بعد وفاة 4 مواطنين بأسيوط.. كيف تتصدى الدولة لمرض الملاريا؟
أثارت وفاة 4 مواطنين بعد إصابتهم بالملاريا، حالة من الذعر بين أهالي قرية أم القصور في منفلوط بمحافظة أسيوط، بالإضافة إلى إصابة 56 شخصًا، بعد عودتهم من دولة النيجر، حيث أكدت مديرية الصحة أنه جرى سحب عينات من 28 حالة من العائدين، كانت قد ترددت على مستشفي الحميات بأسيوط، حيث تبين إيجابية إصابة 6 حالات بالملاريا وتم حجزها بالمستشفى، لتلقي العلاج لحين تماثلهم للشفاء.
ما هو مرض الملاريا؟
الملاريا مرض طفيلي معدي يتسبب في حدوثه كائن طفيلي يسمى بلازموديوم وينتقل عن طريق لدغات البعوض، وهناك 5 أنواع من الطفيليات التي تسبّب الملاريا للإنسان، منها نوعان يسببان تهديدًا كبيرًا، هما طفيل الملاريا الخبيثة المسامة بالفالسبارم، وطفيل الملاريا الحميدة المعروفة بالفايفاكس، حيث يتنقل مرض الملاريا عن طريق الدم، كما أن الأشخاص الذين يمكلون مناعة ضعيفة هم الأكثر عرضة للإصابة بهذا المرض، كذلك الأشخاص الذين يسافرون إلى دول ينتشر فيها هذا المرض.
وتتمثل أعراض المرض في الحمى والصداع والتقيؤ، حيث تظهر تلك الأعراض بعد مضي 10 إلى 15 يومًا، ويمكن للملاريا إذا لم تعالج بسرعة، أن تشكل تهديدًا وخطرًا على حياة الإنسان، من خلال عرقلتها عملية تزويد الأعضاء الحيوية بالدم.
وزارة الصحة تتصدى للمرض
في تصريحات سابقة، قالت الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، إن اقتصاد مصر سيصبح أفضل حال دخول الأدوية المصرية لدول إفريقيا، حيث إن مصر وخاصة ملف الصحة بدأت في الاندماج داخل القارة الإفريقية من خلال الإكثار من الأدوية التي تحتاجها الدول الأفريقية، مثل المضادات الحيوية وأدوية الجهاز الهضمي، كذلك أدوية علاج الملاريا وفيروس سي.
وأضافت زايد، أنه في الفترة القليلة الماضية تم تسجيل دواء في مصر لمرض "الملاريا"، وتنتج منه الشركات المصرية أطنان يوميا، وبكميات كبيرة جدًا، وهو ليس أقراص بل عبارة عن "رش"، نظرًا لأن الملاريا مرض تسبب في وفاة الكثير في القارة الأفريقية، وتستورد الدول هذا العلاج من أمريكا، ولكن الآن أصبحت مصر تصنعه بكميات كبيرة للغاية، وستخفف معاناة الأفارقة من الملاريا.
كما تقوم وازرة الصحة بعمل قوافل طبية، تلف محافظات مصر للكشف عن الحالات المصابة، ومحاولة إدراك المرض مبكرًا حتى تتمكن من علاجه، وقد جابت تلك القوافل الكثير من البلدان والقرى في محافظات الصعيد حتى أسوان.
الصين على وشك القضاء على الملاريا
أعلنت الصين في شهر مايو الماضي، أنها على وشك القضاء على الملاريا، هكذا قالت مسؤولة صحة صينية بارزة خلال اجتماع عقد على هامش دورة جمعية الصحة العالمية، حيث أشيد فيه ببكين على جهودها في مساعد ة البلدان الأخرى على مكافحة هذا المرض الفتاك. وألقت تسوي لي نائبة وزير لجنة الصحة الوطنية الصينية كلمة في هذا الحدث الذي أقيم تحت عنوان "الجهود التي تقودها البلدان والجهود الذاتية للبلدان بشأن القضاء على الملاريا من أجل تحقيق تغطية صحية شاملة" في قصر الأمم بجنيف خلال الدورة السنوية لجمعية الصحة العالمية.
وذكرت تسوي، خلال الحدث، الذي شاركت الصين في رعايته أنه "في عام 2017، وللمرة الأولى، أفادت التقارير بعدم وجود أي حالات واطنة للإصابة بالملاريا في الصين، وبالتالي فإن الجهود كان لها تأثير كبير على خارطة طريق القضاء على المرض في البلاد"
كما أعرب المدير العام للجمعية تيدروس أدهانوم جيبريسوس عن شكره للصين على دورها في رعاية هذا الحدث إلى جانب ميانمار وسريلانكا وأشاد بالصين على ما تفعله من أجل تمويل مكافحة الملاريا، وقال إنه منذ عام 2000، تم إحراز تقدم جيد ولكن "نحن عند مفترق طريق"، فيما أشار إلى ضرورة استمرارية مكافحة الملاريا.
الصين لديها أكثر من 200 مليون حالة إصابة بالملاريا سنويًا، أكثر من 90% منها في إفريقيا، لهذا فإن التركيز على إفريقيا مهم.
دواء جديد
الدكتور محمود هاشم عبدالقادر، أستاذ الكيمياء بجامعة القاهرة، ورئيس مجلس أمناء الجامعة الأوروبية بالعاصمة الإدارية، يقول إن هناك 219 مليون حالة إصابة بمرض الملاريا حول العالم، أغلبها فى نيجيريا والكونغو وموزمبيق، وأن متوسط الأعمار تصل في العالم إلى 80 عامًا إلا أن هذه النسبة منخفضة في هذه الدول.
وأكد أستاذ الكيمياء، أنه تمكن من اكتشاف دواء جديد لمبيد "الدي دي تي" الملاريا، والذي يقضي على الحشرة المسببة لهذا المرض من المنبع.