فشل بطولة العالم لألعاب القوى يكشف هشاشة التنظيم القطري
قدمت العاصمة القطرية "الدوحة" تجربة تنظيمية فاشلة في بطولة العالم لألعاب القوى، وواجهت المنظمين انتقادات كبيرة، لاسيما على صعيد الظروف المناخية والحضور الجماهيري، وطرحت أسئلة حول البطولة الأهم، التي تستعد الدوحة لاستضافتها، مونديال كرة القدم 2022.
ضعف جماهيري
وأثار ضعف الحضور الجماهيري من بطولة "أم الألعاب" التي امتدت 10 أيام، مخاوف تكرار هذا المشهد في البطولة الكروية، على رغم من أن عدد المشجعين الذين عادة ما يتقاطرون لحضور مباريات كرة القدم، يفوق بكثير مشجعي ألعاب القوى.
ويرى سايمون شادويك، أستاذ مؤسسة الرياضة في جامعة سالفورد البريطانية، أن ثمة مقاربة خاطئة تجاه الأحداث الرياضية الكبرى مفادها "الاعتقاد بأن المشجعين سيحضرون إذا قمت ببناء الملاعب".
ويذكر الأستاذ الجامعي أمثلة منها أن الحضور الجماهيري في أولمبياد مدينة مونتريال الكندية 1976 وأولمبياد أثينا 2004، لم يلب توقعات المنظمات على رغم أن المدينتين أنفقتا الكثير لبناء ملاعب حديثة.
وشهدت أيام بطولة ألعاب القوى حضورا ضعيفا في مدرجات ستاد خليفة الدولي، أحد الملاعب الثمانية التي من المقرر أن تستضيف مونديال 2022.
ويتسع الملعب لنحو 40 ألف متفرج، وتم خفض سعته إلى النصف تقريبا خلال بطولة ألعاب القوى، وفضل منظمو كأس العالم عدم التعليق على بيع تذاكر بطولة ألعاب القوى.
ماذا بعد
الانتقاد الأكبر في بطولة القوى كان لدرجات الحرارة ونسبة الرطوبة المرتفعة خلال سباقات المسافات الطويلة، ويرى شادويك أن قطر تواجه "وضعا هشا" بعد بطولة ألعاب القوى.
انسحابات تاريخية
يؤكد طبيب الفريق البلجيكي، أن الفتيات "دخلن في نوبة ارتفاع حرارة"، وبعد ذلك هرعت فرق الإسعاف لنقلهن إلى العيادة المتنقلة، أكثرهن تضررًا اقتدن إلى العيادة بواسطة كراسي متحركة، أما اللاتي ما زلن قادرات على الصمود ويعرجن فقد ساعدهن الفريق الطبي على المشي إلى العيادة.
وفي خط النهاية، لم يتخط عدد المشاركات أكثر من 40 متسابقة، وانسحبت 28 متسابقة، في رقم قياسي يسجل في تاريخ بطولات العالم.
هجوم قوي
وكان الكاتب في صحيفة "لو جورنال دو ديمانش" الفرنسية داميان بوغونيه، والكاتب في صحيفة ليبيراسيون الفرنسية آلانميرسييه، شنا هجومًا قويًا على ما يحدث في بطولة العالم لألعاب القوى التي تقام في قطر، رغم المعاناة التي يعانونها في الإمارة من شدة حرارة الأجواء والتعب وحرارة الشمس، وهو ما يعد تعاملا غير إنساني للمتسابقين والعاملين، فيما وصف الثاني لاعبات المارثون بالمتسابقات في الجحيم، وتطرق الكاتبان إلى سقوط المتسابقين والمتسابقات من شدة الحرارة، وارتفاع الرطوبة، وانسحابات تاريخية، ومعاناة إنسانية سيئة على صعيد العاملين في منشآت المونديال.