انطلاق المفاوضات بين وفدين الحكومة السودانية وفصائل الجبهة الثورية بعد تأجيلها
بدأت اجتماعات التفاوض المباشر بين وفد الحكومة السودانية ووفد فصائل الجبهة الثورية، اليوم الخميس، في عاصمة جنوب السودان جوبا، وذلك بعد تعثرها ليومين، وبدأت الاجتماعات لمناقشة منهجية تحديد الإطار الزمني للعملية التفاوضية.
ويرأس وفد الحكومة السودانية، عضو المجلس السيادي محمد حمدان دقلو (حميدتي)، فيما يتولى الهادي إدريس رئاسة وفد فصائل الجبهة الثورية.
وتبدأ، غداً الجمعة، الاجتماعات مع الحركة الشعبية قطاع الشمال بقيادة فصيل عبد العزيز الحلو، وكانت المفاوضات قد تعثرت لمدة يومين، بعد أن كان مقررا انطلاقها في الخامس عشر من أكتوبر الجاري، بسبب اتهامات كالتها حركة الحلو للحكومة السودانية، بحدوث خروقات في مناطق نفوذها بجبال النوبة.
وجاء ذلك بعد أن أصدر رئيس المجلس السيادي في السودان، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، يوم أمس الأربعاء، مرسوما دستوريا بوقف إطلاق النار في جميع أنحاء البلاد.
وقال مصدر عسكري رفيع، إن القرار يأتي كمبادرة إيجابية، بعد إعلان الحركة الشعبية لتحرير السودان قطاع الشمال بقيادة عبد العزيز الحلو، يوم الثلاثاء الماضي، تمديد وقف إطلاق النار المعلن من جانبهم قبل شهر لمدة 6 أشهر أخرى.
انطلاق مفاوضات السلام
انطلقت مفاوضات السلام بين الحكومة الانتقالية السودانية والحركات المسلحة، يوم الاثنين الماضي، في مدينة جوبا عاصمة جنوب السودان، والتي تهدف إلى إنهاء الحروب الأهلية الدائرة في أجزاء متفرقة من البلاد منذ سنوات.
هذا وقد بدأت المفاوضات بجلسة افتتاحية حضرها الرئيس الأوغندي يوري موسفيني، ورئيس وزراء اثيويبا أبي أحمد، ورئيس الوزراء المصري مصطفي مدبولي.
وترأس الجلسة الافتتاحية رئيس حكومة جنوب السودان سلفاكير ميارديت، وعبد الفتاح البرهان رئيس المجلس السيادي السوداني.
وأكد عبد الفتاح البرهان في كلمته خلال الجلسة، على أنهم ملتزمون بالتوصل للسلام في موعد محدد.
وأبدى رئيس المجلس السيادي السوداني تطلعه، لأن تكون هذه الجولة فرصة لوضع حل نهائي لأزمة الحكم في السودان، مشيراً إلى ضرورة وضع كل القضايا على الطاولة ليتم وضع حل نهائي.
من جانبه، قال رئيس وزراء إثيوبيا أبي أحمد في كلمته، إن حوار جوبا هو تكملة للمصالحة الوطنية، التي نشأت بفعل الثورة السودانية، ويجب علينا في منطقتنا الأفريقية أن نعتمد الحوار سبيل وحيد لحل جميع مشاكلنا فبالحوار تم المصالحة مع إرتريا.
وقال رئيس حكومة الجنوب سلفاكير مياريت، "المشاكل السياسية لاتحل عبر البندقية والحلول لا يمكن أن تكون فردية هي نتاج لحوار الجميع."
وأضاف سلفاكير: "أطالبكم بالتفاوض بجدية وتقديم التنازلات المتبادلة وصولا للسلام".
ومن جهته، أكد رئيس يوغندا يوري موسفيني، على ضرورة معالجة خطأ التشخيص للازمة السودانية وعدم انفاق وقت طويل.
وأضاف موسفيني، المشكلة واضحة ولا تحتاج لكل هذا الوقت ويجب تقديم المصلحة، ودعا المتفاوضين لعدم اضاعة الوقت والوصول لحلول سريعة لمصلحة الشعب السوداني.
من جانبه، أوضح الهادي إدريس، رئيس الجبهة الثورية: أن الثورة السودانية أوجدت مناخا مناسبا للسلام، وأنه قد حان الوقت لتجاوز اخفاقات الماضي وانهاء التهميش ومخاطبة جذور الأزمة، مضيفاً "بأن الحبهة الثورية تعلن عن استعدادها لتفاوض جوبا وملتزمة بإعلان جوبا".
ونجحت الأطراف السودانية عبر وساطة رئيس جنوب السودان، في الاتفاق على خريطة طريق تمهد للعملية التفاوضية بعد يومين من بدء التفاوض بوصول وفد المجلس السيادي الانتقالي إلى جوبا.