البابا فرنسيس: لا يمكن للمبشر أن يكون عائقًا أمام عمل الله المبدع
قال البابا فرنسيس الثاني، إن رحلة الإنجيل في العالم التي يرويها القديس لوقا في كتاب أعمال الرسل مع إبداع الله الذي يظهر بأسلوب مفاجئ، مؤكدًا أن القديس لوقا يريد أن يتخطّى أبناءه كل التفاصيل والخصائص لكي ينفتحوا على شموليّة الخلاص، لافتًا الي أن الذين ولدوا مجدّدًا من الماء والروح هم مدعوون للخروج من ذواتهم والانفتاح على الآخرين وعيش القرب وأسلوب العيش معًا الذي يحوّل كل علاقة شخصية إلى خبرة أخوّة.
وأضاف " فرنسيس" في كلمته خلال مقابلته العامة مع المؤمنين في ساحة القديس بطرس، اليوم الأربعاء، في الفاتيكان، أن الشاهد يقول عملية الأخوّة التي يريد الروح القدس أن يُفعِّلها في التاريخ هو بطرس، رائد أعمال الرسل مع بولس.
وتابع قائلًا: يعيش بطرس حدثًا يطبع تحوّلًا حازمًا لحياته، وفيما كان يصلّي نال رؤية شكّلت نوعًا من "الاستفزاز" الإلهي ليولّد فيه تغيير ذهنية، ولقد رأى وِعاءً كَسِماطٍ عَظيمٍ نازِلًا يتدَلَّى إلى الأَرضِ بِأَطرافِه الأَربَعة، وكانَ فيه مِن جَميعِ ذَواتِ الأَربَعِ وزَحَّافاتِ الأَرضِ وطُيورِ السَّماء، وإذا صوت يقول له بأن يأكل من هذه اللحوم؛ ولكنه كيهودي صالح أجاب مؤكّدًا أنّه لم يأكل قط نجسًا أو دنسًا كما تطلب شريعة الرب، وعندها عادَ إِلَيه صَوتٌ فقالَ له ثانِيًا: "ما طَهَّرَهُ الله، لا تُنَجِّسه أَنتَ" (أعمال ١٠، ١٥)، وهذا ما قاله يسوع أيضًا بوضوح.
وأكد بابا الفاتيكان، أنّه لا يمكن للمبشر أن يكون عائقًا لعمل الله المبدع الذي يريد "أن يخلص جميع البشر" (١ تيم ٢، ٤)، بل عليه أن يكون شخصًا يعزز لقاء القلوب مع الرب، متسائلًا كيف نحن نتصرّف مع إخوتنا لاسيما مع الذين ليسوا مسيحيين؟ هل نحن عائق للقائهم مع الله؟ هل نعيق لقاءهم مع الآب أم أننا نسهّله؟
وأضاف قائلا: بهذا الأمر يريد الرب من بطرس ألا يقيّم الأحداث والأشخاص بعد الآن بحسب فئتي الطاهر والنجس وإنما أن يتعلّم أن يذهب أبعد لينظر إلى الشخص وإلى نوايا قلبه، لافتا الي ان ما ينجِّس الإنسان في الواقع لا يأتي من الخارج وإنما فقط من الداخل، من القلب، وبعد تلك الرؤيا دعا الله بطرس إلى بيت غريب غير مختون، "قائِد المِائةِ قُرنيلِيوس رَجُل صِدّيق يَتقي الله" يتصدّق على الشعب ويصلّي دائمًا إلى الله. ولكنّه لم يكن يهوديًّا.