ما لا تعرفه عن النظام العسكري في مصر القديمة
تعد مصر أقدم دولة في العالم لها نظامًا عسكريًا وإداريًا صارمًا، بل ونظامًا ماليًا وعلاقات مع الدول الأخرى، كما أنها تعد أقدم دولة صاحبة حدود في التاريخ، وتلك الحدود كانت مسؤولية الدفاع عنها موكولة إلى الجيش.
وتعتبر القوات المسلحة المصرية والتي سطرت عبر تاريخها أمجادًا تتحدث عنها الجداريات في المعابد، والمراجع في كل مكتبات العسكرية في العالم، وهي التي جعل لها المصري القديم نظامًا لا تزال تتبعه كبريات العسكريات حاليًا.
وعن نظام العسكرية المصرية قديمًا قال الباحث الأثري أحمد عامر، إن القوات المسلحة المصرية كان لها قيادة عليا أو قائدًا أعلى وهو دائمًا الملك الدولة ورأس الأمر فيها.
أما القادة في مختلف أفرع الجيش فكانوا يقومون بالقيادة نيابة عن الملك، وكانوا يحملون لقب "أمير الجيش" وكذلك كانوا يحملون عدة ألقاب أخرى منها "قائد الجيش"، و"قائد الصدام"، و"قائد الجنود الجدد".
كما كان الملك يكلف ولي العهد بالنيابة عنه أحيانًا، وكان الوزير يتولى مهمة وزير الحرب، كما كان هناك وظيفة تسمى "كاتب الجيش" وقت الحرب، وهو من يقوم بأعمال التجنيد والإمداد، وحفظ سجلات المعارك الحربية، وعددهم كثير برتب مختلفة، وكان يرأس مجموعة الكتبة "رئيس كتاب الجيش"، و"الكاتب الملكي".
وأضاف عامر أن الجيش المصري القديم كان يضم لقب "كاتم أسرار الملك"، وحامل هذا اللقب يكون على دراية بمجريات الأمور في القصر والجيش، فهو صاحب دور مخابراتي واضح.
وأشار عامر إلى أن الجيش المصري تكون من فرق قتالية مدربة منظمة، وكان النظام العسكري في الميدان صارمًا يقوم على طاعة الأوامر العسكرية لقائد الفرقة.
وتألف الجيش من قسمين هما "المشاة"، و"راكبو العربات"، والقسم الأخير أكثر ميزة من القسم الأول، ويُعطي ضباطه درجة كُتاب ملكيين، وتقوم العربات بالهجوم الضخم أو بمساعدة المشاة في مجموعات صغيرة العدد تتكون من 200 رجل تحت إمرة حامل اللواء.
وتنقسم الفرقة إلى أربعة أقسام بكل قسم 50 رجلاً، وكانت أعلامهم عبارة عن صور مثبتة في أطراف سيقان من الخشب، وفرق الحرس تقسم إلى صفوف كل منها عشرة رجال وتسير في طوابير منتظمة.
وفي عصر الفتوحات العظمى كان الملك يقوم بقيادة العمليات الحربية بنفسه، وأحيانا كان يشترك في مجلس الحرب، أو يسند القيادة العليا للجيش إلى قائد عظيم، وكانت هناك مناطق عسكرية يشرف عليها ضباط مسئولون.
وتابع "عامر أن الجنود كان لهم تدريبات منتظمة تستهدف تنظيم الخطوة، ومشية الصف، وكان الجندي يسير تلو زميله في دوريات محددة، ويعاون نافخ البوق أو ضارب الطبل في تنظيم تقدم الجنود، وهي فرقة الموسيقى العسكرية، كما اهتمت تدريبات الجيش بالجري والسباق والمصارعة، وشارك أبناء الملوك في التدريبات العسكرية مثل الرماية و الفروسية.
أما أوسمة ونياشين الجيش فكانت تنقسم إلى الترقي لرتبة أعلى والحصول على ألقاب مثل المحارب الفتاك، والجسور والقناص، ومن أشهر الأوسمة عند المصري القديم هي نوط الشجاعة أو ذهب الشجاعة وهو ميدالية ذهبية ذات حجم كبير مميز، بالإضافة إلى مكافأته بوهبة أراضي وحقول زراعية واسعة خالصة من الضرائب وعدد كبير من الإماء والخدم.