"تدريب وتأهيل الباحثين".. صناعة البردي تدخل قائمة التراث الحضاري بالشرقية
في تصريحاته الأخيرة، أشار الدكتور ممدوح غراب محافظ الشرقية، إلى أنه تم الانتهاء من فاعليات الورشة التدريبية، التي أقامتها المحافظة منذ فترة بالتنسيق مع أكاديمية الفنون، وذلك تحت قيادة السيد الأستاذ الدكتور أشرف ذكي، حيث عُقدت تلك الورشة التدريبية في مقر المعهد العالي للفنون الشعبية، ويعتبر ذلك تنفيذ أول خطوات تسجيل حرفة صناعة البردي علي قائمة التراث الحضاري.
البردي على قائمة التراث الحضاري
دخول حرفة صناعة
البردي إلى طور التسجيل علي قائمة التراث الحضاري، يكون عن طريق تدريب وتأهيل مجموعة
من الباحثين المختصين في مجال الجمع الميداني التوثيقي بحرفة صناعة البردي، والذي من
المخطط أن يتم الاعتراف بها من قبل قائمة التراث العالمي، ومنظمة اليونسكو.
تلك الورشة جاءت
بمشاركة وحضور كل من السيد الأستاذ الدكتور مصطفي جاد عميد المعهد العالي للفنون الشعبية
وخبير التراث الثقافي اللامادي، بالإضافة إلى الأستاذة الدكتورة نيفين خليل وكيل المعهد
ورئيس قسم فنون التشكيل الشعبي والثقافة المادية، وكذلك الأستاذة الدكتورة ولاء محمد
رئيس قسم مناهج الفلكور وتقنيات الحفظ، وكل من السيد الأستاذ الدكتور خالد متولي، وبحضور
السيد الأستاذ الدكتور علاء حسب الله الباحثين في مركز دراسات الفنون الشعبية.
توثيق حرفة البردي
في الوقت ذاته
أشار السيد الأستاذ الدكتور ممدوح غراب محافظ الشرقية إلى الأهمية التي تحتلها تلك
الصناعة، وضرورة الاهتمام بحرفة صناعة البردي، وكذلك العمل على الحفاظ على تلك الحرفة
من الاختفاء، ويرجع ذلك لأهمية ما تمثله من قيمة فنية وتراثية كبيرة للغاية، وفي ذلك
تشتهر إحدي قري محافظة "طوخ القراموص"، والتي تتبع رئاسة مركز ومدينة أبو
كبير بالشرقية.
من جانب آخر، أوضح السيد اللواء الدكتور حسين الجندي
السكرتير العام لمحافظة الشرقية، أن ورشة العمل كانت قد عملت على تقديم مجموعة من التوصيات
المختلفة، ذات درجة كبيرة من الأهمية، وقد أتى من بين تلك التوصيات؛ أن تبدأ عملية
الجمع الميداني لمختلف البيانات والمادة التوثيقية الخاصة بحرفة البردي، ويتم ذلك عن
طريق وجود باحثين من الإدارة العامة لأطلس، والمؤثرات الشعبية، وكل من وزارة الآثار،
ووزارة السياحة، وكذلك أكاديمية الفنون، والجامعات، بالإضافة إلى كل من المعاهد المصرية،
وإدارة التراث الحضاري في محافظة الشرقية، حيث من المخطط أن يتم ذلك عن طريق رصد حرفة
البردي في قرية القراموص من خلال كافة الخطوات، والتي تتمثل في الصناعة والرسم والخطوات.
كل ذلك بالإضافة
إلى العمل على رسم الجانب التسويقي والفني لتلك الحرفة التراثية المميزة، في كل من
محافظة القاهرة، ومحافظة الجيزة، وكذلك محافظة الأقصر، كما يتم العمل على البدء من
أجل وضع خطة تنمية حرفة صناعة البردي، وذلك بالتعاون مع هيئة التنمية السياحية.
قراموص
تسير على خطى الأجداد
تُعد قراموص القرية
الوحيدة على مستوى العالم فى زراعة وصناعة نبات وورق البردى، والذى يعود تاريخه لعصر
الدولة المصرية القديمة، فيما تبلغ مساحة الأراضى المنزرعة بالبردى على مستوى القرية
نحو عشرة آلاف فدان.
ويعمل أهل القرية
من الرجال والشباب وربات البيوت فى زراعة وصناعة نبات وورق البردى، وعملية التحويل
التى تمر بعدة مراحل على مدار عامل كامل، حتى يُصبح بعدها النبات ورقًا صالحا للاستخدام
والكتابة أو الرسم عليه، فيما تواجه القرية وأهاليها مشكلة كبرى تتعلق بالمياه اللازمة
للزراعة، فضلًا عن عدم وجود أى مساعدات من جانب المحافظة فى عملية تسويق المنتج، فيما
تستهدف تلك الصناعة تحويل النبات إلى ورق خام، حيث يقوم المزارعون بأخذ الجذور والعيدان
من الأرض، وقصها لعدة مقاسات، ثم تحويلها لمجموعة شرائح يتم تخميرها بطريقتين، إما
عن طريق الطبخ، أو يتم سلقها، على أن يتم وضع كل ورقة داخل قطعة قماشة وحدها، وبعدها
تأتى مرحلة العصر، حيث يتم عصر الورق وتركه يجف، وبعدها يكون جاهزًا للاستخدام.