وزير الدفاع الأمريكي ينتقد العدوان التركي على سوريا
بعد قضاء أربعة أيام مضطربة غارقا في التداعيات الفوضوية لسحب القوات الأمريكية من سوريا، انتقد وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر اليوم الخميس تركيا لهجومها العسكري عبر الحدود على المقاتلين الأكراد السوريين.
متحدثًا امام صندوق مارشال الألماني، قال إسبير إن غزو تركيا "غير المبرر" لسوريا يعرض المكاسب التي تحققت هناك في السنوات الأخيرة للخطر حيث قاتل التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة والقوات الكردية السورية المتحالفة مع تنظيم الدولة الإسلامية.
وقال إن تركيا "تسير في الاتجاه الخاطئ"، وهي تقترب من روسيا.
وأضاف أن "تركيا وضعتنا جميعًا في وضع رهيب للغاية"، مشيرا الي أن أنقرة بحاجة إلى العودة لتصبح "الحليف المسؤول" الذي كانت عليه في الماضي.
وتأتي تعليقاته في أعقاب إعلان الرئيس دونالد ترامب يوم الأربعاء بأن الولايات المتحدة ترفع العقوبات عن تركيا بعد أن وافق حلف الناتو على وقف القتال بشكل دائم مع القوات الكردية في سوريا. وتحدث بعد يوم واحد فقط من وجوده في العراق لمناقشة الانسحاب وتهديد الدولة الإسلامية مع القادة العراقيين وقادته العسكريين
يدافع ترامب عن قراره بسحب حوالي 1000 جندي أمريكي من سوريا، متخليا إلى حد كبير عن المقاتلين الأكراد السوريين الذين حاربوا داعش إلى جانب الولايات المتحدة على مدار السنوات القليلة الماضية. أعلن ترامب النصر، قائلا إن هذه الخطوة تنقذ الأرواح، لكنها أيضا تتنازل عن السيطرة على جزء كبير من الحدود إلى تركيا وروسيا والحكومة السورية.
وافق ترامب على بقاء 200 إلى 300 جندي أمريكي في حامية التنف في جنوب سوريا. وقال إسبير إن الولايات المتحدة لا تزال تناقش خطة من شأنها أن تترك قوة صغيرة أخرى في شرق سوريا، بالقرب من المنشآت النفطية التي تخضع لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية. ستساعد تلك القوات في تأمين النفط من داعش.
من المتوقع أن يلتقي إسبر مع وزير الدفاع التركي، خولوصي أكار، في اجتماع قادة دفاع الناتو اليوم الخميس. في المناقشات السابقة، لم يتمكن اسبر وغيره من القادة الأمريكيين من إقناع تركيا بعدم غزو سوريا لصد المقاتلين الأكراد السوريين الذين تعتبرهم أنقرة إرهابيين.
في كلمته، حث اسبر الحلفاء على الانضمام إلى الجهود المبذولة لمساعدة المملكة العربية السعودية على الدفاع عن نفسها ومنطقة الخليج الأوسع ضد التهديدات الإيرانية.
وكرر تحذيرات مألوفة حول التهديدات المتزايدة من الصين وروسيا. وقال إن الصين تحاول إعادة تشكيل العالم لصالحها، وتستخدم قوتها للتأثير على اقتصادات الدول الأخرى وقراراتها السياسية.
وقال إن الدول الأخرى يجب أن تدخل علاقاتها مع الصين بعيون مفتوحة، وأن تدرك عسكرة بحر الصين الجنوبي والسرقات المستمرة للملكية الفكرية.