ماذا تعرف عن "شهب الجباريات" التي ستمطر مصر الليلة؟
"شهب الجباريات" أحد أهم الظواهر الفلكية التي تتكرر مرة كل عام، وهذة السنة ستشهد سماء مصر والوطن العربي، ذروة تساقط تلك الشهب من منتصف ليل اليوم الإثنين 21 أكتوبر الجارى وخلال ساعات قبل ضوء فجر غدا الثلاثاء فى ظاهرة مشاهدة بالعين المجردة.
من ارتفاع 70 إلى 100 كيلو متر
وفي تقرير لها، أكدت الجمعية الفلكية بجدة، أنه فى هذا الوقت من السنة تعبر الكرة الأرضية عبر الجسيمات الغبارية المنتشرة على طول مدار المذنب هالى، والتى تضرب الغلاف الجوى للأرض وتحترق على ارتفاع حوالى 70 إلى 100 كيلومتر وتظهر لنا فى صورة شهب.
كما أضاف التقرير، أنه بشكل عام فإن الجباريات شهب متوسطة تنشط فى الفترة من 2 أكتوبر إلى 7 نوفمبر وقد تنتج عند ذروتها ما يصل إلى 20 شهاب بالساعة الواحدة، ولكن لا يمكن تحديد العدد بدقة، فالشهب مشهورة بمخالفتها التوقعات فقد لا يتعدى العدد المشاهد بضعة شهب أو ربما يكون العدد أكبر من التقديرات من يدرى، ويتوقع أن يشتد نشاطها قبل 3 ساعات من شروق شمس الثلاثاء.
قمر التربيع الأخير
وأشار التقرير إلى أنه سيتزامن مع ذروة شهب الجباريات هذه السنة وجود قمر التربيع الأخير وسوف يتسبب فى طمس بعض الشهب الخافتة، ولكن فى المجمل تميل الجباريات لتكون براقة لحد ما لذلك من الممكن أن يكون العرض جيد.
وأكد تقرير الجمعية الفلكية، أنه لرصد الجباريات يجب أن يكون ذلك من موقع مظلم بعيداً عن أضواء المدن (وليس من البيت) ولا توجد حاجة لاستخدام أى أجهزة خاصة ولكن فقط العين المجردة، حيث تنطلق الشهب ظاهريا من الجزء الشمالى لمجموعة نجوم الجبار (الجوزاء) وهو سبب تسميتها، ولكن يمكن أن تظهر الشهب من أى مكان فى السماء.
المذنب هالي
وفي السياق ذاته، تتساقط هذه الأيام شهب الجباريات بشكل كثيف، ويسببها المذنب "هالي"، حيث تبلغ ذروتها 21 أكتوبرنظراً لمرور الأرض بمنطقة الحزام الغباري للمذنب.
ترتبط الشهب بالمذنبات، فخلال دوران الأرض حول الشمس تصادف أن تمر في الحزام الغباري لأحد المذنبات وبسبب الجاذبية الأرضية تدخل الحبيبات الغبارية والحصى والجليد بالدخول للغلاف الجوي مما يسبب الشهب حال احتراقها .
وقد تمر الأرض خلال دورتها السنوية مرة بمدار المذنب مرة واحدة فيحدث بسبب ذلك المذنب زخة واحدة تتفاوت شدتها من خلال قرب الأرض من نواة الحزام او ضعفها اذا كان القتراب في الحواف.
وفي حال مرور الأرض مرتين بالحزام تحث زختان كما الحال مع مذنب هالي حيث تحدث زخة ايتا الدلويات في مايو ، وزخة الجباريات في اكتوبر.
مكان معتم بدون ضوء
وللحصول على أرصاد جيدة للشهب وإمكانية رؤية لا بأس بها فعلى الراصد أن يبحث عن مكان معتم لا يعكر صفوته أي ضوء مباشر مثل مصابيح الشوارع وأضواء المنازل, لذلك يفضل الخروج إلى المناطق الريفية أو الصحراوية لإمكانية الرصد بشكل جيد, وعند بدء الرصد يفضل النظر إلى مجموعة "العواء" التي تكون فوق الأفق الشرقي الشمالي قبل شروق شمس يوم الجمعة.
والشهب في حقيقة الأمر هي عبارة عن جسيمات صغيرة سابحة في الفضاء لا يزيد حجمها عن حجم حبة الحمص، بل معظمها مثل حبيبات التراب، وعند اقتراب الأرض من هذه الجسيمات تؤثر الجاذبية الأرضية عليها مما يؤدي إلى دخولها الغلاف الجوي بسرعات كبيرة قد تصل إلى 72 كم \ ثانية، أما معدل سرعة شهب الرباعيات لهذا العام فهي 41 كم \ ثانية.
أما ما يراه الراصد أثناء عملية رصد الشهب فهو الضوء الذي تتركه هذه الجسيمات خلفها أثناء دخولها للغلاف الجوي الأرضي بسرعات كبيرة. وهذا الذيل الذي يراه الراصد ما هو إلا نهاية حياة هذه الجسيمات حيث تتحول بعدها إلى ذرات غبارية متناهية الصغر تستقر في نهاية مطافها على سطح الأرض، وقد تتلاشى على ارتفاعات عالية.
وبالنسبة للضوء الذي يراه الراصد أثناء رصد الشهب فلا يكون في الفضاء الخارجي بل هو عبارة عن ظاهرة تحدث في الطبقات العليا للغلاف الجوي, حيث يظهر الذيل اللامع الناتج عن دخول المادة الشهابية في الغلاف الجوي على ارتفاع يتراوح بين 115 إلى 70 كم فوق سطح الأرض، وينتج هذا الضوء عن تأين الغازات الجوية, ويكون بالتالي داخل الغلاف الجوي لكوكب الأرض وليس في الفضاء الخارجي.