زعماء الاتحاد الأوروبي يسعوا لتكوين جبهة مشتركة ضد تركيا
ينوي زعماء الاتحاد الأوروبي إلى تكوين جبهة مشتركة ضد تركيا، حليفتهم في حلف شمال الأطلسي، في قمة اليوم الخميس، والتنديد بهجوم أنقرة في شمال سوريا، والبحث كذلك عن سبل أخرى للضغط عليها للانسحاب.
وذلك بعد أيام من موافقة حكومات الاتحاد الأوروبي، ومعظمها أعضاء في حلف الأطلسي، على تعليق مبيعات السلاح الجديدة لتركيا، في خطوة غير مسبوقة مع بلد عضو بالحلف، يرغب زعماء التكتل في استخدام قمة بروكسل لتوجيه رسالة دبلوماسية قوية.
وتحدث جوزيبي كونتي، رئيس الوزراء الإيطالي، للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لأكثر من ساعة قبل سفره إلى بروكسل، وحثه على وقف الهجوم، الذي تقول أوروبا إنه يزيد تعقيد الحرب السورية الدائرة منذ أكثر من ثمانية أعوام.
وقال كونتي للصحفيين: "أكدت مجدداً على مطالبة إيطاليا بوقف هذه العملية العسكرية، وطلبت منه أردوغان سحب القوات إلى الأراضي التركية" في إشارة إلى الهجوم التركي على شمال شرق سوريا، الذي يسيطر عليه الأكراد.
وأضاف: "هذه المبادرة تهدد بزعزعة استقرار المنطقة بدرجة أكبر وتهدد المجتمع، الذي تضرر بالفعل بشدة بسبب الحرب".
وواصلت تركيا هجومها حتى الآن بينما تحرك الجيش السوري المدعوم من روسيا إلى مناطق استراتيجية أخلتها القوات الأمريكية، التي انسحبت بناء على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المفاجئ في وقت سابق من أكتوبر الجاري.
وأثار الهجوم الأحادي الجانب غضب واشنطن وحلفاء تركيا الأوروبيين في حلف الأطلسي، الذين يخشون عودة تنظيم "داعش" الإرهابي من جديد، ويشعر الأوروبيون بقلق خاص من احتمال عودة مقاتلين أجانب من التنظيم إلى أوروبا.
وقال رئيس الوزراء الإيطالي: "خرج بعض الإرهابيين من مراكز الاحتجاز" بعد انطلاق العمليات العسكرية التركية.
وقال رئيس وزراء بلغاريا بويكو بوريسوف، إنه رغم ترشيح تركيا الرسمي لعضوية الاتحاد الأوروبي واستضافتها نحو 3.6 ملايين لاجئ سوري على أراضيها، فإنه لا يستطيع تأييد العمل العسكري.
وقال بوريسوف: "أيدناهم في كل الأمور الأخرى، لأننا شركاء في حلف الأطلسي، ونحن جيران ووفروا لنا الحماية من موجات الهجرة. لكن في الحرب، لا يجب أن يتوقعوا تأييدنا".
ورغم أن الاتحاد ليس له دور عسكري في سوريا، إلا أنه يقول، إن قرار ترامب بسحب القوات الأمريكية سمح للرئيس السوري بشار الأسد ولحلفائه الروس والإيرانيين، باستعادة السيطرة على أراض كانت بعيدة عن سيطرتهم.
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إنه يأمل في موقف موحد لزعماء الاتحاد ضد الهجوم التركي، وتأييد الحظر على بيع الأسلحة والذخيرة لأنقرة، رغم أنه لم يصل إلى حد حظر كامل على السلاح، مضيفاً إن "الهجوم يسبب أزمة إنسانية".
تجميد أوسع على مبيعات السلاح
تقول أرقام مكتب إحصاءات الاتحاد الأوروبي يوروستات، إن الاتحاد صدر أسلحة وذخيرة لتركيا بـ45 مليون يورو (50 مليون دولار) في العام الماضي منها صواريخ، مشيراً إلى أن إيطاليا سجلت أكبر المبيعات تلتها إسبانيا، وبريطانيا، وألمانيا.
وذكر المكتب أن مبيعات الطائرات لتركيا، رغم أنها ليست عسكرية كلها، بلغت 1.4 مليار يورو في العام الماضي، والاتحاد الأوروبي أكبر مستثمر أجنبي في تركيا.
ودعا ديفيد ساسولي، رئيس البرلمان الأوروبي، إلى توسيع نطاق الاتفاق الأوروبي على تعليق مبيعات الأسلحة لتركيا ليشمل إلغاء العقود الحالية.
ووافق وزراء خارجية الاتحاد في وقت سابق من هذا الأسبوع، على إعداد عقوبات اقتصادية على أنقرة لكنها ترتبط بتنقيبها عن النفط والغاز قرب قبرص.