البابا فرنسيس: الكنيسة هي خيمة تتسع الجميع
قال البابا فرنسيس الثاني، بابا الفاتيكان، إن الكتاب المقدس في أعمال الرسل يذكرنا ببولس الرسول خلال لقاءه مع السيد المسيح وقبولة في كنيسة أورشليم بفضل وساطة برنابا وبدأ يبشّر بالمسيح، لافتًا إلي أن بسبب عداوة البعض أُجبر على الانتقال إلى طرسوس، حيث لحق به بعدها برنابا ليشركه في رحلة كلمة الله الطويلة.
وأضاف "فرنسيس"، في كلمته خلال لقاءه مع المؤمنين، اليوم الأربعاء، في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان، بأن هذه الرحلة قد بدأت بعد اضطهاد قوي، لافتا إلي أن هذا الاضطهاد بدلًا من أن يشكّل عائقًا للبشارة أصبح فرصة لتوسيع المجال لزرع بذرة الكلمة الصالحة.
وتابع قائلًا: أن بولس وبرنابا قد وصلوا إلى أنطاكية، حيث أَقاما سَنةً كامِلةً يعلِّمان ويساعدان الكنيسة على الثبات، وبالتالي أصبحت أنطاكية مركز دفع إرسالي، بفضل البشارة التي من خلالها أثّر هذان المبشران على قلوب المؤمنين في إنطاكيا، حيث سُمِّي التَّلاميذُ أَوَّلَ مَرَّةٍ مَسيحِيِّين.
وأضاف: أن طبيعة الكنيسة التي ليست حصنًا وإنما خيمة قادرة على توسيع مكانها (راجع أشعيا ٥٤، ٢) لتتيح للجميع أن يدخلوا إليها.
وأشار إلي أنَّ الكنيسة في مسيرة وتوسّع مكانها على الدوام لكي يتمكّن الجميع من الدخول إليها "إنها كنيسة أبوابها مفتوحة" (الإرشاد الرسولي "فرح الإنجيل"، عدد ٤٦)، على الدوام، وهي "مدعوّة لتكون على الدوام بيت الآب المفتوح، وبالتالي فإن أراد هكذا أحد إتباع إلهام الروح القدس واقترب بحثًا عن الله لا يجد أمامه برودة الأبواب المغلقة"(الإرشاد الرسولي "فرح الإنجيل"، عدد ٤٧).
وأضاف متسائلًا: لكن لمن هي حداثة هذه الأبواب المفتوحة؟ للوثنيين لأن الرسل كانوا يبشرون اليهود، مؤكدًا أن الوثنيون جاؤوا أيضًا يقرعون على أبواب الكنيسة.
ولفت إلي أن حداثة الأبواب المفتوحة للوثنيين هذه سببت جدالًا كبيرًا، فأكّد بعض اليهود ضرورة اختتام الوثنيين لكي ينالوا الخلاص ومن ثم ينالون المعمودية قائلين: "إِذا لم تَختَتِنوا على سُنَّةِ موسى، لا تَستَطيعونَ أَن تَنالوا الخَلاص" (أعمال ١٥، ١)، مضيفًا: ولكي يحلّا المسألة استشار بولس وبرنابا مجلس الرسل والشيوخ في أورشليم وعُقد ما يعرف بأول مجمع في تاريخ الكنيسة، مجمع أورشليم الذي يتحدّث عنه بولس في رسالته إلى أهل غلاطية.