الاتحاد الأوروربي يحث تركيا على إنهاء العمليات العسكرية في سوريا
حثت دول الاتحاد الأوروبي في الأمم المتحدة،
تركيا على الإنهاء الفروي للعمليات العسكرية في شمال سوريا.
وقال رئيس البعثة الألمانية لدى الأمم المتحدة،
كريستوفر هوسغين، نيابة عن جميع بعثات الاتحاد الأوروبي: "بالنيابة عن أعضاء الاتحاد
الأوروبي الخمسة في مجلس الأمن (بريطانيا العظمى وفرنسا وألمانيا وبولندا وبلجيكا)
وإستونيا ، أود أن أقول: يدين أعضاء الاتحاد الأوروبي العملية العسكرية لتركيا في شمال
شرق سوريا، ويحثون تركيا على وضع حد لها".
وفي السياق ذاته، أعلن ممثل روسيا الدائم
لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، اليوم الأربعاء، أن موسكو تتفهم قلق تركيا على
أمنها، لكنها تعتقد أن العملية التركية في سوريا يجب أن تتناسب مع الأهداف.
وقال نيبينزيا للصحفيين: "نحن نتفهم
قلق تركيا على أمنها الوطني، لكننا نعتقد أن العملية التي يجرونها يجب أن تتناسب مع
الأهداف المعلنة".
وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن
بلاده أطلقت عملية عسكرية باسم "نبع السلام" شمال شرقي سوريا "لتطهير
هذه الأراضي من الإرهابيين" في إشارة إلى "وحدات حماية الشعب" الكردية،
التي تعتبرها أنقرة ذراعا لـ"حزب العمال الكردستاني" وتنشط ضمن "قوات
سوريا الديمقراطية" التي دعمتها الولايات المتحدة في إطار حملة محاربة "داعش".
وجرى إطلاق هذه العملية، التي تعتبر الثالثة
لتركيا في سوريا، بعد أشهر من مفاوضات غير ناجحة بين تركيا والولايات المتحدة حول إقامة
"منطقة آمنة" شمال شرقي سوريا لحل التوتر بين الجانب التركي والأكراد سلميا،
لكن هذه الجهود لم تسفر عن تحقيق هذا الهدف بسبب خلافات بين الطرفين حول عمل هذه الآلية.
وبدأت تركيا تنفيذ عمليتها الجديدة بعد
إعلان الولايات المتحدة، عن سحب قواتها من شمال شرقي سوريا بقرار من الرئيس الأمريكي،
دونالد ترامب، في خطوة انتقدها الأكراد بشدة على الرغم من وعده بتدمير اقتصاد تركيا
حال "تجاوزها الحدود".
ويذكر أن فرض الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب عقوبات على تركيا شملت وزارتي الدفاع والطاقة، ووزراء الطاقة والدفاع والداخلية، كما أوقف مفاوضات تجارية معها، عقب الانتقادات التي تعرض لها، واتهامه بالتخلي عن الأكراد.
وجاء بيان الرئيس الأميركي عقب إدانة دول الاتحاد الأوروبي، الإثنين، العملية التركية العسكرية في سوريا، وأكدت أن العملية سيكون لها "عواقب وخيمة"، وذلك في اجتماع لوزراء خارجيته.
وأفاد بيان مشترك للتكتل صدر خلال اجتماع لوزراء خارجيته في لوكسمبورغ أن "الاتحاد الأوروبي يدين تحركات تركيا العسكرية التي تقوّض بشكل جدي الاستقرار والأمن في المنطقة برمتها".
وتعهدت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بتعليق صادرات الأسلحة إلى تركيا، لكنها لم تصل إلى حد فرض حظر شامل من الاتحاد على مبيعات السلاح، كما كانت تسعى ألمانيا وفرنسا.
وأكد المجلس الأوروبي في البيان إن العملية العسكرية التركية في شمال سوريا لها "عواقب وخيمة"، مشيرا إلى أن بعض دول الاتحاد أوقفت صادرات الأسلحة.
وشدد أردوغان، في حديثه أمام البرلمان التركي، على أن قوات بلاده ستتوغل 35 كيلومترا داخل الأراضي السورية، لكن العملية ستتوقف في حال ألقى المقاتلون الأكراد أسلحتهم وتوفير "منطقة آمنة" على الحدود بين البلدين.
وجاءت تعليقات أردوغان الأخيرة بينما تبدأ العملية العسكرية التركية في شمال سوريا أسبوعها الثاني.
ورفض الرئيس التركي، في وقت سابق، الدعوات التي تطالبه بوقف إطلاق النار في شمال سوريا، قائلا إن العملية العسكرية ضد المقاتلين الأكراد ستستمر بالرغم من العقوبات التي فرضتها واشنطن.
وأكد أنه لن يتفاوض أبدا مع الأكراد، وإنه عازم على إنشاء منطقة آمنة على الحدود بين تركيا وسوريا.