"هبوط الليرة.. والأكراد يستهدفون قضاء أقجة بقذائف هاون".. ماذا حدث داخل تركيا بعد الهجوم على سوريا؟
عقب العملية العسكرية التي شنتها تركيا على سوريا نتج عنها سقوط 8 قتلى مدنيين و19 عنصرًا من قوات سوريا الديموقراطية، وإصابة ما لا يقل عن 30 منهم بجروح متفاوتة جراء القصف الجوي والبري والاشتباكات، وفي وسط تلك الاحداث المشتعلة تأججت الأوضاع ووجه دول العالم إنذارات لأيقاف المجازر التي يرتكبها أردوغان، ما دفعه بالرد على ذلك الهجوم بتهديد الجميع ممن يحاول التدخل في الأزمة.
القضاء
على الاقتصاد التركي
عقب تلك العملية
الأليمة، واجهت "تركيا" إدانات واسعة من قبل دول العالم، وهدد ترامب عبر"تويتر"
بـ"القضاء" على الاقتصاد التركي إذا قامت أنقرة بأي أمر يعتبره غير مناسب"،
قائلاً "أبلغت تركيا أنها إذا قامت بأي أمر يتجاوز ما نعتبره إنسانيا .. فسيواجهون
اقتصادًا مدمرًا بالكامل".
دعوة
تدخل المجتمع الدولي
كما أسرع أكراد
سوريا، بدعوة المجتمع الدولي، إلى التدخل لمنع تركيا من شن هجوم ضد مناطق سيطرتهم،
بعد ساعات من تهديدات الرئيس التركي.
وطالبت الإدارة الذاتية الكردية في بيان "المجتمع
الدولي بكل مؤسساته بالضغط على تركيا لمنعها من القيام بأي عدوان". كما حثت
"الاتحاد الأوروبي والقوى الفاعلة في سوريا بما فيهم التحالف الدولي" الداعم
لها "باتخاذ مواقف تحد من التهديد والخطر التركي".
وأكدت أن تهديدات
أردوغان، المستمرة "خطيرة وتهدد أمن المنطقة واستقرارها"، منددة بصدورها رغم "التزامها بكافة بنود الآلية الأمنية
التي تم الاتفاق عليها مع الولايات المتحدة الأميركية وذلك لسحب المبررات لأي احتلال
تركي جديد".
تحذيرات
الاتحاد الأوروبي
وحذر الاتحاد الأوروبي،
من أي عملية تركية ضد قوات يقودها الأكراد في شمال سوريا، وذلك بعد قرار أمريكي مفاجئ
بسحب قوات من المنطقة، وقالت متحدثة في بيان
صحفي "في ضوء التصريحات الصادرة عن تركيا والولايات المتحدة بخصوص تطورات الوضع،
يمكننا التأكيد على أنه، في الوقت الذي نعترف فيه بمخاوف تركيا المشروعة، فإن الاتحاد
الأوروبي قال منذ البداية إنه لن يتم التوصل إلى وضع مستدام بالوسائل العسكرية".
أردوغان
يهدد العالم
وعقب تلك الإنذارات
التي وجهت لتركيا، استنكر أردوغان الانتقادات الدولية التي تعرضت لها تركيا على خلفية
العملية، وانتقد كلا من السعودية ومصر والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، وجدد التأكيد
على أن الهجوم هدفه إبعاد خطر الإرهاب عن الحدود التركية.
ليس هذا فقط بل
هدد الرئيس التركي بفتح أبواب أوروبا أمام ملايين اللاجئين ردًّا على الانتقادات الأوروبية
للهجوم التركي.
وقال أردوغان في
خطاب ألقاه في أنقرة "أيها الاتحاد الأوروبي، تذكر: أقولها مرة جديدة، إذا حاولتم
تقديم عمليتنا على أنها اجتياح، فسنفتح الأبواب ونرسل لكم 3,6 مليون مهاجر". يذكر
أن هذا الرقم هو عدد اللاجئين السوريين المتواجدين في تركيا حاليا.
هبوط
الليرة التركية
ولم تتوقف نتائج
ضربة تركيا في سوريا على هذا الحد فقط، بل هبطت الليرة التركية من جديد اليوم، وذكرت
وكالة بلومبرج الأمريكية فإن قرار الرئيس التركي بشن الحرب على شمال سوريا أحبط الجهود
التي بذلتها بنوك الدولة لدعم العملة من خلال مبيعات الدولار.
وأضافت الوكالة
أن الليرة التركية بعد مكاسبها الأخيرة هبطت بنحو 1% بعد أن أعلن أردوغان العملية،
وازدادت الخسائر حتى عندما زاد المقرضون من كمية الدولارات التي كانوا يبيعونها إلى
السوق.
استهداف
قضاء أقجة التركية بقذائف هاون
كما رد المقاتلون
الأكراد على العدوان التركى السافر، بإطلاق عدة قذائف هاون على قضاء أقجة التركي، انتقاماً
من الضربة التي شنتها تركيا على سوريا.
فشل
تصريحات تركيا
وفي السياق ذاته،
ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان إنه رصد فشل الهجوم البري على جميع المحاور التي حاولت
القوات التركية التقدّم إليها، ضمن المنطقة الممتدة من شرق نهر الفرات وصولًا إلى غرب
نهر دجلة، ليُدحِض بذلك إعلان أنقرة استمرار نجاح عدوانها البري.
ونفى المرصد التقارير
الإعلامية المُتداولة حول تقدّم القوات التركية والفصائل الموالية لها إلى بلدة تل
أبيض السورية، أو القرى الواقعة شرقها، ووصفتها بأنها "محض أكاذيب حتى اللحظة
وعارية تمامًا عن الصحة"، فيما يتواصل القصف التركي على تل أبيض ومنطقة رأس العين
وريفها.
وأشار المرصد،
الذي يتخذ من لندن مقرًا له، إلى أن "قوات سوريا الديمقراطية والمجالس العسكرية"
المعروفة اختصارًا بـ(قسد) تمكّنت من صد الهجمات التي شنّتها القوات التركية على محاور
تل أبيض، ورأس العين، والمالكية، وقرى بريف عين العرب (كوباني)، والدرباسية ومحاور
أخرى في المنطقة.