غزو تركي مُحتمل.. ماذا يحدث في شمال سوريا؟
تواصل تركيا حشد قواتها على الحدود السورية، تأهبًا لشن عملية عسكرية، تستهدف وحدات حماية الشعب الكردية شمال سوريا، ما دعا أكراد سوريا، المجتمع الدولي إلى التدخل لمنع الحملة الـ"وشيكة"، في مناطق شرق الفرات، لاسيما عقب تحذيرات الاتحاد الأوروبي.
وأرسلت تركيا مركبات مدرعة جديدة إلى حدودها مع سوريا مساء الثلاثاء، وشوهدت قافلة قرب بلدة أقجة قلعة في محافظة شانلي أورفا التركية، ونقل معدات للبناء ضمن هذه القافلة المتّجهة إلى الحدود لتعزيز الوحدات العسكرية، وفق ما أكدت وكالة الأناضول.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في خطاب متلفز، السبت المنصرم، إن قواته أنهت استعداداتها لشن "عملية على الأرض ومن الجو" ستبدأ "في أقرب وقت اليوم أو غدا" في المناطق الواقعة شرق نهر الفرات.
وطالبت الإدارة الذاتية الكردية في بيان "المجتمع الدولي بكل مؤسساته بالضغط على تركيا لمنعها من القيام بأي عدوان". كما حثت "الاتحاد الأوروبي والقوى الفاعلة في سوريا بما فيهم التحالف الدولي" الداعم لها "باتخاذ مواقف تحد من التهديد والخطر التركي". وأكدت أن تهديدات أردوغان المستمرة "خطيرة وتهدد أمن المنطقة واستقرارها". ونددت بصدورها رغم "التزامنا بكافة بنود الآلية الأمنية التي تم الاتفاق عليها مع الولايات المتحدة الأميركية وذلك لسحب المبررات لأي احتلال تركي جديد".
وجاءت تهديدات أردوغان رغم توصل أنقرة وواشنطن في أغسطس إلى اتفاق على إنشاء منطقة آمنة تفصل بين مناطق سيطرة المقاتلين الأكراد والحدود التركية.وبدأ تنفيذ الاتفاق، الذي أكد أكراد سوريا التزامهم بنجاحه لتجنيب مناطقهم هجوما من أنقرة، عبر تسيير دوريات تركية أميركية مشتركة.
نفير بشمال سوريا
أعلنت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا في عين عيسى النفير العام مع احتمال عملية عسكرية تركية في الساعات القليلة القادمة.
ترامب يهدد تركيا
من جانبها سحبت الولايات المتحدة بين 50 ومائة جندي من أفراد قواتها قوات الخاصة من الحدود الشمالية لـ"سوريا- تركيا"، بناء على تعليمات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وكان دورهم يقتصر على منع هجوم خطط الجيش التركي له منذ فترة طويلة ضد المقاتلين الأكراد، ما عزز الانطباع بأن هجوما على وحدات حماية الشعب الكردية بات وشيكاً، لاسيما حين أعلنت وزارة الدفاع التركية أن "كافة الاستعدادات استكملت لشن عملية". وأثارت خطوة الرئيس الأمريكي المفاجئة انتقادات واسعة من كبار الجمهوريين، لكن بدأ ترامب وكأنه عدل موقفه في وقت لاحق إذ هدد عبر تويتر بـ"القضاء" على الاقتصاد التركي إذا قامت أنقرة بأي أمر يعتبره غير مناسب"، قائلاً "أبلغت تركيا أنها إذا قامت بأي أمر يتجاوز ما نعتبره إنسانيا .. فسيواجهون اقتصادًا مدمرًا بالكامل".
تحذيرات دولية
بينما حذر الاتحاد الأوروبي من قيام تركيا بأي عملية عسكرية ضد الأكراد في شمال سوريا، فيما دعت الأمم المتحدة إلى حماية المدنيين من عمل عسكري تركي ومنع وقوع انتهاكات أو موجات نزوح عارمة. وقالت متحدثة في بيان صحفي "في ضوء التصريحات الصادرة عن تركيا والولايات المتحدة بخصوص تطورات الوضع، يمكننا التأكيد على أنه، في الوقت الذي نعترف فيه بمخاوف تركيا المشروعة، فإن الاتحاد الأوروبي قال منذ البداية إنه لن يتم التوصل إلى وضع مستدام بالوسائل العسكرية".
في غصون ذلك، قال مسؤول كبير في الأمم المتحدة، إنه يجب حماية المدنيين من أي عملية عسكرية تركية في شمال شرق سوريا، حيث تأمل المنظمة الدولية في الحيلولة دون وقوع انتهاكات أو موجات نزوح عارمة. وقال منسق الشؤون الإنسانية الإقليمي للأزمة السورية بانوس مومسيس، في تصريحات صحفية، إن الأمم المتحدة أعدت خططا طارئة لتقديم المساعدات، متابعًا "نأمل في الأفضل لكن نستعد للأسوأ". وقال إن الأمم المتحدة شهدت "تاريخا مريرا" للمناطق الآمنة في أماكن مثل سربرنيتشا.
أهمية الحفاظ على وحدة الأراضي السورية
وقال ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، إنه ينبغي الحفاظ على وحدة الأراضي السورية، مضيفًا أن موسكو تعلم أن تركيا تشاطرها نفس الموقف إزاء وحدة الأراضي السورية، متابعًا "نأمل أن يلتزم رفاقنا الأتراك بهذا الموقف في جميع الظروف".