أمريكا تطلب التزام "الهدنة" وتشدد على الانسحاب من شمالي سوريا
طالبت أمريكا، اليوم السبت، الأتراك والأكراد بالالتزام باتفاق وقف إطلاق النار المعلن في سوريا، فيما أكدت على استمرار انسحاب القوات الأمريكية من شمالي سوريا.
ورغم وصف الرئيس
الأميركي الوضع في سوريا بالهش للغاية، أكد دونالد ترامب وجود رغبة فعلية من الأتراك
والأكراد لإنجاح وقف إطلاق النار.
وأوضح ترامب أن
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أكد خلال اتصال هاتفي عزمه على تنفيذ وقف إطلاق النار.
من جانبه، أكد
وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، عقب لقاء جمعه بالأمين لحلف الناتو أن على الجانبين
التركي والكردي أن يأخذوا على محمل الجد الالتزامات التي قطعوها على أنفسهم.
بدوره أعرب الأمين
العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، عن أمله في أن يساهم إعلان وقف إطلاق النار
في تهدئة الأوضاع على الأرض.
ونقل وزير الدفاع
الأميركي مارك أسبر، إلى نظيره التركي، الحرص على الالتزام بالاتفاق، داعيا إياه إلى
ضرورة الالتزام بسلامة المدنيين في مناطق سيطرة القوات التركية.
وأكد أسبر أن الجيش
الأميركي يواصل تنفيذ انسحابه من شمال شرق سوريا بشكل مدروس نافيا مشاركة القوات الأميركية
البرية في إقامة المنطقة الآمنة في سوريا.
المنطقة الآمنة
وتأتي تصريحات
أسبر عقب إعلان أردوغان اعتزام أنقرة إقامة 12 موقع مراقبة شمال شرقي سوريا، مؤكدا
أن "المنطقة الآمنة" المزمعة ستمتد لمسافة أكبر بكثير من تلك، التي ذكرها
مسؤولون أميركيون في اتفاق هش لوقف إطلاق النار.
وبعد أقل من
24 ساعة من موافقته على هدنة لخمسة أيام للسماح للقوات الكردية بالانسحاب، شدد أردوغان
على استمرار مساعي أنقرة لتأسيس وجود لها بطول 440 كيلومترا تقريبا داخل الحدود السورية.
وفي منطقة الحدود،
ترددت أصداء قصف قرب مدينة رأس العين السورية صباح الجمعة على الرغم من اتفاق الهدنة
الذي تم التوصل له، الخميس.
وقال متحدث باسم
القوات التي يقودها الأكراد إن تركيا تنتهك وقف إطلاق النار وتستهدف مواقع مدنية في
المدينة.
لكن مراسلين من
رويترز على الحدود قالوا إن القصف تراجع بحلول منتصف النهار وقال مسؤول أميركي إن أغلب
القتال توقف على الرغم من أن "الهدوء التام للأوضاع سيستغرق وقتا".
وتقضي الهدنة،
التي أعلن عنها نائب الرئيس الأميركي، مايك بنس، بوقف القتال لمدة 5 أيام من أجل السماح
لقوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد بالانسحاب من "المنطقة الآمنة"
التي تسيطر عليها القوات التركية.
ورغم التعقيد الكبير
الذي يشوب الأزمة شمالي سوريا، يبدي أطراف النزاع حرصا على الالتزام باتفاق وقف إطلاق
النار الذي يرى البعض أنه يرضي في جانب كبير منه معظم الأطراف.