بعد انطلاقه.. ما هو مؤتمر الإفتاء العالمي؟
انطلقت صباح اليوم الثلاثاء، فعاليات مؤتمر دار الإفتاء العالمي ، والذي يحمل عنوان "الإدارة الحضارية للخلاف الفقهي"، حيث تعقده دار الإفتاء على مدار يومين، برعاية الرئيس السيسي، فيما بدأت فعاليات المؤتمر بآيات من الذكر الحكيم للشيخ هاني الحسيني، تلاها عزف السلام الجمهوري.
فعاليات المؤتمر تتم في حضور الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، نائبًا عن الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء، والدكتور نظير عياد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، نائبًا عن فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، والمستشار حسام عبدالرحيم وزير العدل، والمستشار عمر مروان وزير شئون مجلس النواب، ومحمد سعفان وزير القوى العاملة.
مقاومة فوضى الفتاوى
شهدت الفترة الأخيرة، مجموعة من الفتاوى الضالة، التي زعزعت أمن واستقرار المجتمعات، وأشاعت الكراهية بين الناس، وبررت القتل والذبح، الأمر الذي جعل دار الإفتاء المصرية عبر الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم تناقش هذه الظاهرة بصورة علمية للخروج بنتائج قابلة للتطبيق على أرض الواقع، من أجل ذلك كان موضوع المؤتمر العالمي للإفتاء هذا العام عن "دور الفتوى في استقرار المجتمعات".
كما يبحث المؤتمر آفاق الفتوى، من حيث تعلقها بحفظ استقرار حياة الناس في مختلف نواحيها سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا، وكيفية استخدام منجزات العلم الحديث في خدمة هذه العملية، داعية مفتي العالم للجلوس على موائد البحث العلمي لإيجاد حلول لفوضى الفتاوى وطرح الخطط وللمشاركة في التنمية الوطنية والعالمية، لذا جاءت أهمية إقامة مؤتمر عالمي حول الإفتاء والفوضى والاستقرار مستفيدين من ذلك بما وضعه أهل العلم من ضوابط وقواعد زخرت بها كتب الأصول والفقه.
محاور المؤتمر
يتناول المؤتمر مجموعة من المحاور الرئيسية، تتمثل في الفتوى ودورها في تحقيق الاستقرار، وتناول الافتاء وتحقيق السلم المجتمعي، والتطرق إلى الافتاء والإجابة على الأسئلة القلقة والمحيرة، والفتاوى الشاذة وأثرها السلبي على الاستقرار، والإفتاء وحفظ هوية الدول والأمم، كما تتناول دور الفتاوى في مواجهة الإفساد والتخريب، تتناول فيها فتاوى الجماعات المتطرفة، ورعاية المقاصد الشرعية ومواجهة الفوضى والتخريب، وإدراك الواقع في فتاوى الجماعات الإرهابية عرضًا ونقدًا من فوضى الإرهاب إلى فوضى الإسلاموفوبيا عرض وتحليل.
كما يضم المؤتمر أربع ورش عمل، تشمل ورشة عن الفتاوى المتشددة والفضاء الإلكتروني، وأخرى عن فوضى الإفتاء ووسائل الإعلام، أما الورشة الثالثة عن الإفتاء والاستقرار الأسري، والرابعة عن تجارب المؤسسات الإفتائية في التصدي للفتاوى الشاذة.
ماذا يريد المؤتمر؟
يهدف المؤتمر إلى التعرف على المشكلات في عالم الإفتاء المعاصر، ووضع حلول لها، والكشف عن الأدوار التي يمكن للإفتاء المعاصر الاضطلاع بها في تصويب الواقع والارتقاء به إلى أعلى المستويات الحضارية.
كما يبحث عن آفاق عملية الفتوى من حيث تعلقها بحياة الناس في مختلف مناشطها، ودراسة كيفية استخدام منجزات العلم الحديث بروافده المتعددة في خدمة عملية الفتوى، والوصول إلى أدوار محدودة تؤديها عملية الإفتاء في مجال التنمية المجتمعية، ونقل مجال الإفتاء من مجال سلبي يقتصر على المشكلات، إلى مجال إيجابي ينتقل إلى عمل التدابير الوقائية من المشكلات
كما أن من أهدافه، التنبيه على طبيعة ما يسمى بفتاوى الأمة، والتأكيد على عدم ولوج الأفراد لهذا المنزلق الخطير بعيدًا عن ساحات الاجتهاد الاجتماعي، وضع ضوابط محددة لعملية الاستنباط من التراث والتنبيه على خطورة الفتاوى التاريخية إذا تمت دراستها بعيدا عن سياقاتها التاريخية والواقعية.
الدول المشاركة
يمثل ضيوف المؤتمر بانوراما عالمية تصنع مزيجًا، يقدم رؤية تناسب في أفقها العام مع النظرة الوسطية التي تحملها الأمانة ويجمع مفتين من أكثر من 60 دولة، كما يناقش إشكاليات وآفاق العملية الافتائية، خاصة وأن الشريحة المستهدفة هم الممارسون لهذه العملية، وهم المفتون وأغضاء المجامع الفقهية.
ويضم المؤتمر علماء من فلسطين والسعودية والبحرين والإمارات واليمن ولبنان وعمان والأردن والعراق والجزائر والمغرب وموريتانيا والسنغال وأوغندا والكاميرون وزامبيا وكينيا وجيبوتي وأمريكا، وأندونيسيا وماليزيا، وباكستان، والهند وسنغافورة واليابان والصين وفرنسا وهولندا وبريطانيا وإيطاليا وعدة دول أخرى تغطي قارات العالم.