"إخماد 80% من الحرائق".. ماذا يحدث في لبنان؟

تقارير وحوارات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


توالت الأحداث في لبنان، عقب الحرائق التي اجتاحت عددًا من المناطق، والتهمت مساحات كبيرة من الغابات والمزروعات والأشجار، كما حاصرت الكثير من المنازل، فيما لا تزال هناك بعض "الجيوب" التي تشتعل بين الحين والآخر، نتيجة الظروف المناخية.

وبدأت الحرائق، جراء الارتفاع الكبير فى درجات الحرارة المصحوب برياح جافة شديدة وصلت إلى 50 كم/ساعة ساهمت في انتشار الحرائق وتنقلها بين الأماكن، على نحو استنفرت معه أجهزة الدولة اللبنانية للسيطرة على الحرائق وطلب الاستعانة بطائرات قبرصية متخصصة فى إخمادها. وتدخلت طائرات مروحية تابعة للقوات المسلحة اللبنانية بشكل متواصل، لإخماد الحرائق، كما استعان المواطنون بصهاريج المياه وكذلك مياه حمامات السباحة في المنازل الكبيرة في إطار محاولاتهم لمساعدة قوات الدفاع المدني.

وتسببت الحرائق في موجة نزوح محدودة من عدد من المنازل لا سيما في منطقة (المشرف) بمدينة الشوف الجبلية في محافظة جبل لبنان، حيث حاصرت ألسنة اللهب عددا من المنازل على نحو اضطر معه المواطنون إلى ترك منازلهم وإخلائها، كما اضطرت جامعة بيروت العربية إلى إيقاف الدراسة في فرع الجامعة بمنطقة الدبية بمحافظة جبل لبنان، خشية تطور الوضع وتوسع الحرائق قرب حرم الجامعة.

إخماد 80% من الحرائق
لا تزال هناك بعض "الجيوب" التي تشتعل بين الحين والآخر، نتيجة الظروف المناخية، بعد  مرور نحو 48 ساعة من الحرائق المستعرة، كما تلعب التضاريس الجغرافية للمنطقة، المعروفة بوعورتها، دورا في انتشار الحرائق، نظرا لصعوبة وصول الأجهزة المعنية والمتطوعين إليها وإخمادها.

وتمت السيطرة على نحو 80 بالمئة من الحرائق التي اندلعت في الساعات الـ48 الماضية، موضحة أن هذا كان بفضل الأمطار، التي لعبت دورا فاق الجهود الخجولة من المؤسسات المعنية في لبنان، أو الطائرتين اللتين جاءتا من قبرص للمشاركة في إخماد الحرائق،وفق ما قالت سكاي نيوز.

الرئيس اللبناني يتابع التطورات
ويتابع الرئيس اللبناني العماد ميشال عون، منذ صباح الأربعاء، التطورات المتعلقة بالحرائق،وتلقى تقارير حول أوضاع القرى والبلدات التي استهدفتها، والاجراءات التي اتخذت لمساعدة العائلات التي اضطر افرادها الى ترك منازلهم بعد محاصرتها بالنار. وقالت الرئاسة اللبنانية في بيان صحفىي، إن عون أطلع على معلومات اولية عن الأضرار التى خلفتها النيران وتفاصيل عمليات مكافحة النار وتبريد الأراضى فى المناطق المحترقة، كما يتابع عون التجاوب الذي لقيه لبنان من عدد من الدول التي سارعت إلى مساعدة الأجهزة والقوى اللبنانية في إخماد الحرائق، لا سيما من قبرص والأردن واليونان، منوها بالدعم الذى تحقق فى هذا المجال.

طرد وزير لبناني من مقر لجمع مساعدات للمتضرري
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، فيديو لحادث طرد الوزيرالبناني غسان عطا الله، من غرفة عمليات أنشأه متطوعون لمساعدة عناصر الدفاع المدني على إخماد الحرائق فى منطقة جبل لبنان. وأشار بعض شهود العيان أن بعض الأهالى كانوا يقومون بجمع المساعدات للمتضررين من حرائق المنطقة، إلاّ أنهم رفضوا تواجده مشددين على أنهم لا يريدون أي مسؤول من السلطة القائمة، وهتفوا: "فلّوا ما اضطر الوزير إلى المغادرة".

وتسبب الحادث في حالة من الفوضى داخل المطعم مقر الحادث، حيث قام عدد من مرافقي الوزير سحب السلاح داخل القاعة وقاموا بالاعتداء بالضرب على بعض الحاضرين قبل مغادرة الوزير المكان من باب خلفي".

من جهته استنكر الوزير اللبناني الإشكال الذي حصل معه في الدامور، وأكد أن الهدف من زيارته إلى هناك هو للثناء على أداء وعمل المتطوعين لا سيما في ظل هذه الكارثة التي ألمت بالمنطقة، قائلاً  في تصريحات له بقناة الجديد اللبنانية :"كل ما كنا نفعله أننا نحاول أن نقول "يعطيكم العافية" لكل الذين يعملون على الأرض ونقف عند خاطرهم. للأسف بعض الغوغائيين تصرّفوا بطريقة همجية. الحضاريون اعتذروا واعتبروا أن ما حصل لا يمثّلهم، الا أن البعض الآخر اعتبروا أنهم يحتكرون العمل والنشاط لهم".

نائب لبناني يثير الجدل
وأثارت تصريحات النائب اللبناني، ماريو عون، الجدل في لبنان بعد تصريحاته الطائفية لقناة لبنانية بشأن الحرائق، قائلاً فى تصريحاته:"فيه علامات استفهام كبيرة وهي "ليش الحرايق ما بطال غير مناطق مسيحية"، ما أعتبره البعض تصريح طائفي لا مجال له، في ظل هذه الكارثة التي أصابت الشعب بالكامل.