من الذاكرة.. بوتين يرقص العرضة ويتناول القهوة والتمور قبل 12 عامًا
قبل 12 عامًا، في 2007، حطت طائرة الرئيس فلاديمير بوتين في قلب الجزيرة العربية؛ معلنة عن الزيارة الأولى من نوعها لزعيم روسي للرياض منذ ما يزيد على 80 عامًا.
حفلت زيارة الرئيس الروسي -حينذاك- بالكثير من اللقاءات الرسمية المكثفة، ومناقشة الأوضاع السياسية والاقتصادية الراهنة مع الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- ولكن لم يفُت على "بوتين" المحب للفنون والثقافة أن يعرّج على مركز الملك عبدالعزيز التاريخي بالرياض، ليلتقي الملك سلمان بن عبدالعزيز والذي كان يشغل وقتها منصب أمير منطقة الرياض.
ابتسامة القيصر
وهناك تعرّف الزعيم الروسي على ماضي المملكة وتراثها.. وعلى خلاف الصورة الجامدة الرسمية المعروفة عن الرجل الذي يلقبه البعض بـ"القيصر"؛ ظهر بوتين برفقة الملك سلمان مبتسمًا، بعد أن استقبله الأطفال بالتحايا والورود على البساط الأحمر.
العرضة والقهوة
وفي خضم الترحيب السعودي الحار برجل روسيا الأول في زيارته الأولى والتاريخية للمملكة؛ لم يجد "بوتين" بُدًّا من أن يمسك بالسيف ويشارك السعوديين العرضة برفقة الملك سلمان؛ فيما ارتسمت على وجهه علامات الجدية وهو يحاول مجاراة رجال الجزيرة في استعراضهم التراثي.
كما تناول الرئيس الروسي التمور والقهوة العربية؛ مصرّحًا بعبارته الشهيرة أمام عدسات الكاميرات: "السعودية.. موطن الإسلام.. وبلد الرفاهية".
وشملت زيارة "بوتين" حينذاك معرضًا للصور يمثل فترات من تاريخ البلدين، كما تجوّل في المركز، واستعرض مقتنياته التي يعود أبرزها إلى فترة تأسيس المملكة؛ مستمعًا لشرح مضيفه. وشملت الجولة أيضًا زيارة المتحف الوطني، ومعرض الصور الفوتوغرافية (روسيا.. البلد والناس)، الذي نظّمته وزارة الإعلام حينها، كما قدّم المُضيف لضيفه هدايا تذكارية منها إصدارات المركز.
تبرز دوليًا العلاقات السياسية بين المملكة العربية السعودية وروسيا الاتحادية، فالتاريخ السياسي بين البلدين يعود لعام 1926م عندما اعترف الاتحاد السوفيتي آنذاك بالمملكة ليصبح أول دولة في العالم تعترف بقيام المملكة، وفي عام 1930م جرى تحويل القنصلية السوفيتية في جدة إلى سفارة.
وتجسدت متانة العلاقات السياسية بين المملكة وروسيا من خلال الزيارات واللقاءات التي ما انفك المسؤولون في البلدين يتبادلونها لإجراء المزيد من التنسيق وبحث وتعميق سبل التعاون الثنائي لتدعيم العلاقات بين البلدين في جميع المجالات ومختلف الميادين.
وعززت المملكة العربية السعودية وروسيا الاتحادية من حجم العلاقات الثنائية بينهما منذ أن بدأت في عهد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود على أساس التفاهم المشترك، ونمت مع الزمن حتى اكتسبت تميزًا في السياسة الدولية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود نظرًا لأبعاد تأثير هذه العلاقات على المستويين الإقليمي والدولي، ولما يمثله البلدان من ثقل سياسي واقتصادي على مستوى العالم.