من هو آبي أحمد رئيس الوزراء الإثيوبي الحائز على جائزة نوبل للسلام؟
أعلن الموقع الرسمي لجائزة نوبل، اليوم فوز رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، بجائزة نوبل للسلام، تقديراً وعرفاناً بجهوده في الدولة التي ساهمت في تحقيق السلام والتعاون الدولي وخاصة مبادرته لحل النزاع الحدودي مع الجارة إريتريا.
ويحمل "آبي أحمد" في سيرته الذاتيه العديد من الإنجازات التي جعلته مؤهلاً لتلك الجائزة عن جدراه، فله خلفيه عسكرية وإدارية، جعلته واحداً من أهم الشخصيات التي برزت في إثيوبيا.
أول رئيس وزراء مسلم
في مارس عام 2018، اختير آبي أحمد، البالغ من العمر 43 عامًا، ليكون أول رئيس حكومة مُسلم في إثيوبيا، وهي المرة الأولى من نوعها في أفريقيا، حيث وُلد من أب مسلم وأم مسيحية، وهو متزوج ولديه ثلاث بنات.
وينتمي أول رئيس وزراء إثيوبي لأكبر مجموعة عرقية في البلاد، وهي الأورومو، التي تشكل ثلث عدد السكان في بلد يعاني صراعات عرقية بين مجموعاته المكوِّنة التسعين.
المناصب التي شغلها
وشغل آبي أحمد، العديد من المناصب أبرزها منصب وزير العلوم والتكنولوجيا في الحكومة من قبل، كما انضم في السابق لـ"الحركة الديمقراطية لشعب أوروميا" التي قاتلت ضد نظام منجستو هيلاميريام الماركسي.
ويتحدث رئيس الوزراء الإثيوبي، ثلاثة لغات فهو يتحدث الإنجليزية و3 لغات محلية إثيوبية "أمهرية وأورومية وتيجرينية".
الدكتوراه
كما نال أحمد درجة الدكتوراة في معهد دراسات السلام والأمن "إيبس" التابع لجامعة أديس أبابا عن حل النزاعات المحلية في البلاد في أكتوبر الماضي.
ووفقًا لعاملين من داخل الحزب، فإن آبي مُتحدّث ممتاز، يُفضّل اتخاذ القرارات القائمة على حُجج وبراهين.
خلفية عسكرية ومخابراتية
ويحمل "آبي أحمد" خلفية عسكرية ومخابراتية مهمة؛ إذ خدم برتبة كولونيل ضمن قوات الجيش الإثيوبي، وشارك ضمن قوات حفظ السلام في رواندا.
وكالة أمن الشبكات والمعلومات
ويعود الفضل "لآبي أحمد" في تأسيس وكالة لأمن الشبكات والمعلومات، لمراقبة الإثيوبيين العاديين، بمن فيهم المنشقون في أوروبا وأمريكا الشمالية.
وفي الفترة ما بين عامي 2008 و2010، أشرف آبي على توسيع عمليات البث الإذاعي والتليفزيوني في وقت تشتهر فيه إثيوبيا بانعدام الحريات الصحفية، كما تولى مسئولية الحزب الحاكم وزيرًا للعلوم والتكنولوجيا عام 2015.
ثورة إصلاحية
تمكن" آبي أحمد" منذ توليه رئاسة الوزراء في أثيوبيا، من البدء في ثورة إصلاحية داخلية ، تمكن خلالها من إحداث تغييرات رسمت ملامح مستقبل ليس إثيوبيا فقط.
فبعد أن تولي آبي أحمد السلطة، أعاد تشكيل هيئات ومؤسسات الدولة الإثيوبية، حيث جرى تغيير لرئيس الأركان ومدير جهاز الأمن والمخابرات الوطنية، في تعديلات هي الأولى من نوعها منذ 18 عاما.
كما سطع نجم المرأة الإثيوبية في إطار إصلاحات سياسية واقتصادية ومصالحات وسلام شامل، بالإضافة إلى إسقاط التهم عن جماعات وحركات معارضة مسلحة، ورحب بعودة قياداتها من المنفى.
إطلاق سراح المعتقلين وسجناء الرأي
وفي سياق سياساته الإصلاحية، تم إطلاق سراح المعتقلين والسجناء المعارضين بالإضافة إلى رفع حركات المعارضة المسلحة: "قنوب سبات" و"جبهة تحرير أورومو" و"جبهة تحرير أوغادين"، من لائحة المجموعات الإرهابية في البلاد.
إنهاء النزاعات الداخلية
كما عمل آبي أحمد منذ اليوم الأول في السلطة، على إجراء المصالحات بين القوميات والشعوب الإثيوبية في مختلف الأقاليم، وأجرى العديد من الزيارات الميدانية لتهدئة هذه النزاعات.
وتمثلت أبرز الأحداث الخارجية التي شهدتها إثيوبيا في تحقيق السلام وعودة العلاقات مع الجارة الشمالية إريتريا، بعد قطيعة عقدين.
إنهاء العداء مع إرتيريا
وقرر آبي أحمد التوجه إلى العاصمة الإريترية أسمرا، في 8 يوليو في أول زيارة تاريخية له لإعادة العلاقات بين البلدين، وفي التاسع من يوليو، وتم الإعلان رسميا إنهاء عداء استمر 20 عاما منذ اندلاع الحرب بينهما على حدود متنازع عليها عام 1998.
ووقع كل من رئيس الوزراء الإثيوبي "آبي أحمد" والرئيس الإريتري"أسياس أفورقي" في العاصمة الإريترية أسمرا "إعلان المصالحة والصداقة"، تم بموجبه إنهاء أطول عداء في أفريقيا وفتح السفارات في البلدين وتطوير الموانئ واستئناف رحلات الطيران.
العلاقات الثنائية بين إثيوبيا والسودان
وفي الـ14 أكتوبر2018، وصل الرئيس الإريتري أسياس أفورقي إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا في زيارة رسمية استغرقت يومين، وكانت الزيارة الثانية بعد إنهاء البلدين خلافاتهما في يوليو 2018.
وبحث أفورقي وآبي أحمد خلال الزيارة العلاقات الثنائية والتعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين، وأعاد فتح سفارة بلاده لدى أديس أبابا.
ولم يغفل رئيس الوزراء الإثيوبي ما شاب العلاقات مع مصر من توتر، وسعى لتحسين العلاقات مع القاهرة، والتي وصلت إلى درجة كبيرة من التفاهم بين قيادة البلدين.