بعد الاتفاق الأمريكي التركي.. "أردوغان" يواصل الانتهاكات في سوريا
رغم الاتفاق الأمريكي التركي بشأن تعلق أنقره هجومها في شمال سوريا لـ5 أيام، فيما ينسحب المقاتلون الأكراد من المنطقة، إلا أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لم ينفذ الاتفاق، مواصلًا انتهاكاته على الأراضي السورية، حيث يعتقل معارضي العدوان، واستهداف المنطقة.
وشنت تركيا عدوانًا عسكريًا، الأربعاء قبل الماضي، على الشمال السوري؛ ما أسفر عن حملة إدانات دولية واسعة للعدوان التركي، وتهديدات أمريكية بضرب الاقتصاد التركي.
الاتفاق التركي الأمريكي
البداية، حينما أعلن نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس، التوصل إلى اتفاق مع تركيا، لوقف العدوان على شمال سوريا، حيث تضمن وقف تركيا العملية العسكرية للسماح بانسحاب وحدات حماية الشعب الكردية خلال 120 ساعة.
كما أن الولايات المتحدة ستعمل مع الوحدات الكردية لتأمين انسحابها بعمق 20 ميلا (32 كيلومترا) عن الحدود السورية التركية، وتضمن عدم دخول تركيا في عمل عسكري بمدينة كوباني السورية التي دخلتها قوات سورية.
وتضمن الاتفاق، إنهاء العملية العسكرية التركية عند اكتمال انسحاب الأكراد، وأن الولايات المتحدة لن يكون لها جنود على الأرض في سوريا.
كما تضمن التزام أمريكا وتركيا، بالتوصل لاتفاق سلمي بشأن المنطقة الآمنة في سوريا، يضمن أمن أنقرة والأكراد، وحماية الأقليات في شمال سوريا، وحماية السجون هناك، فضلًا عن هزيمة تنظيم "داعش" هو الهدف المشترك، وتراجع الولايات المتحدة عن فرض عقوبات إضافية على تركيا.
واعتبر نائب الرئيس الأمريكي أن "ما تم الاتفاق عليه سيخدم مصلحة الأكراد في سوريا، ويؤسس لمنطقة عازلة طويلة الأمد".
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الجمعة: "إذا تم الوفاء بالوعود حتى مساء يوم الثلاثاء، فسيتم حل مشكلة المنطقة الآمنة. وإذا فشل الأمر، فستبدأ العملية في اللحظة التي تنتهي فيها المائة وعشرون ساعة".
14 قتيلا مدنيا حصيلة جديدة
ورغم الاتفاق الأمريكي التركي، إلا أن أردوغان يواصل انتهاكاته، حيث قتل 14 مدنيًا، مساء أمس الجمعة، إثر قصف القوات التركية والفصائل السورية الموالية لها في شمال شرق سوريا، رغم اتفاق لوقف إطلاق النار في العدوان الذي تشنه أنقرة على المقاتلين الأكراد.
وبعد ساعات على إعلان واشنطن اتفاقًا لوقف إطلاق النار، شنّ الطيران التركي غارة جوية أسفرت عن مقتل مدنيين في مناطق سيطرة الأكراد في شمال شرقي سوريا مع استمرار الاشتباكات المتقطعة في مدينة حدودي.
اعتقال معارضي العدوان
كما قامت القوات التركية بقيادة رجب طيب أردوغان، باعتقال 34 تركيًا، لاحتجاجهم ضد عدوان بلادهم على الأراضي السورية، من خلال منشورات على حساباتهم بمواقع التواصل الاجتماعي.
واستمرت السلطات التركية، في انتهاكاتها واعتقلت مئات المواطنين الأتراك بدعوى تأييدهم لجماعة إرهابية والترويج لها على مواقع التواصل الاجتماعي، من خلال منشوراتهم المتعلقة بانتقاد العدوان التركي شمال سوريا.
واقتحمت شرطة العمليات الخاصة منازل هؤلاء الأشخاص واعتقلت الكثير منهم، بحجة اتخاذ التدابير الوقائية اللازمة بخصوص الأمن العام للدولة، وذلك على مدار اليوم في جميع انحاء البلاد.
التصعيد في سوريا
استمر الجيش التركي، والعناصر المسلحة الموالية له، في موجة التصعيد، مستهدفة مدنا وقرى بشمال سوريا، ما أسفر عن وقوع ضحايا من المدنيين، رغم التدخل الأمريكي، والاتفاق المبرم مع تركيا لوقف إطلاق النار.
ولم يلتزم الجيش التركي والفصائل المسلحة، بوقف إطلاق النار، واستهدفت أحياء سكنية من خلال قصف عشوائي في رأس العين والقرى المحيطة.
خرق بنود الاتفاق
واتهمت سوريا الديمقراطية، تركيا بخرق بنود اتفاق وقف إطلاق النار، الذي توسطت فيه الولايات المتحدة، وقالت إن بعض بنود الاتفاق بحاجة إلى مزيد من المناقشات مع واشنطن، وذلك بعد قصف مدينة رأس العين وبلدة عين عيسى بشمال شرق سوريا.