بعد اندلاع الحرائق في لبنان.. ماذا فعلت الحكومة لتخطي الأزمة؟
اندلعت عشرات الحرائق في مناطق مختلفة من لبنان، وسط موجة من الطقس الحار، حيث نقلت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية، اليوم الثلاثاء، عن المدير العام للدفاع المدني العميد ريمون خطار، إن هناك حوالي 103 حرائق مندلعة على الأراضي اللبنانية، وتعمل حوالي 200 آلية من الدفاع المدني على إخمادها.
واجتاحت سلسلة من الحرائق الواسعة عددا من المناطق اللبنانية، لا سيما في نطاق محافظة جبل لبنان، حيث أتت الحرائق على مساحات كبيرة من الغابات والمزروعات والأشجار كما حاصرت العديد من المنازل وتسببت في قيام العديد من المواطنين بإخلاء منازلهم في بعض المناطق.
في الوقت ذاته، حث وزير الخارجية اللبناني فادي جريصاتي وزارة الداخلية والمديرية العامة للدفاع المدني وأفواج الإطفاء على البقاء في حالة جهوزية تحسبًا لما قد يطرأ اليومين المقبلين مع اشتداد سرعة الرياح التي تصل لغاية 45 كيلومترًا في الساعة، كما دعا جريصاتي، في بيان، المواطنين إلى تفادي حرق الحشائش اليابسة، واتخاذ أقصى درجات الحذر عند تنظيف أراضيهم.
كما أمر البلديات على مختلف الأراضي اللبنانية، ولا سيما البلديات الـ26 الأكثر تهديدًا، بالتعرض للحرائق إلى اتخاذ الاحتياطات اللازمة والاستمرار بأعمال الوقاية تجنبا لاندلاع أي حريق، ولم ترد على الفور أنباء عن وجود ضحايا، كما لم تتوافر تقديرات للخسائر.
الحكومة تطلب المساندة
طلبت السلطات اللبنانية من دول أوروبية، منها إيطاليا واليونان إلى جانب الأردن، تقديم الدعم والمساندة على نحو عاجل، في سبيل إخماد الحرائق الواسعة التي تجتاح المناطق اللبنانية، خاصة بلدات محافظة جبل لبنان، منذ نحو 48 ساعة بصورة مدمرة، وقال رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري، عقب ترؤسه اليوم الثلاثاء، اجتماع الهيئة الوطنية لإدارة الطوارىء والأزمات والكوارث، إن الدولة تبذل أقصى الجهود الممكنة عبر مؤسساتها متمثلة في القوات المسلحة وأجهزة الأمن والدفاع المدني والبلديات، لإخماد الحرائق التي تشهدها البلاد على مدى يومين.
كما أجرى الحريري سلسلة من الاتصالات مع عدد من الدول، لإرسال طائرات مروحية وأخرى متخصصة في إخماد الحرائق، للمساهمة في السيطرة على الحرائق، فيما ستقوم الهيئة العليا للإغاثة بدورها بالكشف وتحديد الأضرار التي لحقت بمنازل المواطنين والممتلكات العامة وتقديم الدعم للمتضررين، وأن الدولة ستقوم بواجبها كاملًا في سبيل محاصرة النيران وإطفاء الحرائق، مشيرًا إلى أن ما يهم في المقام الأول عدم وقوع خسائر في الأرواح واقتصار الأمر حتى الآن على الأضرار المادية فقط، مشيرا إلى أنه سيتم فتح تحقيق للوقوف على أسباب انتشار الحرائق على هذا النحو.
لم يوجه الحريري أصابع الاتهام إلى جهة بعينها، لكنه وعد بإجراء تحقيق واضح لمعرفة ما إذا ما حصل مفتعلًا أم لا، وإذا كان، فيجب على أن يدفعوا الثمن، مضيفًا أنه طلب مساعدة إيطاليا، كما لم يتركوا جهة إلا واتصلوا بها للحصول على المساعدة، وقد أجروا اتصالات مكثفة بالأوروبيين الذين سيرسلون وسائل مساعدة في غضون 4 ساعات، كي يتمكنوا من السيطرة أكثر على الحرائق المندلعة.
تفعيل آلية الاستجابة السريعة
من جانبها، أكدت وزيرة الداخلية اللبنانية ريا الحسن، أن الطائرتين القبرصيتين المتخصصتين في إخماد الحريق واللتين تم الاستعانة بهما، نفذتا بالفعل طلعات متتالية ومكثفة في سبيل إخماد الحرائق المندلعة، وأنه حتى صباح اليوم، فقد نفذت الطائرتان 12 طلعة، لا سيما في المناطق الوعرة التي لم تتمكن فرق الإطفاء من الوصول إليها، وأشارت إلى أنه تم تفعيل آلية للاستجابة السريعة بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي، للاستعانة بجهود وخدمات الدول التي لديها جاهزية لمعاونة لبنان، لافتة إلى أن اليونان استجابت لطلب المساعدة وستقوم بإرسال طائرات خلال ساعات قليلة للمساعدة في إخماد الحرائق.
وذكرت الحسن، أن فرق الدفاع المدني والإطفاء في عموم لبنان، موجودة على الأرض وتعمل بشكل متواصل على مدار الساعة وبكامل طاقتها ودون أي توقف أو تقصير، مشيرة إلى وجود عوامل طبيعية تساهم في صعوبة مكافحة الحرائق وتتمثل في انخفاض درجات الرطوبة وارتفاع سرعة الرياح التي وصلت إلى 50كم/ساعة إلى جانب ارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير.
رفع درجة الاستعداد القصوى
دعت وزيرة الداخلية، البلديات المعرضة للحرائق للاستعداد ورفع درجات الجاهزية للتعامل مع أي حرائق قد تندلع، مشيرة إلى أن العوامل الطبيعية تساهم في انتشار أية حرائق صغيرة بسرعة كبيرة، لذا طالبت بإخلاء المنازل والمدارس والجامعات في محيط 5 كم من مناطق اندلاع الحرائق، وفصل كافة خطوط الكهرباء والضغط العالي، لا سيما بعدما تسبب سقوط خط كهرباء هوائي في اشتعال حرائق كبيرة في أحد المناطق.