التنظيمات الإرهابية في ترقب.. وتظاهرات العراق لا تهدأ

تقارير وحوارات

بوابة الفجر

 في ظل تجدد التظاهرات العراقية المناهضة للحكومة، والتي راح ضحيتها عشرات الأشخاص، فهناك توقعات بمحاولات خبيثة للتنظيمات الإرهابية، باستغلال الاحتجاجات، للسيطرة على العراق مرة أخرى، وهو ما يتخوف منه الشعب.

 

تداعيات الاحتجاج

 

بدأ احتجاج الشعب العراقي، منذ الثلاثاء الماضي، حيث خرج في تظاهرات مناهضة للحكومة، راح ضحيتها عشرات الأشخاص، ويرجع سببها، إلى التدخل الإيراني في الشأن العراقي، الأمر الذي أدى إلى تردي الأوضاع الاجتماعية والأمنية والاقتصادية في البلاد.

 

وقام الشعب العراقي، بحرق الأعلام الإيرانية، وترديد الهتافات المناهضة لطهران، خلال المظاهرات المستمرة حتى الآن.

 

ويعد استبعاد قائد قوات مكافحة الإرهاب، الفريق عبد الوهاب الساعدي، الشرارة التي أشعلت غضب العراقيين، لا سيما مع تردد أنباء عن تدخل إيراني لإزاحة الرجل الذي كان له دور كبير في محاربة تنظيم داعش، لأنها أحست بخطر الساعدي كرمز وطني عراقي يجمع عليه الجميع.

 

ويرجع السبب أيضًا، إلى التدخلات الإيرانية خلال الانتخابات التشريعية الماضية التي شهدها العراق في مايو من عام ٢٠١٨، حيث تدخل قاسم سليماني في الانتخابات وفي تشكيل حكومة تكون حسب أهواء نظام الولي الفقيه الإيراني.

 

الضحايا

 

وارتفع عدد ضحايا المظاهرات التي تشهدها العراق إلى 100 قتيل و3991 مصابا، بحسب ما أكده عضو المفوضية العليا لحقوق الإنسان العراقية علي أكرم البياتي.

 

ووقع العدد الأكبر من القتلى في العاصمة بغداد التي شهدت مقتل 60 شخصا، في الاحتجاجات التي اندلعت في بغداد وعدة مدن شيعية جنوب العراق ضد البطالة والفساد الحكومي ونقص الخدمات.

 

التنظيمات الإرهابية

 

هزمت العراق، تنظيم داعش الإرهابي، قبل عامين من الآن، ولكنها لا تزال تعيش في أوضاع متدهورة، رغم ما يملكه العراق من ثروة نفطية، كما أن البنية التحتية التي حاق بها الدمار لم تمتد إليها يد الإصلاح، والوظائف أصبحت نادرة.

 

وكان للتدهور الهائل، سببه، في نزوح الجماعات الإرهابية والمتطرفة إلى العراق، لتنفيذ أجندات خارجية على الأراضى العربية، وبث الفوضى فى الشرق الأوسط برمته، وتنجرف العراق فى حرب مع الإرهاب والجماعات المتطرفة، مدمرة جميع البنية التحتية للبلاد، ومخلفة آلاف المهاجرين والعاطلين عن العمل، لنجد أنفسنا أمام تظاهرات وأعمال شغب من أبناء العراق لتوفير الوظائف وتحسين مستوى المعيشة، كما أنه لا يزال لجماعات مسلحة سطوة في الشوارع.

 

ويسعى العراقيون، لتحاشى الشعارات الطائفية بعد التجربة المريرة التي تمثلت في ظهور تنظيم الدولة الإسلامية وذلك رغم بقاء بعض التوترات الطائفية.

 

وهناك مخاوف عراقية، حال مشاركة جماعات عشائرية أو فصائل مسلحة، في التظاهرات، فقد يتدهور الوضع، حيث تفجرت اشتباكات بالرصاص فى مدن جنوبية بين مسلحين مجهولين ورجال الشرطة.

 

ومنحت الحرب ضد داعش نفوذًا غير مسبوق إلى المليشيات المدعومة من إيران المعروفة باسم قوات الحشد الشعبي، التي حاربت التنظيم الإرهابي إلى جانب الجيش العراقي.

 

تصاعد الاحتجاج

 

ونظرًا لحالة الاحتجاج في العراق، فإنها تضع رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي في وضع حرج، إذ يهدد بإسقاط حكومته مع تصاعد التوترات الإقليمية.

 

وأشار إلى أنه على الرغم من ارتفاع حصيلة القتلى فإن عبدالمهدي لم يلق خطابا للأمة إلا لإلقاء اللوم على  من سماهم "المتسللين" بين المحتجين في التحريض على العنف، واعدا بمعالجة مشاغلهم.

 

 ويطالب المحتجون باستقالة حكومته، لكن خطوات مثل حظر التجوال وحجب الإنترنت تشير إلى موقف متشدد.

 

وكان مقترح أن يعقد البرلمان العراقي جلسة عند الواحدة من بعد ظهر السبت من أجل النظر في مطالب المتظاهرين لكنها لم تعقد بعد لعدم توفر النصاب بعد قرار كتلة مقتدى الصدر مقاطعتها.