"نظام معلوماتي متكامل".. كيف تحافظ تكنولوجيا "الاستشعار عن بعد" على أملاك الدولة؟
تسخر هية الاستشعار عن بعد كافة إمكانياتها البشرية والتكنولوجية للمساهمة في استعادة حق الشعب المصري والحفاظ على أملاك الدولة، وإنقاذ البحيرات المصرية وذلك بناء على توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، بحسب تصريحات الدكتور محمد زهران، رئيس الهيئة، حيث يتم استخدام صور الأقمار الصناعية وتقنيات الاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية في إنشاء نظام معلوماتي متكامل، لتحديد واضعي اليد على أراضى الدولة لدعم المحافظات في اتخاذ التدابير اللازمة وإيقاف أي صورة من صور الاعتداء عليها.
إنقاذ الأراضي من واضعي اليد
نجحت الهيئة في المساهمة في تقنين أوضاع واضعي اليد بوادي النطرون بمحافظة البحيرة على مساحة ما يقرب من 170 ألف فدان من أراضي الدولة، عن طريق إنشاء قاعدة بيانات تشمل المساحات ونوعية الزراعات، كما تم الكشف عن التعديات على الأراضي الزراعية في محافظة كفر الشيخ والتي بلغت 23 ألف فدان تقريبا.
وتمكنت أيضًا من خلال تطبيق تكنولوجيا الاستشعار عن بعد، في وضع نظام متكامل لإدارة عدد من البحيرات المصرية "ادكو، مريوط، البرلس"، وبناء نظام معلوماتي متكامل لتنمية وتطوير منظومة الثروة السمكية في مصر، لرفع الكفاءة الإنتاجية لتصبح مصدرا للرزق يستفيد منه ملايين المصريين سواء بشكل مباشر أو غير مباشر إلى جانب إنتاج خرائط للأنشطه الساحلية والبحرية والاستزراع السمكي والمسطحات المائية، ورصد وتتبع الملوثات بكافة أنواعها البيئية والبحرية والمائية.
رئيس الهيئة، كشف عن تنفيذ 50 مشروعًا بحثيًا وتعاقديًا، بالإضافة إلى عدد من الاستشارات والدورات التدريبية في مصر خلال العام الماضي والحالي، بتكلفة 35 مليون جنيه، نظرًا لأن الهيئة تمتلك كوادر بشرية مؤهلة على أعلى مستوى، وتزخر بأجهزة تكنولوجية حديثة تسهم في حل المشكلات التي تعوق خطط التنمية من خلال إعداد قواعد للبيانات والمعلومات المتكاملة تقدم لصناع القرار، للاستفادة بها واتخاذ القرارات على أسس علمية سليمة.
في الوقت ذاته تعمل الهيئة على إطلاق موقع إلكتروني جديد للهيئة نهاية العام الحالي يتيح كافة معلومات وبيانات الهيئة وتحديثها باستمرار، وذلك بعد أن توجه مسؤولو الهيئة توجهوا للوزارات والجهات المعنية في الدولة لعرض إمكانيات الهيئة للمساهمة في خطط التنمية خاصة وأن الهيئة بها 8 شعب علمية متخصصة في مختلف المجالات.
مشروع المليون ونصف فدان
وعن آلية التعامل مع مشروع "المليون ونصف المليون فدان"، يقول زهران إن المشروع هو أحد المشروعات القومية العملاقة التي توليه الدولة وعلى رأسها الرئيس عبد الفتاح السيسي أهمية خاصة، حيث ساهمت الهيئة في بناء قواعد بيانات معلوماتية وخرائط لتصنيف للتربة، والغطاء الأرضي، وتحديد استخدامات الأراضي، والتراكيب المحصولية المُثلى، وإنتاج خرائط للتنمية الزراعية المستدامة.
حماية المواقع الأثرية
وبالنسبة لدور الهيئة في حماية المواقع الأثرية والكشف عنها، تم إجراء دراسات عن تأثير ارتفاع منسوب المياه الجوفية في عدد من المناطق الأثرية المهمة، كما تم التوصل إلى بعض الحلول للقضاء على مشكلة المياه الجوفية التي تعاني منها، وذلك بالتعاون مع الجهات المعنية بالدولة، كما تتابع وتوثق المواقع الأثرية والسياحية المختلفة، حيث تم إجراء المسح بالليزر الجوى والأرضي لمعبد سرابيط الخادم بسيناء، ومنطقة الأهرامات بالجيزة، ومسجد الحاكم بأمر الله بشارع المعز، بجانب المشروعات القومية التي تنفذها الهيئة باستخدام تقنيات الاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية، ومنها إجراء الدراسات الجيولوجية لموقع العاصمة الإدارية الجديدة، ودراسات التربة وتقييم الأراضي بمدينتي العلمين ودمياط الجديدة، واكتشاف موارد المياه الجوفية للتنمية المستدامة.
تحديد أنسب المواقع لمشروعات التنمية
كما يقع على الهيئة دور في تنفيذ مشروعات بحثية لتحديد أنسب المواقع التي يمكن أن تقام عليها مشروعات تنمية محور قناة السويس وشبه جزيرة سيناء، باستخدام تقنيات الاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية، حيث تم إنشاء قاعدة بيانات جيو بيئية رقمية باستخدام نظم المعلومات الجغرافية بمعايير دولية، تشتمل على بيانات ومعلومات عن الغطاء الأرضي، بالإضافة إلى الملامح الجغرافية والجيولوجية والموارد المتاحة للتنمية مع الأخذ في الاعتبار مصادر الخطورة البيئية.