آخرها "اتصال هاتفي بين تميم وأردوغان بعد غزو سوريا".. استمرار التطبيع التركي القطري
لا تمر عملية تدميرية في إحدى الدول العربية، الإ وظهرت أيادي قطر وتركيا ونواياهم الخبيئة في المنطقة، والأدلة على ذلك كثير، فبين الحين والأخر ينكشف الدليل على تورطهم في غزو الدول العربية، ومحاولة نشر الإرهاب والفوضى بها من أجل تحقيق أطماعهم.
ضرب سوريا
كانت أخر مظاهر التطبيع القطري التركي، مباركة "قطر" للعملية العسكرية التركية في سوريا، وبالأمس بحث أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، والرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، خلال مكالمة هاتفية، آخر تطورات الوضع في سوريا بعد إطلاق تركيا عملية عسكرية ضد المسلحين الأكراد في البلاد.
وأوضحت وكالة"قنا" القطرية الرسمية أن آل ثاني أجرى اتصالا هاتفيا، مساء أمس، "بأخيه" أردوغان.
وذكرت الوكالة أن الاتصال تناول "استعراض العلاقات الاستراتيجية بين البلدين الشقيقين وسبل دعمها وتعزيزها، إضافة إلى مناقشة آخر التطورات الإقليمية والدولية لاسيما مستجدات الأحداث في سوريا".
وكانت تركيا، قد أعلنت بالأمس إطلاق عملية عسكرية باسم "نبع السلام" شمال شرق سوريا "لتطهير هذه الأراضي من الإرهابيين" في إشارة إلى "وحدات حماية الشعب" الكردية، التي تعتبرها أنقرة ذراعا لـ "حزب العمال الكردستاني" وتنشط ضمن "قوات سوريا الديمقراطية" التي دعمتها الولايات المتحدة في إطار حملة محاربة "داعش".
وجرى إطلاق هذه العملية، التي تعتبر الثالثة لتركيا في سوريا، بعد أشهر من مفاوضات غير ناجحة بين تركيا والولايات المتحدة حول إقامة "منطقة آمنة" شمال شرق سوريا لحل التوتر بين الجانب التركي والأكراد سلميا، لكن هذه الجهود لم تسفر عن تحقيق هذا الهدف بسبب خلافات بين الطرفين حول عمل هذه الآلية.
تقسيم ليبيا
أحد أهم أحلام تركيا الواهمة هو التوسع في فرض سيطرتها على الدول العربية، لهذا بدأ التطبيع بين قطر وتركيا من أجل سيطرتهم على ليبيا.
وأوضح تقرير بثته قناة "مباشر قطر"، موضحاً حال ليبيا الذي أصبح مرتعا للجماعات والميليشيات المسلحة التى استقدمتها حكومة الحمدين والرئيس التركى رجب أردوغان، من أجل فرض السيطرة على الدولة الليبية، وتدمير اقتصادها، فيوما بعد يوم، يتكشف تورط نظام الرئيس التركى رجب طيب أردوغان فى دعم ميليشيات التخريب فى العاصمة الليبية طرابلس، خاصة مع تزويد تركيا لهذه الميليشيات بالأسلحة المتقدمة.
وتابع تقرير قناة المعارضة القطرية: "هذا الدعم اللا محدود الذى تقدمه تركيا والنظام القطرى إلى الميليشيات الإرهابية، يستهدف تغيير موازين القوة فى المواجهة التى تشهدها طرابلس خلال هذه الأيام بين الجيش الليبى بقيادة المشير خليفة حفتر، والميليشيات المدعومة من قطر وتركيا، والتى تتبع حكومة فائز السراج".
وأكد التقرير أن هذا الدور الخبيث كشفه سراج التاورغى محامى أهالى ضحايا مدينة تاورغاء الليبية، مؤكدا أن المدينة تشهد مأساة إنسانية منذ عام 2011، وذلك مرصود فى العديد من الأدلة والوثائق، مشددًا على أنه سيقوم بتقديم العديد من الشكاوى ضد قطر وتركيا فى البرلمان العربى وجامعة الدول العربية.
التعاون بين تركيا وقطر
ولا يعد هذا التعاون هو الأول من نوعه، ففي يونيو من عام 2017، عقدت الدولتين اتفاقيتان تسمحان بنشر قوات عسكرية بقاعدة تركية في قطر، تطبيقًا لاتفاقيات الدفاع المشترك التي وقعها البلدين في 2014، إلى جانب المعاهدات المشتركة الأخرى، واللقاءات والقمم والتحالفات التي عقدت على مدار الفترة الماضية بين الدولتين.
وتظهر هذه الاتفاقيات، سعي تركيا منذ اليوم الأول لنشوب الأزمة الخليجية ومقاطعة دول الرباع العربي للدوحة، لاستغلال هذا الصراع لتحقيق مصالحها، حيث بدأت في الانحياز لسياساتها وسرعان ما بدأت في تقديم الدعم السياسي والاقتصادي والعسكري لها لمواجهة الإجراءات الخليجية المتبعة منذ يونيو للعام الماضي.
وتأتي هذه المواقف الداعمة من قبل "أردوغان" إلى النظام القطري، لعدة اعتبارات تمثلت في أن الدولتين تتبنيان سياسات متطابقة تجاه قضايا المنطقة خاصة في سوريا وليبيا والعراق، حيث أن كليهما تقدمان دعمًا لتيارات الإسلام السياسي والتي يعد أبرزها جماعة الإخوان المسلمين، التي تعد أداة للنفوذ لتنفيذ سياساتهما بالمنطقة العربية.
ومع مرور الوقت، بدأت قيمة قطر بالنسبة لتركيا في التزايد باعتبارها حليف أساسي لها، خاصة في ضوء التحديات التي تواجه الجاتب التركي في المنطقة العربية بعد فشل نظام جماعة الإخوان وإسقاط حكمهم في مصر، وهو ما أدى لتراجع تأثيرها على الأزمة السورية بعد تعرض جماعات المعارضة السورية التي تدعمها إلى عدة هزائم متوالية، لذا فإن توقف دعم قطر لهذه الجماعات يؤثر سلبًا بشكل حتمي على المشروع التركي بالمنطقة العربية.
مناورات عسكرية
وفي أغسطس 2017، بدأت تركيا وقطر مناورات عسكرية مشتركة في قطر، بمشاركة ما يزيد على 200 من الجنود الاتراك وعشرات العربات المدرعة.
وذكرت صحيفة "حرييت" التركية، أن المرحلة الأولى من المناورات تجري بمشاركة 250 جندي تركي و30 عربة مدرعة، أما المرحلة الثانية منها فستكون بمشاركة قوات بحرية للبلدين مع وصول الفرقاطة التركية "غوكوفا" وعلى متنها 214 بحارا.