اللحظات الأخيرة لوفاة شاب في المنوفية بعد والده بساعات (تقرير بالصور)

محافظات

أحمد كمال عبدالشفيع
أحمد كمال عبدالشفيع


حُزن وآنين عاشه أبناء قرية طملاي التابعة لمركز منوف بمحافظة المنوفية، عقب استيقاظهم على وقع صدمة وفاة شاب عمره في مطلع العشرينات من عمره، فلم ينعم بعد بلذة الحياة، وأكثر ما أوجع قلب الأهالي هو لحظة علمهم بمن ذلك الشاب المفقود، أنه "أحمد كمال عبدالشفيع البلشة"، ذلك الشاب الذي توفى والده قبل سويعات قليلة، وشيع الأهالي جثمانه في مقابر القرية.

«لا حول ولا قوة إلا بالله.. وإن لله وإنا إليه راجعون».. تلك الكلمات البسيطة نطقها بعض الأهالي في محاولة لاستيعاب تلك الواقعة المترابطة بشكل وثيق والمحزنة لجميع المعارف والأقارب، فهذا الشاب الصغير كان يقف في عزاء والده، محاولًا التماسك، لأخذ عزاء والده، وبعد انتهاء العزاء، أخذه زملاءه في محاوله منهم لمرافقته والتخفيف عنه، لكن ما جرى لاحقًا كان صادمًا لأصدقاءه.

في البداية يحكي زملاءه لبوابة "الفجر" عن خلق صديقهم، البالغ من العمر 21 واحد سنة، فالشاب مواليد 1 يناير 1997م، التحق بالمعهد الأزهري، وتعلم القرأن ثم التحق بكلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر، وصعد المنبر عدة مرات في أحد مساجد القرية، وأكدوا أن "أحمد" كان شديد الارتباط بأهله وخاصة والده "الحاج كمال"، مشيرين إلى والده كونه أحد خيرة رجال القرية، فلم يكن هناك خير بالقرية وإلا وله فيه بصمة ساطعة.

في السنوات الأخيرة تمكن المرض من "الحاج كمال" تحديدًا في سن 55 سنة، ودخل على إثره غرفة العمليات عدة مرات، حتى ذبل وأنهكه المرض تمامًا، ولم يفارقه نجله أحمد في تلك المعاناة، فقد كان يتألم كثيرًا لمرضه وظهر الأمر عليه جليًا لكل المحيطين به، وعمد إلى إخراج الصدقات لوالده والدعاء له في صلاته، وفي الأيام الأخيره كان وجه الشاب بشوشًا على غير عادته، وكأن النور يسطع منه، ويوم السبت الماضي أثناء ذهابه للعمل، جاءه مكالمة قلبت حياته رأسًا على عقب.

وفي يوم السبت الماضي، أثناء ذهاب الشاب لعمله، فوجئ باتصال هاتفي من أحد أفراد أسرته، أخبروه من خلاله أن روح والده انتقلت إلى خالقها، لم يتمالك الشاب نفسه من هول الموقع وهرول مسرعًا إلى منزله وعينيه تنهمران من الدموع، وما أن وصل حتى دخل على جسد أبيه يقبله وسط بكاء شديد، وفي ذات اليوم دفن أبيه، وأخذ عزاءه من بعد صلاة العصر حتى العشاء.

رافقه أصدقاءه فور انتهاء العزاء وانتقلوا معه إلى منزله حتى يواسونه ولا يتركوه بمفرده في ذلك الظرف القاسي، وحاولوا إطعامه والضغط عليه، لكنه لم يتناول إلا القليل، ولم تمر دقائق حتى شعر الشاب ب"تنميل" في قدمه، وأخبره زملاءه أنه سوف يتمشى في إحدى غرف المنزل حتى تعود قدماه لطبيعتها، لكنه غاب وتأخر.

وبينما زملاءه يتسامرون منتظرون عودته انتبهوا لتأخيره، وقرروا أن يذهب أحدهم للاطمئنان عليه، لكن الصدمة حين وجده صديقه مغشيًا عليه، وجسده مُلقى على الأرض على وجهه، وعلى الفور نادى على باقي أصدقاءه، واتصلوا بالإسعاف، والتي بدورها جاءت وحملت الشاب إلى المستشفى العام بمدينة بمنوف، وأصيب الجميع بالصدمة بعدما أكد الأطباء وفاة الشاب وذلك في الساعات الأولى ليوم الأحد.

وأصيبت القرية بحالة شديدة الحزن مترحمين على الأب والإبن الذين رحلا معًا إلى مقابر القرية والفارق بينهم بضعة ساعات، وأعلنت الأسرة عن تحملها لأي ديون أو أي التزامات كانت تخص أحمد، مناشدين كل من يعرفه أن يتذكروه بالخير ويترحمون عليه أينما تذكروه.