حراسة مشددة على قنابل أمريكية بـ"أنجرليك" التركية خوفاً من سرقتها
أعلن موقع "ذا درايف" الأمريكي، اليوم الثلاثاء، أن الولايات المتحدة الأمريكية نشرت قنابل نووية من طراز "B61" في قاعدة إنجرليك التركية على حدود سوريا، خلال الحرب الباردة كجزء من خطة أوسع للدفاع عن دول حلف شمال الأطلسي.
وأكدت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، صباح اليوم الثلاثاء، على أن مسؤولي وزارتي الطاقة والخارجية في الولايات المتحدة كانوا يراجعون سرا خلال الأيام الماضية خططا لإجلاء حوالي 50 من الأسلحة النووية التكتيكية، التي خزنتها واشنطن تحت سيطرة أمريكية، في قاعدة إنجرليك الجوية بتركيا، والتي تقع على بعد 250 ميلا من الحدود السورية.
وأوضح "ذا درايف" الأمريكي، في تقرير له، أن "هناك ما بين 150 و200 قنبلة من هذا النوع تنتشر بين بلجيكا وألمانيا وإيطاليا وهولندا وتركيا".
وأكد الموقع الأمريكي، على أن هناك عددًا من التدابير الأمنية المعمول بها للحد من المخاطر المتعلقة بهذا النوع من القنابل، حال محاولة أي شخص سرقة إحداها وإطلاقها.
وقال، إن "كل قنبلة تحتوي على آلية قفل مشفرة تُعرف باسم أجهزة تفعيل الرؤوس النووية، والتي تتطلب رمزًا كوديا مؤلفا من 12 رقمًا من أجل تفعيلها".
ويمكن للقوات الأمريكية وقف تفعيلها أيضًا باستخدام رمز تعطيل آخر مختلف، وهذا لا يعني أنه لا توجد مخاطر، مثل قيام شخص ما بتحويل السلاح إلى شكل من أشكال القنابل القذرة، وفق الموقع الأمريكي.
لكن الموقع استدرك: "من غير المرجح أن تتعرض هذه القنابل النووية، التي يبلغ وزنها 700 رطل للسرقة من المنشأة".
وقال، إن السلطات الأمريكية تتخذ تدابير أمنية مشددة، حيث إن منطقة تخزين هذة القنابل داخل أقبية تحت الأرض، ومحاطة بسورين أمنيين مزودين بكاميرات مراقبة، ناهيك عن العدد الكبير من الجنود المدججين بالسلاح، كما تلقى المرفق تحديثات مؤخرا لجعله أكثر تأمينا ضد محاولات اختراقه.
وأكد التقرير على أن "الموقف المعادي لأمريكا، الذي اتخذته القيادة السياسية الاستبدادية في تركيا، يجعل عملية حماية القنابل بمثابة عثرة سريعة للقوات المسلحة التركية، وحتى الهجوم الإرهابي المدبر جيدًا على نطاق واسع على المجمع يمكن أن يؤدي إلى وضع كارثي، حتى لو كان جيوسياسيًا فقط".
وأضاف أن تلك القنابل النووية الحرارية تتميز أيضًا بإمكانية تعطيلها، الأمر، الذي يسمح للقوات الأمريكية بتعطيلها في وقت سريع.
وأوضح أن تعطيل نظام القنبلة يتم عن طريق إدخال الرمز الصحيح لتنشيط البطارية الحرارية للقنبلة، والتي تفصل أيضًا مقبض التحكم فيها، وبالتالي يكون السلاح غير قادر على إطلاق رأسه النووية.
وقال الموقع الأمريكي "إذا كانت هناك تهديدات وشيكة بالاستيلاء على القاعدة، فإن الحراسة الأمنية داخل أماكن التخزين ستمنح الفنيين وقتًا كافيا لمحاولة تعطيل الأسلحة".
واستطرد: " أما حال إعدامها، ستصبح جميع الأسلحة عديمة الجدوى، على الأقل مؤقتًا، وأي محاولة لتفعليها ستكون غير مجدية".
وأكد موقع درايف الأمريكي أنه حال الاستيلاء على القاعدة، فمن المحتمل أن تحاول الولايات المتحدة الأمريكية تسويتها بالأرض قبل أن يتمكن أحد من نشر الأسلحة، لكن القيام بذلك سيكون عملا غير مسبوق على نطاق واسع وسيستغرق إنجازه بعض الوقت.
ومن المحتمل أن تتم هذه المهمة من منطقة الشرق الأوسط أو الولايات المتحدة أو باستخدام طائرة تكتيكية من أوروبا، قادرة على حمل ما يكفي من القنابل خارقة التحصينات وقصف جميع وحدات التخزين الموجودة في أنجرليك.
واختتم التقرير بقوله: إن "أي حادث يتعرض فيه أمن الأسلحة النووية الأمريكي للتهديد المباشر، فسيكون ذلك فشلاً جيوسياسيًا كبيرا للولايات المتحدة الأمريكية، وإذا وقعت في أيدي شخص آخر، حتى وإن كان حليفا سابقا، فسيؤدي ذلك إلى تدمير مصداقية واشنطن في الخارج".