنعرف أبطالا ماتوا دون أن نراهم وبطولات حققوها من أجل أن نحيا بكرامة.
وإجابة على السؤال الخامس، قال عدد 654 فردا من إجمالى العينة، بنسبة 59.4%، منقسمين لـ277 ذكرا بنسبة 25.1%، و377 أنثى بنسبة 34.2%، إن الأنسب فى تلك المرحلة أن تكون الأعمال الوطنية من إنتاج القطاع الخاص، لأن أفلام القطاع الخاص تعتمد على قدر كبير من الحرية، خاصة أن تعدد شركات الإنتاج الخاصة يجعل هناك وفرا كبيرا من هذه الأعمال الوطنية، بالإضافة للمنافسة بين هذه الشركات، ما سيجعل كلًا منها يبذل قصارى جهده لإنتاج محتوى وطنى قوى.
وفى النهاية، كل ذلك سيصب فى مصلحة المشاهد المصرى، خاصة أن هذه النوعية من الأعمال الوطنية تزيد من روح الأمل وحب الوطن للمصريين باختلاف أعمارهم، وكثرة هذه الأعمال ستظل العامل الوحيد الذى يحزن العدو الصهيونى باستمرار.
بينما اختار عدد 466 فردا من إجمالى العينة بنسبة 40.5%، منقسمين إلى 287 ذكرا بنسبة 26.1%، و159 أنثى بنسبة 14.4%، أن تكون الأعمال الوطنية من إنتاج الدولة. مفضلين أن تشارك الدولة فى إنتاج الأعمال الوطنية، لأن القوات المسلحة ستساهم بالطبع مع صناع الفيلم، فى توفير كافة المعدات الحربية، من دبابات وطائرات هليكوبتر وأسلحة ومواقع تصوير وملابس، حتى يخرج العمل بشكل احترافى متقن، وهو أمر ساهم بشكل كبير فى خروج العمل الوطنى «الممر» إلى النور.
وعما إذا كان أحد من عينة الاستطلاع يعرف قصة بطل حقيقى يمكن أن ينتج له عمل درامى، كان أبرز الأبطال الذين تم اختيارهم:
■ البطل النقيب بحرى إسلام توفيق، قائد عملية تدمير كاسحة الألغام الإسرائيلية، الذى تسبب فى إقالة قائد الجيش الإسرائيلى فى سيناء.
■ البطل الفريق فؤاد عزيز غالى، شارك فى كل حروب مصر ضد إسرائيل، وهو صاحب جملة «القنطرة بتتكلم عربى يا فندم»، بالإضافة لكونه صاحب أول نقطة محررة فى حرب أكتوبر 1973.
■ محمد المصرى صائد الدبابات، بطل من أبطال حرب أكتوبر المجيدة وصاحب رقم قياسى عالمى فى عدد الدبابات التى دمرها، حيث بلغ مجموع ما دمره 27 دبابة إسرائيلية.
■ البطل معتز الشرقاوى، أشرس ضابط صاعقة مصرى، كان محترفا فى سرعة التخفى والظهور فى الصحراء، شارك فى حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر 1973، دخل معسكرات اليهود فى سيناء وأسر 37 إسرائيليا.