"أزمة إنسانية وإخفاء احتضان الإرهاب".. ماذا قال الوزراء العرب عن العدوان التركي لسوريا؟
في ظل استمرار العدوان التركي على سوريا، وجرائم الدكتاتور رجب طيب أردوغان، اجتمع الوزراء العرب، في لقاء تشاوري لبحث الأمر وكيفية التصدي له، مطالبين المجتمع الدولي بالتدخل لحل الأزمة وكذلك مجلس الأمن.
وكان اجتمع 6 وزراء عرب من دول مصر، العراق، السعودية، الإمارات، البحرين، والأردن في لقاء تشاوري لبحث العدوان التركي على سوريا.
اعتداء سافر
استهل السفير سامح شكرى وزير الخارجية، حديثه خلال اجتماع الوزراء العرب، بقوله؛ إن تركيا تدشن فصلًا جديدًا من فصول الاعتداء السافر على سيادة سوريا وعضو مؤسس في جامعة الدول العربية، مستغلة للظروف القاسية التي تمر بها سوريا لكي تشرع لإعادة عهد قد ولى، وتحاول الخروج من أزمة داخلية.
وأضاف "شكري"، أن ما تذكره تركيا في أنها محاربة الإرهاب في شمال سوريا، يثير السخرية والاستغراب في آن وان، ويعد تغافلا جسيما أمام مسئولية تركيا في دعم المنظمات الإرهابية، من خلال الدعم المباشر لكيانات وشخصيات ثبت صلتها بالإرهاب، فضلا عن دورها في تسهيل انتقال المقاتلين التابعين للجماعات الإرهابية إلى الدول العربية.
محاولة إخفاء احتضانه الإرهاب
وأوضح وزير الخارجية المصرى أن الادعاءات التركية لا تؤكد سوى تهافت النظام التركى، وخلط الأوراق ومحاولة إخفاء احتضانه للإرهاب وتوظيفه، وكذلك الخروج من الأزمة الراهنة بالاندفاع اقتطاع جزء من الأراضي السورية، مشددًا على أن الشعوب العربية تنتظر موقفا عربيا قويا لرفض العدوان واتخاذ إجراءات حاسمة حفاظًا على وحدة سوريا وحماية شعبها وتخفيف المعاناة.
مطالب بتدخل المجتمع الدولي
وفي هذا الصدد، شدد وزير الخارجية المصري، على ضرورة تحمل تركيا المسؤولية كاملة عن أي نتيجة لاعتدائها السافر على الأراضى السورية، مناشدًا المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته عن هذا العدوان.
إدانة العدوان التركي
بينما يقول أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، إن الجامعة العربية تدين العدوان التركى على سوريا، موضحًا أن تركيا تسعى إلى تغيير كبير في طبيعة السكان بهذه المنطقة التي بدأت الاعتداء عليها.
وأضاف أبو الغيط، أن أمن سوريا جزء من الأمن القومي العربي، مطالبًا تركيا بوقف العمليات العسكرية وسحب قواتها من الأراضي السورية، ونحملها المسئولية كاملة عن هذا العدوان الخطير.
مطالب بتدخل مجلس الأمن
وتابع: نرفض الضغط على العالم بورقة اللاجئين، وأن العدوان التركى يهدف إلى اقتطاع جزء من الأراضى السورية، مردفًا: "أحث مجلس الأمن التدخل وضرورة التوصل إلى اتفاق دولي لإدانة هذا العدوان التركى على سوريا ووقفه فورًا.
يزعزع استقرار المنطقة
أما الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة الإماراتي للشئون الخارجية، أشار إلى أن العدوان التركي على شمال سوريا، يزعزع استقرار المنقطة ويقوض جهود محاربة تنظيم داعش، مشددًا على أن دولة الإمارات ترفض هذا العدوان وكل ما يترتب عليه مرفوض جملة وتفصيلًا.
وأضاف "قرقاش"، أن الاعتداء التركي سيخلق أزمة إنسانية مطالبًا بخروج تركيا وقواتها وكل القوات الأجنبية التي استباحت سوريا.
انتهاك صارخ
ووصف محمد على الحكيم، وزير الخارجية العراقي، العدوان التركي، بالانتهاك الصارخ لسيادة سوريا واستقلالها ووحدة أراضيها، ويهدد بإشعال المزيد من الصراعات في سوريا والمنطقة، ويقوض جهود المجتمع الدولي في إيجاد حل سياسي ينهى معاناة الشعب السوري وإيقاف نزيف الدم.
تعزيز قدرة الإرهابيين
وشدد "الحكيم"، على أن التوغل التركي في شمال سوريا يزيد من معاناة الشعب السوري، ويعزز قدرة الإرهابيين على إعادة تنظيم فلولهم، ويقوض جهود المجتمع الدولى في محاربة التنظيمات الإرهابية، وخاصةً تنظيم داعش الإرهابى الذي يهدد دول المنطقة والعالم، ويشكل خطرًا على الأمن والسلم الدوليين، كما لها تداعيات سلبية كبيرة على دول المنطقة، وبصورة خاصة العراق، الذي لازال يعانى من الآثار المدمرة جراء الحرب على تنظيم داعش الإرهابي.
وقف حمام الإرهاب
بينما أوضح جبران باسيل، وزير خارجية لبنان، "لا نجتمع اليوم ضد تركيا، نجتمع اليوم من أجل سوريا، في غياب سوريا، نجتمع من أجلِها ونُجمع من أجلِها، لكن نُغّيبها فقط من أجل أن تكون غائبة، ألم يحن الوقت بعد لعودة سوريا إلى حضن الجامعة العربية؟.. ألم يحن الوقت بعد لوقف حمام الدم والإرهاب، وموج النزوح واللجوء؟ ألم يحن الوقت لعودة الإبن المُبعد والمُصالحة العربية؟".
وتوجه وزير خارجية لبنان بالشكر إلى مصر لدعوتها لهذا الاجتماع الطارئ، وقال "أطالبها وأطالبكم بتأييد الدعوة التي أطلقتها من على هذا المنبر بالذات منذ أكثر من سنة لعودة سوريا الى مقعدها الفارغ منذ ثماني سنوات"، مشيراً إلى أن عودة سوريا للجامعة العربية ستكون بمثابة "أول رد من الجامعة بوجه العدوان التركي على أراضِي سورية العربية، كي لا يضيع شمال سوريا كما ضاع الجولان السوري! وكي لا تتقاسمنا القوى، وتستفرد بنا الواحدة بعد الأخرى، حتى كأننا ما فهمنا بعد كيف أصابتنا كلنا، الدولة تلو الأخرى، بدءًا بلبنان وانتهاءً بسوريا!".