"السويس" ملحمة وطنية.. قهرت العدو الإسرائيلي في ٢٤ أكتوبر (صور)
يحتفل شعب السويس، باانتصارات أكتوبر من كل عام لكن بفخر واعتزاز لابطال المقاومة الشعبية والفدائيين وعمليات الجيش المصرى وسطرت السويس ملحمة وطنية شاملة ٢٤ أكتوبر ١٩٧٣ وتم تحرير السويس، كان القتال يومي 24-25 أكتوبر عام 1973 بين الجيش الإسرائيلي والجيش المصري في مدينة السويس المصرية. والتي كانت آخر معركة كبرى في حرب أكتوبر، قبل سريان وقف إطلاق النار. في 23 أكتوبر مع وصول وشيك لمراقبي الأمم المتحدة، قررت إسرائيل اقتحام السويس، على افتراض أنها ستكون ضعيفة الدفاعات.
أوكلت المهمة إلى لواء مدرع وكتيبة مشاة من لواء المظليين، ودخلت المدينة دون وجود خطة للمعركة. ولكن تعرض اللواء لكمين وتعرض لخسائر كبيرة، كما تعرضت قوات المظليين لنيران كثيفة والعديد منهم أصبحوا محاصرين داخل المبانى المحلية.
حيث بدأت المعركة فى تمام الساعة الرابعة من مساء يوم الثلاثاء 23 أكتوبر، في الأمم المتحدة. اجتمع مجلس الأمن في نيويورك ليعيد التأكيد على وقف إطلاق النار وإرسال مراقبين إلى جبهة القتال. في الساعة السادسة مساءً، اتصل الجنرال إنسيو سيلاسفيو رئيس قوة الطوارئ التابعة للأمم المتحدة في القاهرة، بوزير الدفاع الإسرائيلي موشيه دايان، وأبلغه بالقرار. اقترح دايان أن يدخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في الساعة السابعة صباحا بالتوقيت المحلي، أي بعد ستة وثلاثين ساعة يصبح ساري المفعول، وقبل سيلاسفيو ذلك.
وهنالك أعلن رئيس الأركان الإسرائيلي دافيد إلعازار، في تل أبيب أنه في ورطة. لأنه من منظور عسكري، يحتاج الجيش الإسرائيلي لبضعة أيام أخرى لجعل الجيش الثالث المصري يستسلم ويحاصر الجيش الثاني المصري، والذي سيؤدي إلى انهيار كامل للقوات المصرية. من ناحية أخرى، فإن إسرائيل لديها ديون كبيرة لصالح الولايات المتحدة نتيجة للشحنات ضخمة من الأسلحة عملية نيكل جراس. والتي كانت سببا لقبول إسرائيل لوقف إطلاق النار.
كان عدد سكان السويس حوالي 260،000 قبل حرب الاستنزاف، ولكن معظمهم هجرها خلال ذلك الصراع. ومع ذلك، كان هناك عدد كاف من الرجال لتشكيل ميليشيا تحت اسم منظمة سيناء العربية، التي شكلت جزءا قوة دفاع المدينة.
في 23 أكتوبر، كان ابراهام آدان قائد الفرقة لديه ثلاثة ألوية مدرعة ولواء مشاة مؤلف من خمس أو ست كتائب.
وبحلول 24 أكتوبر، كانت لواءين إسرائيليين على مشارف المدينة، مع كتيبة واحدة من المظليين بقيادة يوفي جنوب غرب المدينة على خليج السويس بالقرب من مصفاة النفط القديمة. كانت السويس مُؤمّنة تماما من الغرب بواسطة القوات المصرية، وهكذا كان معظم الجيش الثالث. كان الاستيلاء على السويس غير ذا أهمية استراتيجية أو نفسية، إلا قطع الإمدادات عن الجيش الثالث، طوال 22 و23 أكتوبر، تمركز العديد من الضباط والجنود المصريين في السويس. معظم هؤلاء ينتمون إلى وحدات إدارية ووحدات الإمداد التي كانت متمركزة على الضفة الغربية للقناة.
كما أنها تحتوي على عدد من وحدات من الجيش الثالث التي اشتبكت مع القوات الإسرائيلية منذ 16 أكتوبر.
بلغ عدد القوات المصرية داخل السويس ما يقرب من 5،000 رجل، والتي لا تمتلك سوى الأسلحة الصغيرة والبنادق الهجومية والعميد أ.ح. يوسف عفيفي قائد الفرقة 19 مشاة شرق القناة، دعم المدينة بالصواريخ المضادة بالدروع ومجموعات صائدي الدبابات.
بينما كانت الأسلحة في طريقها إلى السويس، استنفذت معظم هذه الأسلحة في اشتباك مع الدبابات الإسرائيلية، وتم تدمير أكثر من تسع دبابات.
وبذلك أصبحت القوات المصرية في المدينة مسلحة بعدد صغير من قاذفات آر بي جي 7 وصواريخ آر بي جي 43.
في الساعة الثانية صباحا، استدعى الجنرال جونين آدان وسأله إذا كان بإمكانه اقتحام السويس في الساعتين أو الساعتين ونصف الساعة بين الفجر ووقف إطلاق النار. أجاب آدان أن ذلك يتوقف على الدفاعات المصرية في المدينة، لكنه يعتقد أنه على الأقل جزء من المدينة يمكن احتلاله.
قال جونين: "حسنا، إذا كانت بئر سبع امضي قدما؛ لو كانت ستالينغراد، لا تفعل"، في إشارة إلى عملية يواف ومعركة ستالينجراد، على التوالي. أعطى آدان أوامره وفقا لذلك، إدعت إسرائيل أن الهجوم لن يكون انتهاكًا لوقف إطلاق النار إذا انطلقت قبل الساعة السابعة صباحًا، حتى لو استمر القتال بعد هذه الساعة، لأن العرب هم الذين اختاروا لبدء الحرب، وهم من دعوا لوقف إطلاق النار.
كما إدعت إسرائيل أن وقف إطلاق النار لا ينطبق إلا على الجبهة. في وجود كتيبة صاعقة، وكتيبتين من المشاة، ومجموعات الصواريخ المضادة للدبابات محاصرين خلال اليومين السابقين في المدينة، افترض آدان أن المدافعين عن السويس لن يتمكنوا من المقاومة.
اتخذ لواء مدرع تحت قيادة الكولونيل "أرييه كيرين" غرب السويس مقر له. كيرين كان مسؤولا عن الهجوم، وأمر "يوسي يوفي" ليقود الهجوم مع وحدته من المظليين باستخدام تسعة عربات مدرعة سوفيتية تم أسرها من قبل، لتخترق الشارع الرئيسي للمدينة.
كان ذلك الأمر دون دعمه بالمعلومات الكافية فقد كان لا يملك سوى خريطة واحدة صغيرة ولم يشاهد صورًا جوية، لذا طلب الوقت لوضع خطة. ضغط آدان على كيرين لاحتلال السويس قبل وصول المراقبين، فقال كيرين ليوفي بأن: "في سلاح المدرعات، نحن نأخذ أوامرنا بينما نحن نتحرك"، وأعطاه ثلاثين دقيقة ليستعد. كتيبة دبابات تحت قيادة اللفتنانت كولونيل "ناحوم زاكين" كان ستقود الهجوم برفقة كتيبة المشاة الخاصة، على أن يتبعهم يوفي ويترك فصائل لتأمين التقاطعات.
في الساعة الحادية عشرة إلا عشر دقائق، امتدت كتيبة زاكين لأكثر من ميل، بدأت تتحرك في الشارع الرئيسي، على امتداد طريق القاهرة-السويس.
كتيبته تم تقسيمها إلى ثلاث مجموعات، كل منها يحتوي على ثماني دبابات، كل دبابة يتبعها عربة مدرعة. كان أمام زاكين ثلاثة أميال قبل أن يصل إلى خليج السويس.
على طول الطريق، رأى الجنود المصريين، معظمهم غير مسلحين، بعض منهم رفع أيديهم في استسلام عندما رأوا الكتيبة الإسرائيلية. كل قادة الدبابات والمدرعات الإسرائيلية كانوا يقفون في أبراج مركباتهم.
بدون مواجهة أي مقاومة، وصلت الكتيبة إلى مفترق طرق في حي الأربعين. قام عضو المقاومة "محمود عواد" بأطلاق قذيفتين آر بي جي على الدبابة الأمامية. واحدة تسببت في أضرار سطحية، والأخرى ضائعة. بعد من ذلك، جهزت المقاومة كمينًا آخر، سمع إبراهيم سليمان المتمركز في مخبأ بين سينما رويال وسينما مصر الانفجارات، فطلب من رفيقه محمد سرحان أن يعد له قذيفة آر بي جي.
من مسافة 12 متر، أطلق إبراهيم سليمان القذيفة، فأصاب قرص الدبابة فانفجرت ومال مدفعها إلى الأرض. بعد لحظات، أطلق محمد سرحان قذيفة آر بي جي على ناقلة الجنود المدرعة التي تحمل المظليين التي كانت خلف الدبابة الأولى، فاشتعلت فيها النيران. في تلك اللحظة، بدأت جموع من المدنيين والجنود تتحرك نحو هذا الموقع من المباني المجاورة ومن الطرق المؤدية إلى الساحة.
العمود توقفت، وبدأت تطلق نيران كثيفة من أسلحة خفيفة، كما هاجموا بالقنابل اليدوية. في غضون دقائق، عشرين من أصل أربعة وعشرين من قادة الدبابات الإسرائيلية قتلوا.
الإسرائيليين اصيبوا بحالة من الذعر، وبدأوا في النزول من المركبات واختبأوا في المباني المجاورة. مجموعة من الجنود حاولوا دخول سينما رويال، ولكن تم تصفيتهم عند المدخل.
ناقلة الجنود المدرعة التي كانت تقل مجموعة استطلاع الكتيبة اصيبت، فغادرها جميع الرجال التسعة وحاولوا دخول مبنى مجاور لكنهم قتلوا.
ما تبقى من الكتيبة حاول التراجع، وبدون نظام، لكنهم تعرضوا لهجوم بالأسلحة الخفيفة والقنابل اليدوية وقنابل المولوتوف.
أربع دبابات حاولت الهروب من وراء مسجد سيدي الأربعين، ولكن كمين نصبه جنود من الفرقة 19 مشاة، اضطرهم للتراجع.
تم نقل المصابين في ناقلة جنود مدرعة التي فاجأت المصريين بمرورها من الشارع الرئيسي، واستطاعت أن تعبر من خلاله. طاقم الناقلة ترك الضحايا في وحدة العلاج وحاول العودة والانضمام إلى الكتيبة.
في منتصف الطريق، اصيبت ناقلة الجنود المدرعة بواسطة آر بي جي، مما أسفر عن مقتل رجل وإصابة الآخرين، ولكن تمكن السائق من الخروج من المدينة مرة أخرى.
وفي ناقلة ثانية كانت تقل القتلى والجرحى حاولت أن تخرج من المدينة، فأوقفها إطلاق نار كثيف، ولكن السائق سمعت في المذياع أن المظليين كانوا في طريقهم.
خسر الإسرائيليين 80 قتيل و120 جريح، حاول الإسرائيليين مرتين بعد ذلك الأولى 25 أكتوبر والثانية 28 أكتوبر ولكن تم صدهم. في الثامن والعشرين، أتخذ مراقبي الأمم المتحدة مواقعهم غرب السويس، رئيس الأركان المصري سعد الدين الشاذلي، أشار إلى أن يوم 27 أكتوبر، رفض الإسرائيليين السماح لقوة الطوارئ التابعة للامم المتحدة بالانتقال إلى السويس، كما اعترضوا قافلة مصرية من 109 شاحنة و20 سيارة اسعاف، معركة السويس كانت المعركة الكبرى الأخيرة للحرب.
عندما دخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 24 أكتوبر، قوتين تحت قيادة آدان وماجن طوّقا الجيش الثالث، تواجد الجيش الإسرائيلي على الضفة الشرقية لقناة السويس، مع ثلاثة من الجسور المقامة فوقها، واحتل مساحة تقدر ب 1،600 كيلومتر مربع داخل مصر جنوبا حتى الأدبية، في 28 أكتوبر، وافقت إسرائيل على وقف إطلاق النار.
ويحتفل أهالى السويس بانتصارات ٢٤ أكتوبر من كل عام بتزين الشوراع وإطلاق الصواريخ الألعاب النارية فى سماء السويس وعمل كرنفالات احتفالًا بالعيد القومي السويس.