إيطاليا تعلن سعيها لحظر أوروبي على بيع الأسلحة لتركيا
صرح جوزيبي كونتي، رئيس الوزراء الإيطالي، مساء اليوم الأحد، بأنه سيسعى لحظر أوروبي على بيع الأسلحة لتركيا، في وقت صعدت أنقرة هجومها على المقاتلين الأكراد في شمال سوريا.
وكان كونتي يتحدث عشية اجتماع في لوكسمبورج للجنة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي حول العملية التركية، وغداة انضمام كل من فرنسا وألمانيا لقائمة الدول، التي علقت تسليم الأسلحة لتركيا على خلفية العملية.
وقالت الحكومة في بيان: إن "روما تعمل منذ يوم أمس السبت، على فرض حظر على تصدير الأسلحة إلى تركيا في أقرب وقت".
وأضاف البيان الصادر عن مكتب كونتي، أن "إيطاليا ستدفع هذه المبادرة قدما في جميع المنتديات المتعددة الأطراف، وستسعى لمحاربة العملية العسكرية التركية في شمال شرق سوريا بكل أداة يسمح بها القانون الدولي".
وتابع البيان "الحكومة الإيطالية مقتنعة بأن علينا التحرك بأقصى تصميم لتجنيب الشعب السوري مزيدا من المعاناة، وخصوصا الأكراد، وللتصدي للسلوك المزعزع للاستقرار في المنطقة".
وإيطاليا من الدول الرئيسية، التي تزود تركيا السلاح.
وأعلنت العديد من الدول الأوروبية منها فنلندا وفرنسا وألمانيا وهولندا والنرويج، وقف بيع الأسلحة لتركيا.
في وقت سابق أكّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، على أن التهديدات الغربية بفرض عقوبات على أنقرة وحظر تصدير الأسلحة إليها لن تدفعها لوقف عمليتها العسكرية ضد المقاتلين الأكراد في سوريا.
وبدأت العملية التركية بعدما أمر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الجنود الأمريكيين بالانسحاب من المواقع الحدودية، وواجه ترامب سيلا من الانتقادات لتخليه عن حليف أساسي في الحرب ضد تنظيم "داعش" الإرهابي.
الهجوم التركي على سوريا
وبدأت تركيا هجومها في شمال سوريا، يوم الأربعاء، بغارات جوية وقصف مدفعي، قبل أن تبدأ القوات البرية في عبور الحدود في وقت لاحق من اليوم. انسحبت القوات الأمريكية من المنطقة، مما مهد الطريق للهجوم التركي على القوات الكردية السورية.
وادعت تركيا أن "العملية تهدف للقضاء على التهديدات التي يمثلها مقاتلو وحدات حماية الشعب الكردية السورية ومسلحو تنظيم "داعش" (الإرهابي المحظور في روسيا وعدد كبير من الدول)، وتمكين اللاجئين السوريين في تركيا من العودة إلى ديارهم بعد إقامة "منطقة آمنة".
وقال مسؤولون أكراد وأمريكيون إن الأكراد، الذين كانوا الحلفاء الأمريكيين الوحيدين في سوريا يقاتلون جماعة "داعش" الإرهابية، أوقفوا يوم الخميس الماضي جميع عملياتهم ضد المتطرفين من أجل التركيز على قتال القوات التركية المتقدمة.
تحذير من كوارث إنسانية
كما حذّر الحقوقي السوري من حصول "كوارث إنسانية" في لو فُتحت "جبهة قتالٍ ثانية" بين الجيش التركي والفصائل المدعومة منه من جهة، وبين قوات سوريا الديمقراطية" من جهة أخرى.
وشدد على أن "هناك تخوفا من عمليات انتقامية وانتهاكات جسيمة"، لافتاً إلى أن "الخوف لدى السكان المحليين متزايد خاصة بعد مشاهدتهم لعمليات الإعدام الميداني وتصريحات مرتكبيها، كما أنهم يتخوفون أيضاً من تكرار ما حصل في عفرين معهم".
وتابع الحقوقي السوري "بالفعل يبدو أن المسألة ستكون اجتياحا تركيا كاملا، ربما هناك مخطط كبير في الشرق الأوسط وقد يتحول لحرب بين الأكراد والعرب في هذه المنطقة، لكن المطلوب منا إيجاد تهدئة وحلول سياسية".