الإمارات وروسيا توحّدان قواهما لمكافحة الإرهاب واستقرار أسواق النفط العالمية
ترأس سعادة الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان
وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي وودنيس مانتوروف وزير الصناعة والتجارة الروسي
الاجتماع التاسع للجنة الإماراتية - الروسية المشتركة، التي عقدت في أبو ظبي يوم الأحد.
وقد صرح صاحب السمو الشيخ عبد الله، في
كلمته أمام الاجتماع، أن الاجتماع يستكمل أعمال الاجتماعات السابقة ويأتي امتداداً
للشراكة الاستراتيجية التي أعلنها كلا البلدين خلال الرحلة التاريخية التي قام بها
سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة
الإماراتية إلى موسكو في يونيو 2018.
ومن جانبه فقد صرح عبدالله بن زايد
"يحمل الاجتماع التاسع للجنة المشتركة أهمية خاصة لأنه يسبق زيارة تاريخية سيقوم
بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الإمارات العربية المتحدة في 15 أكتوبر، مما
يؤكد عمق العلاقات الثنائية بين مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية
والعلمية.
وأضاف: "للحفاظ على زخم العلاقات المزدهرة،
نتعاون لضمان الاستقرار في المنطقة والعمل سويًا لمواجهة جميع أشكال الأيديولوجية المتطرفة
ومواجهتها"، مشددًا على النمو السريع في العلاقات الثنائية في مجالات التجارة
والسياحة والتعاون العسكري وعلوم الفضاء.
"وأود أن أعرب عن شكرنا وتقديرنا للوزير
الروسي والشركات الروسية ولا سيما وكالة الفضاء الروسية ، روسكوزموس، على تطوير شراكتنا
الفضائية التي توجت بالمهمة الفضائية الأولى وإطلاق أول رائد فضاء إماراتي في محطة
الفضاء الدولية الشهر الماضي. وأضاف الشيخ عبد الله قائلاً: "نحن جميعًا فخورون
بهزاع المنصوري وسعداء بأن هذه اللحظات ستعيش إلى الأبد في ذاكرة الشعب الإماراتي وخاصة
الشباب".
وفي سوق الطاقة، قال الشيخ عبد الله:
'' تعاونت كل من الإمارات وروسيا في السنوات الأخيرة للحفاظ على التوازن في أسواق النفط
العالمية ومعالجة الاختلالات في تقلبات العرض والطلب لضمان التوازن والاستقرار المستمرين
في الأسواق وتحفيز و وتابع الشيخ عبد الله قائلاً: "حافظ على نمو الاقتصاد العالمي
وازدهاره".
وقال وزير الخارجية الإماراتي للوزير الروسي:
"تتطلع الإمارات العربية المتحدة إلى تعزيز هذه الشراكة مع بلدك في قطاعات الطاقة
والنفط والطاقة المتجددة التي تشكل مصدر الطاقة المستدام للأجيال القادمة".
في ضوء الجهود المستمرة لتعزيز العلاقات
الثنائية ، شهدت التجارة الثنائية نموًا ملحوظًا على مدار الأعوام الأخيرة ، وتحافظ
الإمارات وروسيا اليوم على شراكة تجارية واقتصادية استراتيجية متقدمة في المنطقة. الإمارات
العربية المتحدة هي الشريك التجاري الرئيسي لروسيا في منطقة الخليج. وفي نفس السياق،
أدعو البلدين إلى تحديد إطار زمني لمضاعفة التبادل التجاري في ظل نهج العمل المشترك
وعلى أساس بعض مؤشرات الأداء".
وتابع: "اتفقنا اليوم على الإسراع
بإبرام مذكرة تعاون مشتركة بين سلطات الجمارك الإماراتية والروسية وإطلاق لجنة لرجال
الأعمال ستمثل غرف التجارة في بلادنا". وقد دعا عبد الله إلى زيادة الاستثمار
المتبادل لا سيما في قطاعات مثل النفط والطاقة والطاقة المتجددة والمعادن الأساسية
والبناء والأمن الغذائي، مشيرا إلى أنه ينبغي التركيز بشكل خاص على الأمن الغذائي حيث
يوجد سوق مزدهر يمكنه الاستفادة من إمكانات روسيا الضخمة والإمارات العربية المتحدة
والقدرات اللوجستية التي يمكن لموسكو الاستفادة منها ليس فقط في التجارة البينية بين
البلدين ولكن أيضًا من خلال دولة الإمارات العربية المتحدة كبوابة لأسواق المنطقة.
مؤكداً، أن هذا يتطلب فرق عمل مشتركة لاستكشاف
آفاق التكامل بين هذه الاستثمارات وغيرها من مبادرات الحوافز الرئيسية مثل المشاريع
الوطنية في روسيا وبرنامج أبوظبي لتسريع الحكومة "غداً 21" وكذلك تشجيع الاستثمار
المتبادل مع دولة ثالثة.
وقد تطرق سمو الشيخ عبد الله إلى أن السياحة
بين الإمارات وروسيا نمت على قدم وساق بفضل الاتفاقيات المتبادلة بما في ذلك اتفاقية
الإعفاء من تأشيرة الدخول، مما أدى إلى زيادة ملحوظة في عدد السياح الوافدين من روسيا
من 580 ألف سائح إلى حوالي مليون سائح.
وبالمثل ، زاد عدد السياح الإماراتيين إلى
روسيا بشكل ملحوظ بنسبة 58 في المائة.
كما أكد الشيخ عبدالله على أن النمو السريع
في العلاقات الاقتصادية يجب أن يقابله زيادة التعاون والتنسيق المشترك في قطاع النقل
الجوي من خلال إطلاق مبادرات تسعى إلى التخفيف من تأثير سعر صرف العملات الأجنبية وغيرها
من التحولات في التجارة والسياحة وتدفق الاستثمار.
واختتم الشيخ عبد الله حديثه قائلاً:
"تتوقع دولة الإمارات زيارة تاريخية مهمة من الرئيس بوتين، والتي ستشجعنا نتائجها
على بذل المزيد من الجهود لخدمة مصالحنا المشتركة".