نزوح مئات السوريين إلى العراق رغم موافقة أنقرة على تعليق "نبع السلام"
أعلنت الأمم المتحدة، مساء اليوم الجمعة، عن استمرار نزوح مدنيين من بعض المناطق السورية الحدودية مع تركيا، رغم موافقة أنقرة على تعليق عمليتها العسكرية هناك.
وقال ينس لايركي، المتحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، في موجز صحفي في جنيف: "على الرغم من إعلان وقف إطلاق النار، كانت المعلومات لا تزال ترد صباح اليوم عن عمليات قصف واشتباكات متفرقة في منطقة رأس العين، مع ورود تقارير تؤكد هدوء الوضع في أماكن أخرى".
من جانبه، قال أندريه ماهيسيتش، المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، إن "مئات الأشخاص لا يزالون يصلون، لليوم الخامس على التوالي، إلى العراق من شمال شرق سوريا".
وأشار ماهيسيتش، إلى أن نحو 730 نازحا عبروا الحدود السورية العراقية ليلة الجمعة، إضافة إلى 1.6 ألف نازح سوري وصلوا إلى العراق خلال الأيام الأربعة السابقة.
وناشدت المفوضية مجددا جميع أطراف النزاع ضمان أمن المدنيين والبنية التحتية المدنية، إضافة إلى طلب عدم عرقلة وصول فرق إنسانية إلى النازحين القادمين.
الاتفاق الأمريكي التركي
ووافقت تركيا، يوم أمس الخميس، على وقف هجومها في سوريا لمدة خمسة أيام للسماح بانسحاب القوات الكردية من "منطقة آمنة" سعت تركيا طويلا للسيطرة عليها، وذلك في إطار اتفاق أشادت به إدارة ترامب ووصفته تركيا بأنه انتصار كامل.
الهجوم التركي على سوريا
وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن بلاده أطلقت عملية عسكرية باسم "نبع السلام" شمال شرقي سوريا، "لتطهير هذه الأراضي من الإرهابيين" في إشارة إلى "وحدات حماية الشعب" الكردية، التي تعتبرها أنقرة ذراعا لـ"حزب العمال الكردستاني" وتنشط ضمن "قوات سوريا الديمقراطية"، التي دعمتها الولايات المتحدة الأمريكية في إطار حملة محاربة تنظيم "داعش" الإرهابي.
وجرى إطلاق هذه العملية، التي تعتبر الثالثة لتركيا في سوريا، بعد أشهر من مفاوضات غير ناجحة بين تركيا والولايات المتحدة الأمريكية حول إقامة "منطقة آمنة" شمال شرقي سوريا، لحل التوتر بين الجانب التركي والأكراد سلميا، لكن هذه الجهود لم تسفر عن تحقيق هذا الهدف بسبب خلافات بين الطرفين حول عمل هذه الآلية.
وبدأت تركيا تنفيذ عمليتها الجديدة بعد إعلان الولايات المتحدة الأمريكية، عن سحب قواتها من شمال شرقي سوريا بقرار من الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في خطوة انتقدها الأكراد بشدة على الرغم من وعده بتدمير اقتصاد تركيا حال "تجاوزها الحدود".